المساعدات الإنسانية تنهال على اليمن.. وسط هدنة ثابتة نسبيا

المساعدات الإنسانية تنهال على اليمن.. وسط هدنة ثابتة نسبيا
TT

المساعدات الإنسانية تنهال على اليمن.. وسط هدنة ثابتة نسبيا

المساعدات الإنسانية تنهال على اليمن.. وسط هدنة ثابتة نسبيا

اغتنمت وكالات الاغاثة، اليوم (الخميس)، فرصة هدنة انسانية مدتها خمسة أيام في اليمن لتوسيع نطاق توزيع المساعدات على ملايين السكان المحرومين من الغذاء والوقود والدواء بعد أسابيع من القتال.
وأقلعت طائرات تحمل مساعدات من الامارات العربية المتحدة في طريقها الى العاصمة اليمنية صنعاء التي تخضع لسيطرة المتمردين الحوثيين.
وقالت الأمم المتحدة ان سفن مساعدات رست في ميناءي الحديدة وعدن.
وقال مصدر ملاحي في اليمن ان ثلاث سفن على الاقل محملة بالوقود والقمح رست في الحديدة والمكلا. كما أرسلت السعودية ثماني شاحنات محملة بوقود الديزل برا الى محافظة حضرموت، وأرسلت قطر أدوية وأغذية عبر جيبوتي.
وقالت وكالة أنباء محلية، إن طائرتين تحملان أدوية وامدادات من اللجنة الدولية للصليب الاحمر و"منظمة أطباء بلا حدود" هبطتا في العاصمة.
كما تم تحميل نحو 50 ألف طن من أدوات الطهي والاغطية في شاحنات من مستودع الأمم المتحدة للاستجابة الانسانية في منطقة جبل علي في دبي اليوم، لتتوجه الى المطار في الشارقة، حيث شُحنت طائرتان من المقرر ان تقلعا عند منتصف الليل وتتجهان الى صنعاء.
وقال سليمان محمد داود مسؤول التوريدات العالمية لدى المفوضية في دبي "المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين تقيم جسرا جويا من مستودعاتها في دبي الى صنعاء". وأضاف، "هذه الطلعة الأولى من طلعتين جويتين سترسلان لليمن بعد اعلان وقف مؤقت لاطلاق النار.. وستصلان اليمن في وقت حرج للغاية".
وفي شمال اليمن، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، إن وكالات الإغاثة بدأت توزيع الغذاء على 33 ألف شخص والدواء على المستشفيات ومستلزمات النظافة الشخصية على اللاجئين. ومنذ يوم السبت وصل الى اليمن حوالى ثمانية في المائة من خمسة ملايين لتر من الوقود اللازم لتوزيع المساعدات كل شهر.
يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، دشن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يوم أمس، وذلك لدعم اليمن بمنحة قدرها مليار ريال سعودي (أكثر من 266 مليون دولار).
ووضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس للمقر الدائم للمركز الذي أقيم في قصر اليمامة أمس. وقال خلال الافتتاح إن المركز سيكون مخصصًا «للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزًا دوليًا رائدًا لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة». وأوضح أن المركز سيكون قائمًا على البُعْد الإنساني «بعيدًا عن أي دوافع أخرى».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.