الرئيس الفلسطيني يعلن من تونس عن مبادرة فرنسية لحل القضية الفلسطينية

يختتم زيارته اليوم والتقى السبسي وبحث ملفات عالقة

الرئيسان التونسي الباجي قائد السبسي والفلسطيني محمود عباس خلال محادثتهما في قصر قرطاج (أ.ف.ب)
الرئيسان التونسي الباجي قائد السبسي والفلسطيني محمود عباس خلال محادثتهما في قصر قرطاج (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الفلسطيني يعلن من تونس عن مبادرة فرنسية لحل القضية الفلسطينية

الرئيسان التونسي الباجي قائد السبسي والفلسطيني محمود عباس خلال محادثتهما في قصر قرطاج (أ.ف.ب)
الرئيسان التونسي الباجي قائد السبسي والفلسطيني محمود عباس خلال محادثتهما في قصر قرطاج (أ.ف.ب)

كشف محمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية الذي يزور تونس، عن وجود مبادرة فرنسية لحل القضية الفلسطينية. وقال في تصريح مقتضب للصحافيين في القصر الرئاسي بقرطاج (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية)، إثر لقائه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، بأن الفرنسيين يريدون أن يقدموا باسم الفلسطينيين مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي.
وأضاف عباس موضحا: «هناك أفكار لدى الفرنسيين بأنه لا بد أن يتقدموا بقرار إلى مجلس الأمن باسمنا للقضية الفلسطينية». وأردف: «طبعا، نحن نرحب بهذه الجهود، ولكن هناك لجنة عربية من خمس دول هي المكلفة بمتابعة هذا الأمر مع فرنسا ومع غيرها من الدول».
وبحسب ما تضمنته المبادرة الفرنسية، فإنها تقترح من خلال القرار، مبادئ لحل الصراع على غرار تثبيت حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 مع تبادل أراض بين الطرفين، وجعل القدس عاصمة مشتركة بين الدولتين، إلى جانب تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، وعقد مؤتمر دولي للسلام.
وكان الرئيس الفلسطيني قد اجتمع بنظيره التونسي الباجي قائد السبسي، خلال اليوم الأول من زيارته التي تتواصل لثلاثة أيام.
من جانبه، جدد الرئيس التونسي موقف تونس الداعم للقضية الفلسطينية، وقال: إنه مع عدم التدخل في الشأن الداخلي لفلسطين، وإن هذا أمر معروف ولا جدال فيه. ودعا الباجي الفلسطينيين إلى «تغليب الحكمة على العاطفة، وتوحيد الكلمة والخطة والتعامل، كشرط من شروط التسريع بإيجاد الحلول للقضية الفلسطينية».
وتناول اللقاء كذلك، جهود المصالحة المتعثرة بين حركتي فتح وحماس، ومشاكل إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي، والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، رغم الكم الهائل من العقبات التي تعترضه.
ويقوم عباس بزيارة إلى تونس، منذ 12 مايو (أيار) الحالي وتستمر حتى اليوم 14، ومن المنتظر التوصل كذلك إلى حلول عملية بشأن ملفات عدة عالقة مع تونس، التي احتضنت مقرات منظمة التحرير الفلسطينية. من بين تلك الملفات، مقتنيات ووثائق وأموال محدودة كانت مسجلة باسم الزعيم الراحل ياسر عرفات في تونس، وكذلك مشاكل تتعلق بأملاك وحقوق سهى عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل، التي قالت: إنها من حقها، فيما تستعد الحكومة التونسية لتصفيتها وتسليمها إلى السلطة على اعتبار أن المسألة متعلقة بزوجة الرئيس الفلسطيني الراحل.
وتسعى تونس وفلسطين إلى حسم الجدل حول الجهة الفلسطينية المعنية بتسلم الملفات الشخصية والوثائق التابعة لياسر عرفات، التي يقال: إنها تحتوي على أسرار كبيرة، وتؤرخ لمحطات هامة عدة في تاريخ القضية الفلسطينية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.