هل تستطيع الهند حل أزمة الغذاء العالمية الناتجة عن غزو أوكرانيا؟

الهند هي واحدة من أكبر منتجي القمح في العالم (رويترز)
الهند هي واحدة من أكبر منتجي القمح في العالم (رويترز)
TT
20

هل تستطيع الهند حل أزمة الغذاء العالمية الناتجة عن غزو أوكرانيا؟

الهند هي واحدة من أكبر منتجي القمح في العالم (رويترز)
الهند هي واحدة من أكبر منتجي القمح في العالم (رويترز)

خلال الأسبوع الماضي، أخبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الرئيس الأميركي جو بايدن بأن بلاده مستعدة لشحن المواد الغذائية إلى بقية العالم في أعقاب أزمة نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار التي نتجت عن الحرب في أوكرانيا.
ووفقاً لشبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد قال مودي إن الهند لديها «ما يكفي من الغذاء» لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، وإنها «مستعدة لتزويد العالم بمخزونات غذائية إذا سمحت منظمة التجارة العالمية بذلك».
وقبل الحرب، كانت أسعار السلع الغذائية بالفعل عند أعلى مستوياتها منذ عشر سنوات، وذلك حسب مؤشر أسعار الغذاء التابع للأمم المتحدة، بسبب مشكلات في الحصاد العالمي.
وقد قفزت هذه الأسعار بعد الحرب مرة أخرى، ووصلت إلى أعلى مستوياتهم منذ عام 1990.
وتعد روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري القمح في العالم وتشكّلان نحو ثلث مبيعات القمح السنوية العالمية، كما تشكلان 55% من صادرات زيت عباد الشمس السنوية العالمية، و17% من صادرات الذرة والشعير.
وكان من المفترض أن يصدر البلدان معاً 14 مليون طن من القمح وأكثر من 16 مليون طن من الذرة هذا العام، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

ويقول يوبالي غالكيتي أراتشيلاغ، الخبير الاقتصادي في منظمة الأغذية والزراعة: «إن انقطاع الإمدادات يعني أنه يجب إخراج هذه الصادرات من المعادلة. يمكن أن تتدخل الهند لتصدير المزيد من السلع الغذائية، خصوصاً أن لديها مخزوناً كافياً من القمح».
والهند هي ثاني أكبر منتج للأرز والقمح في العالم. واعتباراً من أوائل أبريل (نيسان)، كان لديها 74 مليون طن من السلعتين الأساسيتين في المخزون. وقد قامت بالاحتفاظ بـ21 مليون طن لاحتياطيها الاستراتيجي ولنظام التوزيع العام (PDS)، الذي يتيح لأكثر من 700 مليون فقير الوصول إلى الغذاء الرخيص.
وتعد الهند أيضاً واحدة من أرخص الموردين العالميين للقمح والأرز: فهي تصدر بالفعل الأرز إلى ما يقرب من 150 دولة والقمح إلى 68 دولة. وصدرت نحو 7 ملايين طن من القمح في 2020 - 2021.
واستجابةً للطلب المتزايد في السوق الدولية، أبرم التجار بالفعل عقوداً لتصدير أكثر من 3 ملايين طن من القمح خلال الفترة من أبريل إلى يوليو (تموز)، وفقاً لمسؤولين.
وقال أشوك غولاتي، أستاذ الزراعة في المجلس الهندي لأبحاث العلاقات الاقتصادية الدولية: «الهند لديها القدرة على تصدير 22 مليون طن من الأرز و16 مليون طن من القمح في هذه السنة المالية».
وأضاف: «إذا سمحت منظمة التجارة العالمية بتصدير المخزونات الحكومية، فسيساعد هذا على تهدئة الأسعار العالمية وتقليل العبء على البلدان المستوردة في جميع أنحاء العالم».

ولكن، هناك بعض التحفظات بشأن إمكانية قيام الهند بحل أزمة الغذاء وإطعام العالم.
ويقول هاريش داموداران، الزميل الأول في مركز أبحاث السياسة، وهو مؤسسة فكرية مقرها دلهي: «لدينا مخزون كافٍ في الوقت الحالي. ولكن لا ينبغي لنا أن نتحمس فيما يتعلق بإطعام العالم».
وأضاف: «لديّ مخاوف من إنتاجنا لمحصول أقل من المتوقع بسبب نقص الأسمدة وتقلبات الطقس. لقد بدأ موسم القمح الجديد في الهند ويتوقع المسؤولون أن يتم حصاد 111 مليون طن، ولكنني أعتقد أننا نبالغ في تقدير الإنتاج».
وأيّد بعض الخبراء مخاوف داموداران قائلين إن مخزونات الهند من الأسمدة انخفضت بعد الحرب بشكل ملحوظ.
وتستورد الهند فوسفات الأمونيوم والأسمدة التي تحتوي على النيتروجين والفوسفات والكبريت والبوتاس من الخارج.
وتمثل روسيا وبيلاروسيا 40% من صادرات العالم من البوتاس.
وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت أسعار الأسمدة بالفعل بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
وأيضاً، إذا طال أمد الحرب، فقد تواجه الهند تحديات لوجيستية في زيادة صادراتها للخارج، حيث يتطلب تصدير كميات ضخمة من الحبوب بنية تحتية ضخمة مثل النقل والتخزين والسفن، وفقاً لأراتشيلاغ.
وأخيراً، هناك قلق كبير بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الهند، فقد وصل تضخم المواد الغذائية إلى أعلى مستوى له في 16 شهراً عند 7.68% في مارس (آذار). وكان الدافع الرئيسي وراء ذلك هو ارتفاع أسعار زيوت الطعام والخضراوات والحبوب والحليب واللحوم والأسماك.


