أسهم «نتفليكس» تفقد ثلث قيمتها بعد خسارة آلاف المشتركين

الشركة عزت التراجع إلى المشاركات الأسرية وفقدان الروس

تراجعت أسهم نتفليكس بأكثر من 30% في بورصة نيويورك بعد نتائج مخيبة للآمال (رويترز)
تراجعت أسهم نتفليكس بأكثر من 30% في بورصة نيويورك بعد نتائج مخيبة للآمال (رويترز)
TT

أسهم «نتفليكس» تفقد ثلث قيمتها بعد خسارة آلاف المشتركين

تراجعت أسهم نتفليكس بأكثر من 30% في بورصة نيويورك بعد نتائج مخيبة للآمال (رويترز)
تراجعت أسهم نتفليكس بأكثر من 30% في بورصة نيويورك بعد نتائج مخيبة للآمال (رويترز)

تراجعت أسهم نتفليكس بأكثر من 30 في المائة في بورصة نيويورك عند الافتتاح الأربعاء بعد نتائج مخيبة للآمال سجلت فيها الشبكة انخفاضاً كبيراً في عدد المشتركين للمرة الأولى خلال عقد.
وتراجعت قيمة المجموعة العملاقة في خدمات البث التدفقي بنسبة الثلث في وول ستريت، أي بأكثر من 40 مليار دولار، بحسب «فاكست». وبلغت قيمة السهم 240 دولارا، بانخفاض نسبته 31,16 في المائة بعد دقائق قليلة من افتتاح المداولات.
وكانت «نتفليكس» توقعت أن تكسب 2,5 مليون مشترك إضافي، فيما كان المحللون يتوقعون عددا أكبر، لكنها خسرت بدلا من ذلك 200 ألف مشترك، ما أدى إلى انخفاض مجموع الاشتراكات إلى 221,64 مليون. وتتوقع نتفليكس مزيدا من التراجعات في الربع الثاني من العام الحالي.
وعزت المنصة الأميركية العملاقة للبث التدفقي هذا التراجع بشكل أساسي إلى صعوبة استقطاب مشتركين جدد في كل مناطق العالم بالإضافة إلى تعليق الخدمة في روسيا. وفي المحصلة، حققت «نتفليكس» إيرادات بلغت 7,9 مليار دولار في الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس (آذار)، أي 10 في المائة أكثر من الفترة نفسها العام الماضي، خصوصا بفضل زيادة عدد المشتركين على أساس سنوي (+6,7 %) وزيادة سعر اشتراكاتها... لكن أرباحها الصافية بلغت 1,6 مليار دولار، مقارنة بـ1,7 مليار في الربع الأول من العام 2021.
وأشارت المنصة العملاقة إلى أن تشارك أسر كثيرة الحسابات بين أفرادها واحتدام المنافسة في القطاع «يُنشئان عوائق أمام نمونا. الطفرة الكبيرة في خدمات البث التدفقي بفضل كوفيد حجبت الواقع حتى فترة قريبة».
وقال المحلل لدى «إي ماركيتير» روس بينيس «إن خسارة نتفليكس مشتركين تكشف الكثير عن شركة كانت تكسب مشتركين بشكل ثابت على مدى عقد». وأضاف: «مع انخفاض الاشتراكات وضعف آفاق النمو، سيتعين على المجموعة الاعتماد بشكل أكبر على الخدمات الثانوية مثل ألعاب الفيديو أو المنتجات المشتقة في محاولة لزيادة عائداتها».
وبعد سنوات شهدت استقطابا سريعا للمشتركين وكسباً لجوائز كثيرة في المهرجانات، انضم إلى المواجهة مع نتفليكس منافسون أقوياء مثل «ديزني بلاس» و«آبل تي في بلاس» في نهاية عام 2019.
ثم سعت إلى تنويع مصادر دخلها، لا سيما في سوق ألعاب الفيديو المربحة. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، استحوذت نتفليكس على أول استوديوهاتها لألعاب الفيديو، «نايت سكول ستوديو»، وهي شركة ناشئة في كاليفورنيا ابتكرت خصوصا لعبة التشويق «أوكسن فري».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أطلقت المنصة الكثير من الألعاب المخصصة للأجهزة المحمولة لمشتركيها، بينها بعض الألعاب المستوحاة من عالم مسلسل الخيال العلمي والرعب «سترينجر ثينغز».
واعتمدت المجموعة الأميركية في الآونة الأخيرة سياسة متشددة إزاء تشارك الحسابات على شبكتها الذي كان يسمح لكثيرين بالإفادة مجاناً من الخدمة. وأعلنت نتفليكس في أوائل مارس (آذار) أنها ستجري اختبارات في دول أميركا الجنوبية لفرض بدل مالي على عملائها في حال أرادوا زيادة ملفات تعريف إضافية إلى حساباتهم.
وقالت مديرة ابتكار المنتجات في نتفليكس، تشينغيي لونغ، في بيان إن مشاركة كلمات المرور بين الأسر «تؤثر على قدرتنا على الاستثمار في المسلسلات والأفلام عالية الجودة لمشتركينا».
وأكدت الشركة الثلاثاء أنها تعتمد على هذه الإجراءات والتحسينات في خدماتها بشكل عام من أجل «تسريع نمو» دخلها.
وأوضحت نتفليكس: «يحب الناس الأفلام والبرامج التلفزيونية والألعاب؛ ويستمر الإنترنت عالي السرعة وأجهزة التلفزيون الذكية في التقدم في جميع أنحاء العالم مع ازدياد الأجهزة المتصلة؛ وبينما تدفع مئات ملايين الأسر مقابل نتفليكس، فإن أكثر من نصف الأسر المتصلة بالإنترنت السريع لا تفعل ذلك، ما يكتنز إمكانات هائلة للنمو المستقبلي».


مقالات ذات صلة

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.