روسيا تحظر دخول رئيس الوزراء البريطاني إلى أراضيها

مساعدات عسكرية ألمانية بأكثر من مليار يورو لكييف

رئيس الوزراء البريطاني مع الرئيس الأوكراني في كييف 9 أبريل (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني مع الرئيس الأوكراني في كييف 9 أبريل (رويترز)
TT

روسيا تحظر دخول رئيس الوزراء البريطاني إلى أراضيها

رئيس الوزراء البريطاني مع الرئيس الأوكراني في كييف 9 أبريل (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني مع الرئيس الأوكراني في كييف 9 أبريل (رويترز)

أعلنت موسكو أمس (السبت)، أنها حظرت دخول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وعدد من المسؤولين البريطانيين الآخرين بعدما فرضت لندن عقوبات على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «تم اتخاذ هذه الخطوة رداً على الحملة الإعلامية والسياسية التي تقوم بها لندن والتي تهدف إلى عزل روسيا دولياً وتهيئة الظروف لخنق اقتصادنا».
واتهمت الوزارة لندن بارتكاب «أعمال عدائية غير مسبوقة»، في إشارة إلى العقوبات المفروضة على مسؤولين روس. وأضافت الوزارة أن «القيادة البريطانية تتعمد مفاقمة الوضع المرتبط بأوكرانيا وتزود نظام كييف أسلحة فتاكة وتنسق جهوداً مماثلة نيابة عن حلف شمال الأطلسي». ومن بين الأشخاص الذين طالهم هذا الإجراء نائب رئيس الوزراء دومينيك راب، ووزيرة الخارجية ليز تراس، ووزير الدفاع بن والاس، ورئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، ورئيسة وزراء اسكوتلندا نيكولا ستورجون.
- مساعدات ألمانية
على صعيد آخر، أعلنت الحكومة الألمانية الجمعة، أنها تخطط للإفراج عن أكثر من مليار يورو من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وسط شكاوى كييف من عدم تلقيها أسلحة ثقيلة من برلين. وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن برلين قررت زيادة مساعداتها الدولية في قطاع الدفاع «إلى ملياري يورو»، مع تخصيص الجزء الأكبر «على شكل مساعدات عسكرية لصالح أوكرانيا». وأكد وزير المالية كريستيان ليندنر على «تويتر» أن مبلغ الملياري يورو «سيذهب بشكل أساسي إلى أوكرانيا». ويجب أن تستخدم أوكرانيا هذه الأموال لتمويل شراء معدات عسكرية بشكل أساسي. وستدرج الأموال في ميزانية مكملة لهذا العام.
وتأتي الخطوة في أعقاب انتقادات متزايدة من أوكرانيا وبعض الدول الأوروبية مثل بولندا ودول البلطيق للنقص الواضح في دعم تسليح كييف. وتوترت العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وأوكرانيا في وقت سابق هذا الأسبوع بعد رفض كييف زيارة مقترحة من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وزير الخارجية السابق الذي اعترف مؤخراً بارتكاب «أخطاء» في اتخاذ موقف تصالحي للغاية تجاه موسكو في الماضي.
وبدلاً من ذلك، أعربت الرئاسة الأوكرانية عن رغبتها بالترحيب بأولاف شولتس في كييف، لكن المستشار الألماني أشار إلى عدم وجود خطط لديه لإجراء هذه الزيارة في أي وقت قريب. وجاء هذا الخلاف في وقت واجه فيه شولتس ضغوطاً لزيادة الدعم لأوكرانيا. وتعرض شولتس لانتقادات شديدة في الداخل بسبب تردده في إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، على الرغم من التحول الذي قاده في سياسة الدفاع الألمانية بعد الغزو الروسي.
- دبابات ألمانية
وعقب زيارات أجراها كثير من زعماء العالم إلى كييف، وبينهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ومفوضة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لايين، تساءل مراقبون عن سبب عدم قيام شولتس نفسه بزيارة مماثلة. وقال سفير أوكرانيا لدى ألمانيا أندريه ميلنيك، إن رحلة شولتس إلى كييف سترسل «إشارة قوية»، في حين حض حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المعارض شولتس على «أخذ فكرة عن الوضع على الأرض» قبل أي خطوة.