مقالات ذات صلة

رئيس بولندا: يجب إشراك «الناتو» في أي نشر لقوات أوروبية بأوكرانيا

أوروبا الرئيس البولندي أندريه دودا خلال إحاطة قدَّمها رئيس الوزراء دونالد توسك للبرلمان حول أوكرانيا (أ.ف.ب)

رئيس بولندا: يجب إشراك «الناتو» في أي نشر لقوات أوروبية بأوكرانيا

أعلن الرئيس البولندي المحافظ أندريه دودا أنه يجب إشراك حلف شمال الأطلسي «ناتو» في حال حصول عملية انتشار لقوات أوروبية بأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال إلقائه كلمة في حفل توزيع جائزة «تاراس شيفتشينكو» الثقافية في كييف (قناته عبر تلغرام) play-circle

زيلينسكي يعتذر مازحاً عن عدم ارتدائه «بزّة رسمية» خلال حفل في كييف

اعتذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأسلوب ساخر عن عدم ارتدائه «بزة رسمية» خلال حفل أقيم في كييف، في إشارة إلى تعرُّضه لانتقادات خلال زيارته للبيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)

روبيو يتوجه إلى السعودية هذا الأسبوع للقاء مسؤولين أوكرانيين

يزور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو السعودية في الفترة من 10 إلى 12 مارس (آذار) الحالي لإجراء محادثات مع مسؤولين أوكرانيين، حسبما ذكرت «الخارجية» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي يوم 28 فبراير 2025 (أ.ب) play-circle

صفقة المعادن لا تكفي... ترمب يريد من زيلينسكي تقديم تنازلات

قال مسؤولان أميركيان، الأحد، إن الرئيس دونالد ترمب يريد أن يرى استعداداً من جانب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتقديم تنازلات، مثل التنازل عن أراضٍ لروسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا روبيو في الكونغرس قبيل خطاب ترمب، في 4 مارس (أ.ب)

خيارات كييف تضيق أمام ضغوط واشنطن

بدا أن خيارات كييف والرئيس فولوديمير زيلينسكي تضيق، على الرغم من محاولته إعادة إصلاح علاقته بإدارة الرئيس دونالد ترمب. وبعد قرار وقف المساعدات العسكرية

إيلي يوسف (واشنطن)

«جيه بي مورغان» يحذو حذو «غولدمان ساكس»: نتوقع تحسُّن النمو في منطقة اليورو

أفق مدينة فرنكفورت (رويترز)
أفق مدينة فرنكفورت (رويترز)
TT
20

«جيه بي مورغان» يحذو حذو «غولدمان ساكس»: نتوقع تحسُّن النمو في منطقة اليورو

أفق مدينة فرنكفورت (رويترز)
أفق مدينة فرنكفورت (رويترز)

انضم بنك «جيه بي مورغان» إلى نظيرته في «وول ستريت»، «غولدمان ساكس»، في التنبؤ بتحسن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو لعام 2025، مدفوعاً بإصلاحات تخفيف القيود المالية في ألمانيا. وكما توقعت «غولدمان»، رفع «جيه بي مورغان» تقديراته للنمو بمقدار 0.1 نقطة مئوية إلى 0.8 في المائة. أما لعام 2026، فتتوقع نمواً بنسبة 1.2 في المائة، بزيادة 0.3 نقطة مئوية.

وأوضح خبراء الاقتصاد في «جيه بي مورغان» في مذكرة صدرت مساء الجمعة: «هذا التعديل مدفوع بشكل أساسي بألمانيا، لكننا نتوقع أيضاً تحسناً طفيفاً في بقية المنطقة نتيجة التأثيرات غير المباشرة والسياسات المالية الأكثر مرونة».

جاء ذلك بعد اتفاق الأحزاب الألمانية في محادثات تشكيل الحكومة الجديدة على تخفيف القواعد المالية، مما قد يتيح طفرة اقتراض تقارب تريليون يورو لتمويل الإنفاق على الدفاع والبنية التحتية.

ومع ذلك، حذر «جيه بي مورغان» من أن عدم اليقين بشأن سياسة الرسوم الجمركية لدونالد ترمب قد يلقي بثقله على النمو الاقتصادي خلال الأشهر المقبلة، كما رفع تقديراته للتضخم في منطقة اليورو لعامي 2025 و2026.

وفي خطوة تعد السادسة منذ يونيو (حزيران)، خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الودائع إلى 2.5 في المائة يوم الخميس، لكنه حذر من «عدم يقين هائل»، مشيراً إلى مخاطر ارتفاع التضخم بسبب الحروب التجارية والإنفاق الدفاعي المتزايد، مما قد يدفعه إلى التريث في تخفيف سياسته النقدية خلال الشهر المقبل.

وفي نفس المذكرة، قال «جيه بي مورغان» إنه لم يعد يتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة في أبريل (نيسان)، مقارنةً بتوقعاته السابقة بتخفيض 25 نقطة أساس. كما توقع خفضين فقط لأسعار الفائدة هذا العام -في يونيو وسبتمبر (أيلول)، بدلاً من 3 تخفيضات كان يتوقعها سابقاً.

وأضاف: «نسلط الضوء على المخاطر المحتملة لانخفاض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، حيث قد يؤدي ذلك إلى تفاقم التضخم».