عكس المؤتمر الصحافي الافتراضي الذي نظّمه، أمس، «المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط»، حالة من «التفاؤل المشوب بالحذر» تجاه جائحة «كوفيد – 19»، وتطوراتها في الإقليم.
وقال أحمد المنظري، المدير الإقليمي للمنظمة خلال المؤتمر، إنه «حتى 16 أبريل (نيسان) الحالي، أبلغ إقليم شرق المتوسط عن نحو 21.7 مليون حالة إصابة مؤكدة بمرض كوفيد – 19، وما يقرب من 342 ألف حالة وفاة».
وأوضح المنظري أن الإقليم شهد، هذا الأسبوع، انخفاضاً بنسبة 21 في المائة في عدد حالات الإصابة المُبلغ عنها حديثاً، وانخفاضاً بنسبة 24 في المائة في عدد الوفيات، مقارنة بالأسبوع الماضي. وقال: «رغم أن هذه الاتجاهات قد تبدو مُشجعة، فمن المهم الإشارة إلى أننا شهدنا زيادة في حالات الإصابة الجديدة في بلديْنِ، وزيادة في الوفيات بـ6 بلدان».
وأضاف: «رغم أن الوفيات تشهد انخفاضاً يصل إلى بعض من أقل الأعداد التي سُجلت منذ بدء الجائحة، لا يزال سريان المرض مرتفعاً، ولا تزال التغطية بالتطعيم مُنخفضة في العديد من البلدان، ويُلاحَظ أيضاً استمرار التخفيف من تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية على نطاق واسع، وهو ما يسمح باستمرار سريان المرض وانتقاله وخطر ظهور تحورات جديدة».
ولفت المنظري إلى أن «20 بلداً من بلدان الإقليم أبلغت عن وجود تحور (دلتا) المثير للقلق، وأبلغ 17 بلداً كذلك رسمياً عن وجود تحور (أوميكرون) المثير للقلق».
وأوضح أنه «لا يزال أوميكرون هو التحوُّر السائد المُنتشر إقليمياً وعالمياً، وتواصل منظمة الصحة العالمية رصد العديد من السلالات الفرعية المُتحدرة من هذا التحوُّر، التي أبلغت عنها عدة بلدان، منها الولايات المتحدة الأميركية، وجنوب أفريقيا، وبعض البلدان في أنحاء أوروبا».
وشدد على أن 17 بلداً في الإقليم، تملك حالياً قدرات محلية لإجراء تسلسل الجينوم من أجل اكتشاف التحوُّرات المثيرة للقلق، وتتلقى البُلدان الخمسة المتبقية دعم المنظمة لإجراء تسلسل الجينوم على عينات داخل المختبرات المرجعية الإقليمية لمتواليات الجينوم.
وأعلن أن المنظمة شرعت في عملية إنشاء شبكة إقليمية قوية لترصُّد الجينوم بالتعاون مع الدول الأعضاء والشركاء، وهو الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في الجهود الإقليمية لتعزيز وتوسيع نطاق القدرات الخاصة بإجراء تسلسل المتحورات شديدة الخطورة.
وأعاد المنظري التأكيد على أن «التلقيح والالتزام بتدابير النظافة الشخصية (مثل استخدام الكمامات، ونظافة الأيدي، والتباعد البدني)، لا يزالان هما أفضل الطرق لمنع الفيروس من الانتشار والتسبب في العدوى أو الوفاة، كما أن الحصول على جرعة منشطة من لقاح كوفيد - 19 يزيد الحماية، لكنه استدرك قائلاً إنه «من المهم التأكيد على أن الاستخدام المُكثف لجرعات مُنشطة مُتعددة في عدد قليل من البلدان لن يُنهي الجائحة، فالأولوية العالمية والإقليمية تتمثل في تحقيق الحماية الكاملة للمجموعات ذات الأولوية القصوى في جميع البلدان من خلال التلقيح الكامل وتلقِّي جرعة مُعزِّزة أولاً، ثم التقدم نحو المجموعات ذات الأولوية الأقل، بناءً على توفر اللقاحات وقدرات النظام الصحي».
وحتى 19 أبريل، تلقى 42 في المائة من سكان الإقليم التطعيم الكامل، بينما حصل 8 في المائة على التطعيم الجزئي، و9 في المائة على الجرعة المُعززة من التطعيم، ونجحت 5 بلدان فقط من بين 22 بلداً بالإقليم في تحقيق الهدف العالمي المُتمثل في تلقيح 70 في المائة من السكان في كل بلد، رغم توفر مخزونات كافية من اللقاحات.
وقال المنظري إن محور تركيزنا ينصب الآن على العمل مع البلدان لضمان وصول حملات التلقيح إلى الجميع، ولا سيما الفئات الأكثر ضعفاً، ومعالجة تردد السكان في تلقي اللقاحات، من خلال عرض الحقائق التي مفادها، أن اللقاحات تُنقذ الأرواح، وأن الكثير من الناس، الذين يصابون بعدوى شديدة، أو يُحتَجزون في المستشفى، أو يُتوفون، هم ممن لم يتلقوا أي تطعيم، أو لم يتلقوا الجرعات الكاملة للتطعيم.
وأضاف أنه «في مطلع هذا الشهر، اجتمعت لجنة الطوارئ المعنية بكوفيد - 19، واتفقت على أن الجائحة لا تزال تُشكل طارئة صحية عامة تُسبب قلقاً دولياً، وهذا ليس الوقت المناسب للتخلي عن حذرنا».
تفاؤل مشوب بالحذر بشأن الجائحة في «شرق المتوسط»
«الصحة العالمية»: سريان «كوفيد ـ 19» لا يزال مرتفعاً
تفاؤل مشوب بالحذر بشأن الجائحة في «شرق المتوسط»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة