ذكور الطير «الخجولة».. تتآلف مع بعضها

طير القرقف الكبير
طير القرقف الكبير
TT

ذكور الطير «الخجولة».. تتآلف مع بعضها

طير القرقف الكبير
طير القرقف الكبير

أشارت أحدث دراسة علمية لباحثين من جامعة أكسفورد البريطانية وجامعة أستراليا الوطنية إلى أن ذكور الطير التي تظهر عليها علامات السلوك الاجتماعي «الخجول» تتآلف على الأكثر مع مثيلاتها في أسراب الطيور الأخرى التي تتسم بنفس طباعها، أي أنها تبتعد عن التآلف مع ذكور الطيور الأخرى الموجودة داخل أسرابها. كما أشارت إلى أن ذكور الطير «الخجولة» لا تتمتع إلا بعدد محدود من الشركاء الاجتماعيين يقل عن عدد ذكور الطير الجريئة الأخرى.
ووظف العلماء طريقة جديدة لتحليل الشبكات الاجتماعية التي تصل في ما بين أفراد الطيور - أي وكما سموه نوعا من شبكة «فيس بوك» خاصا بالطيور - لتحديد الكيفية التي تقود فيها الاختلافات بين كل فرد من أفراد الطيور إلى تعبيره عن وسائل اتصاله وتفاعله الاجتماعي مع الأفراد الأخرى داخل أسراب الطيور.
وانصب البحث الذي نشر في مجلة «إيكولوجي ليترز» على دراسة سلوك نوع من الطيور يسمى «القرقف الكبير» (Parus majorGreat Tit) في غابة وايتهام بالقرب من أكسفورد، ووجد الباحثون أن ذكور الطيور الخجولة وكذلك إناثها لا تتفاعل مع الكثير من الطيور الأخرى مثلما تفعل ذكور وإناث الطيور الجريئة، كما أن الطيور الخجولة تفتخر أكثر بعلاقاتها الأسرية الوطيدة! وقال البروفسور بن شيلدون مدير معهد إدوار غراي التابع لقسم الحيوان في جامعة أكسفورد الذي أشرف على البحث أن ديمومة الحياة البرية تعتمد على فهم السلوك الاجتماعي لأفراد الطيور. وقام العلماء بتعليم آلاف من الطيور البرية بإشارات التعريف بالموجات الراديوية التي تم رصدها بمجسات في 65 موقعا لإطعام الطيور في الغابة.
وقالت الباحثة لوسي ألبين التي شاركت في البحث: «رصدنا الطيور الجريئة وهي تتقافز بين أسراب مختلفة وترتبط بعلاقات عابرة بين أفراد أخرى، بينما كانت الطيور الخجولة تحافظ على علاقاتها لفترة أطول».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».