من جانبه، قال وزير العدل الألماني ماركو بوشمان إن تسليم أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، مثل الدبابات، لن يكون دخولاً في الحرب ضد روسيا. ويدور جدل داخل ألمانيا منذ بداية الحرب في نهاية فبراير (شباط) حول نوع الأسلحة التي يمكن توريدها لأوكرانيا، ومدى سرعة توريدها. وتتعرض ألمانيا لضغوط مباشرة من كييف، حيث يحث القادة الأوكرانيين الحكومة الألمانية على تسليم مزيد من الأسلحة للمساعدة في محاربة القوات الروسية.
- الأسلحة الثقيلة
ورفض المستشار الألماني أولاف شولتس الالتزام بإرسال أسلحة ثقيلة مثل الدبابات والمروحيات والطائرات، على الرغم من ارتفاع الأصوات من داخل الائتلاف الحاكم (يسار الوسط) بالمطالبة بدعم عسكري أقوى. وقال وزير العدل، الذي ينتمي للحزب الديمقراطي الحر، وهو أصغر حزب في الائتلاف الحاكم، في تصريحات لصحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية المقرر صدورها، الأحد، إن القانون الدولي لا يصنف تسليم الأسلحة على أنه دخول في الحرب.
وأضاف بوشمان في التصريحات التي اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية أمس: «لذلك إذا مارست أوكرانيا حقها المشروع في الدفاع عن النفس، فإن دعمها بتزويدها بالسلاح لا يمكن أن يؤدي لأن تصبح طرفاً في الحرب»، موضحاً أن هذه ليست وجهة نظره الشخصية فحسب، بل وجهة نظر الحكومة الألمانية. وذكر بوشمان أن ألمانيا كانت ضمن أوائل الدول التي بدأت التحقيق في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا، مشيراً إلى أن جهود التحقيق تشارك فيها الشرطة الاتحادية والمدعي العام الألماني. وأشار بوشمان إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيُستثنى من التحقيقات على أي حال، موضحاً أن القانون الدولي ينص على عدم جواز التحقيق مع رؤساء الدول خلال توليهم السلطة.
- معامل بيولوجية
اتهمت روسيا ألمانيا بالمشاركة في معامل عسكرية مزعومة في أوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس (السبت)، في تصريحات لمحطة «آر تي» التلفزيونية الروسية: «وفقاً لمعلومات مؤكدة، نسق الجانب الألماني في مجال السلامة البيولوجية بشكل وثيق عمله مع حلفائه الأميركيين، الذين أنشأوا شبكة من 30 مختبراً بيولوجياً، على الأقل، في أوكرانيا»، مضيفة أنه تم إجراء «أبحاث علمية خطيرة» في المختبرات. ولم تقدم المتحدثة أي دليل على ذلك.
وتدعي روسيا منذ أسابيع أن الولايات المتحدة لديها مختبرات سرية لتطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، وهو ما يشكل أحد مبررات موسكو للحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أسابيع في أوكرانيا. وتنفي واشنطن هذه المزاعم. وتسود مخاوف في الغرب من أن موسكو تطلق هذه المزاعم كي تستغلها ذريعة لشن هجوم بأسلحة بيولوجية، أو للتستر على استخدام مثل هذه الأسلحة.


مقالات ذات صلة

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب) play-circle 01:00

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

بدأ التأثير العالمي لولاية ترمب الرئاسية الثانية في الولايات المتحدة حيث يُشعر به بالفعل حتى قبل انطلاق العهد الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ جانب من لقاء بين بوتين وترمب في اليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

بوتين يهنّئ ترمب ويؤكد انفتاحه على الحوار بشأن أوكرانيا لتحقيق «سلام دائم»

سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تهنئة دونالد ترمب، الاثنين، قبل ساعات من تنصيبه رئيساً، قائلاً إنه «منفتح على الحوار» بشأن أوكرانيا لتحقيق «سلام دائم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.