أطباء يقترحون اسما جديدا لسرطان البروستاتا منخفض الدرجة

أطباء يقترحون اسما جديدا لسرطان البروستاتا منخفض الدرجة
TT

أطباء يقترحون اسما جديدا لسرطان البروستاتا منخفض الدرجة

أطباء يقترحون اسما جديدا لسرطان البروستاتا منخفض الدرجة

يقول بعض الأطباء إن الوقت قد حان لإعادة تسمية سرطان البروستاتا منخفض الدرجة لإزالة كلمة «سرطان» المزعجة. حيث يموت حوالى 34000 أميركي بسببه سنويًا. إلا ان معظم سرطانات البروستاتا غير ضارة.
ولقد أثارت ورقة بحثية يوم أمس (الإثنين) نشرت بمجلة علم الأورام السريري (Journal of Clinical Oncology) جدلاً حول إسقاط كلمة «سرطان» عندما يعلم المرضى نتائج هذه الخزعة منخفضة الخطورة، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وحسب الموقع، تتطور الخلايا السرطانية في جميع البروستاتا تقريبًا مع تقدم الرجال في العمر، ومعظم سرطانات البروستاتا غير ضارة.
وبينما يموت حوالى 34000 أميركي بسرطان البروستاتا سنويًا، فان علاج المرض يمكن أن يؤدي إلى الضعف الجنسي وسلس البول.
ووفق الموقع، قد يؤدي تغيير الاسم لكثير من المرضى ذوي الخطورة المنخفضة لتخطي الجراحة والإشعاع غير الضروريين.
وفي هذا الاطار، يقول الدكتور سكوت إيجينر من جامعة شيكاغو للطب الذي يعيد إحياء الجدل حول كيفية تفسير التهديد للمرضى القلقين في الورقة البحثية «إن عبارة (لديك سرطان) لها تأثير عميق على المرضى». ويضيف مع زملاء له «إن الخوف من المرض يمكن أن يتسبب في المبالغة برد فعل بعض المرضى واختيار الجراحة غير الضرورية أو العلاج الإشعاعي».
ويتفق مع الدكتور إيجينر مجموعة من الأطباء منهم الدكتور ديفيد بنسون من جامعة فاندربيلت، الذي يوضح «إذا قللت من القلق فسوف تقلل من العلاج المفرط... كلمة (سرطان) تضع فكرة في رؤوسهم؛ هي: يجب أن أعالج هذا».
جدير بالذكر، يبدأ تشخيص سرطان البروستاتا أحيانًا باختبار الدم PSA، الذي يبحث عن مستويات عالية من البروتين الذي قد يعني الإصابة بالسرطان، ولكن يمكن أيضًا أن يكون السبب مشاكل البروستاتا الأقل خطورة أو حتى ممارسة التمارين الرياضية القوية؛ فعندما يكون لدى المريض نتيجة اختبار مشبوهة، قد يوصي الطبيب بأخذ خزعة، والتي تتضمن أخذ عينات من الأنسجة من غدة البروستاتا. بعد ذلك، ينظر أخصائي علم الأمراض تحت المجهر ويحدد العينات لمعرفة كيف تبدو الخلايا غير طبيعية.
في كثير من الأحيان، يقدم الأطباء للمرضى الحاصلين على أدنى درجة (جليسون 6) وسيلة لتجنب الجراحة والإشعاع هي: المراقبة النشطة؛ والتي تتضمن المراقبة الدقيقة، ولكن لا يوجد علاج فوري.
في الولايات المتحدة، يختار حوالى 60 % من المرضى منخفضي الخطورة المراقبة النشطة. لكن ربما لا يزالون قلقين. وفي هذا يقول الدكتور بنسون «سأكون مسرورا إذا توصل الناس إلى اسم جديد لمرض جليسون 6... سيسمح لكثير من الرجال بالنوم بشكل أفضل في الليل».
لكن الدكتور جويل نيلسون من كلية الطب بجامعة بيتسبرغ، يقول إن إسقاط كلمة «سرطان» من شأنه «تضليل المرضى بإخبارهم أنه لا يوجد شيء خاطئ اليوم، لكن هذا لا يعني أنه لا يتعين علينا المتابعة لما اكتشفناه».
يذكر انه حدثت تغييرات في الاسم سابقًا بالسرطانات منخفضة الخطورة في المثانة وعنق الرحم والغدة الدرقية. ففي سرطان الثدي هناك جدل مستمر حول التخلص من «السرطان» من DCIS (سرطان الأقنية الموضعي).
وفي سرطان البروستاتا، تطور نظام تصنيف جليسون الذي يعود إلى حقبة الستينيات، وهكذا أصبحت الدرجة السادسة أقل درجة. وقد يفترض المرضى أنها درجة متوسطة على مقياس من 1 إلى 10. لكن في الواقع إنها الأدنى على مقياس من 6 إلى 10.
ومن أجل تسمية هذه الحالة المرضية تسمية أخرى غير السرطان تتضمن الاقتراحات تمسيتها بالأورام البطيئة التي نادرا ما تتطلب العلاج (INNERRT).
ويعقب إيجينر قائلا «أنا لا أعطي اسما عليه طالما أنه لا يسمى السرطان».
وتم تشخيص ستيف رينكس (مهندس مدني يبلغ من العمر 72 عامًا في نابرفي بإلينوي) بسرطان البروستاتا في جليسون 6 عام 2014. واختار المراقبة النشطة، ولم تجد خزعات المتابعة في عامي 2017 و 2021 أي دليل على الإصابة بالسرطان.
ويبين رينكس «أن وصفه بشيء آخر سيساعد المرضى على اتخاذ قرارات مستنيرة. لكن هذا لا يكفي. يحتاج المرضى إلى طرح الأسئلة حتى يشعروا بالثقة... يتعلق الأمر بفهم المخاطر». وأوصى «أود أن أشجع زملائي الذكور على تثقيف أنفسهم والحصول على آراء طبية إضافية».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».