أعلنت موسكو أمس (السبت)، أنها حظرت دخول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وعدد من المسؤولين البريطانيين الآخرين بعدما فرضت لندن عقوبات على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «تم اتخاذ هذه الخطوة رداً على الحملة الإعلامية والسياسية التي تقوم بها لندن والتي تهدف إلى عزل روسيا دولياً وتهيئة الظروف لخنق اقتصادنا».
واتهمت الوزارة لندن بارتكاب «أعمال عدائية غير مسبوقة»، في إشارة إلى العقوبات المفروضة على مسؤولين روس. وأضافت الوزارة أن «القيادة البريطانية تتعمد مفاقمة الوضع المرتبط بأوكرانيا وتزود نظام كييف أسلحة فتاكة وتنسق جهوداً مماثلة نيابة عن حلف شمال الأطلسي». ومن بين الأشخاص الذين طالهم هذا الإجراء نائب رئيس الوزراء دومينيك راب، ووزيرة الخارجية ليز تراس، ووزير الدفاع بن والاس، ورئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، ورئيسة وزراء اسكوتلندا نيكولا ستورجون.
- مساعدات ألمانية
على صعيد آخر، أعلنت الحكومة الألمانية الجمعة، أنها تخطط للإفراج عن أكثر من مليار يورو من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وسط شكاوى كييف من عدم تلقيها أسلحة ثقيلة من برلين. وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن برلين قررت زيادة مساعداتها الدولية في قطاع الدفاع «إلى ملياري يورو»، مع تخصيص الجزء الأكبر «على شكل مساعدات عسكرية لصالح أوكرانيا». وأكد وزير المالية كريستيان ليندنر على «تويتر» أن مبلغ الملياري يورو «سيذهب بشكل أساسي إلى أوكرانيا». ويجب أن تستخدم أوكرانيا هذه الأموال لتمويل شراء معدات عسكرية بشكل أساسي. وستدرج الأموال في ميزانية مكملة لهذا العام.
وتأتي الخطوة في أعقاب انتقادات متزايدة من أوكرانيا وبعض الدول الأوروبية مثل بولندا ودول البلطيق للنقص الواضح في دعم تسليح كييف. وتوترت العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وأوكرانيا في وقت سابق هذا الأسبوع بعد رفض كييف زيارة مقترحة من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وزير الخارجية السابق الذي اعترف مؤخراً بارتكاب «أخطاء» في اتخاذ موقف تصالحي للغاية تجاه موسكو في الماضي.
وبدلاً من ذلك، أعربت الرئاسة الأوكرانية عن رغبتها بالترحيب بأولاف شولتس في كييف، لكن المستشار الألماني أشار إلى عدم وجود خطط لديه لإجراء هذه الزيارة في أي وقت قريب. وجاء هذا الخلاف في وقت واجه فيه شولتس ضغوطاً لزيادة الدعم لأوكرانيا. وتعرض شولتس لانتقادات شديدة في الداخل بسبب تردده في إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، على الرغم من التحول الذي قاده في سياسة الدفاع الألمانية بعد الغزو الروسي.
- دبابات ألمانية
وعقب زيارات أجراها كثير من زعماء العالم إلى كييف، وبينهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ومفوضة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لايين، تساءل مراقبون عن سبب عدم قيام شولتس نفسه بزيارة مماثلة. وقال سفير أوكرانيا لدى ألمانيا أندريه ميلنيك، إن رحلة شولتس إلى كييف سترسل «إشارة قوية»، في حين حض حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المعارض شولتس على «أخذ فكرة عن الوضع على الأرض» قبل أي خطوة.
من جانبه، قال وزير العدل الألماني ماركو بوشمان إن تسليم أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، مثل الدبابات، لن يكون دخولاً في الحرب ضد روسيا. ويدور جدل داخل ألمانيا منذ بداية الحرب في نهاية فبراير (شباط) حول نوع الأسلحة التي يمكن توريدها لأوكرانيا، ومدى سرعة توريدها. وتتعرض ألمانيا لضغوط مباشرة من كييف، حيث يحث القادة الأوكرانيين الحكومة الألمانية على تسليم مزيد من الأسلحة للمساعدة في محاربة القوات الروسية.
- الأسلحة الثقيلة
ورفض المستشار الألماني أولاف شولتس الالتزام بإرسال أسلحة ثقيلة مثل الدبابات والمروحيات والطائرات، على الرغم من ارتفاع الأصوات من داخل الائتلاف الحاكم (يسار الوسط) بالمطالبة بدعم عسكري أقوى. وقال وزير العدل، الذي ينتمي للحزب الديمقراطي الحر، وهو أصغر حزب في الائتلاف الحاكم، في تصريحات لصحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية المقرر صدورها، الأحد، إن القانون الدولي لا يصنف تسليم الأسلحة على أنه دخول في الحرب.
وأضاف بوشمان في التصريحات التي اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية أمس: «لذلك إذا مارست أوكرانيا حقها المشروع في الدفاع عن النفس، فإن دعمها بتزويدها بالسلاح لا يمكن أن يؤدي لأن تصبح طرفاً في الحرب»، موضحاً أن هذه ليست وجهة نظره الشخصية فحسب، بل وجهة نظر الحكومة الألمانية. وذكر بوشمان أن ألمانيا كانت ضمن أوائل الدول التي بدأت التحقيق في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا، مشيراً إلى أن جهود التحقيق تشارك فيها الشرطة الاتحادية والمدعي العام الألماني. وأشار بوشمان إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيُستثنى من التحقيقات على أي حال، موضحاً أن القانون الدولي ينص على عدم جواز التحقيق مع رؤساء الدول خلال توليهم السلطة.
- معامل بيولوجية
اتهمت روسيا ألمانيا بالمشاركة في معامل عسكرية مزعومة في أوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس (السبت)، في تصريحات لمحطة «آر تي» التلفزيونية الروسية: «وفقاً لمعلومات مؤكدة، نسق الجانب الألماني في مجال السلامة البيولوجية بشكل وثيق عمله مع حلفائه الأميركيين، الذين أنشأوا شبكة من 30 مختبراً بيولوجياً، على الأقل، في أوكرانيا»، مضيفة أنه تم إجراء «أبحاث علمية خطيرة» في المختبرات. ولم تقدم المتحدثة أي دليل على ذلك.
وتدعي روسيا منذ أسابيع أن الولايات المتحدة لديها مختبرات سرية لتطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، وهو ما يشكل أحد مبررات موسكو للحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أسابيع في أوكرانيا. وتنفي واشنطن هذه المزاعم. وتسود مخاوف في الغرب من أن موسكو تطلق هذه المزاعم كي تستغلها ذريعة لشن هجوم بأسلحة بيولوجية، أو للتستر على استخدام مثل هذه الأسلحة.
روسيا تحظر دخول رئيس الوزراء البريطاني إلى أراضيها
مساعدات عسكرية ألمانية بأكثر من مليار يورو لكييف
روسيا تحظر دخول رئيس الوزراء البريطاني إلى أراضيها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة