مصادر في أنقرة لـ«الشرق الأوسط»: عقد لقاء بين فيدان ومملوك «أمر عادي»

دمشق تنفي حصول اجتماع بينهما في موسكو

TT
20

مصادر في أنقرة لـ«الشرق الأوسط»: عقد لقاء بين فيدان ومملوك «أمر عادي»

تضاربت الأنباء بشأن عقد لقاء في موسكو بين رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، في وقت امتنعت مصادر تركية عن تأكيد أو نفي انعقاد مثل هذا اللقاء.
وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن هناك اجتماعات سابقة جمعت بين فيدان ومملوك خلال العامين الماضيين في موسكو لبحث القضايا الأمنية، وتكرار مثل هذه اللقاءات في ظل الظروف الراهنة لن يكون أمراً غير عادي.
وتحدثت وسائل إعلام تركية وسورية، الخميس، عن «لقاء مرتقب» يجمع بين فيدان ومملوك، سيجري في العاصمة الروسية، وأكدت مواقع تركية نقلاً عن «مصادر عربية» لم تسمها أن اللقاء عقد منذ أيام، وأنه خصص لبحث مسائل أمنية في ظل التطورات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.
بدوره، نفى موقع «البعث ميديا»، أحد المواقع التي يديرها الحزب الحاكم في سوريا، الأنباء التي تحدثت عن اللقاء، مؤكداً أنها كاذبة. ونقل الموقع عن «مصدر مطلع»، لم يسمه، أن «كل ما يتم نشره على بعض المواقع الإلكترونية وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي عن لقاء أمني سوري - تركي في موسكو، شائعات لا صحة لها».
وأضاف المصدر السوري أن أنقرة تتعمد نشر معلومات كهذه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في تركيا، وأن الإعلام التركي نشر قبل فترة تسريبات مشابهة، تتعلق بالتوجه إلى تحسين العلاقات مع دمشق بالتركيز على مسائل معينة، وقد نفتها دمشق أيضاً.
وأكد المصدر أن الأنباء السابقة والحالية التي تتحدث عن ذلك، لا تتعدى كونها «بروباغندا إعلامية تركية مفضوحة».
وتكثف وسائل الإعلام التركية، سواء القريبة من الحكومة أو المعارضة، في الأيام الأخيرة، حديثها عن خطوات لإعادة العلاقات بين أنقرة والنظام السوري إلى طبيعتها، وأن هناك خطوات وتحركات تدرس داخل الرئاسة التركية لتحسين العلاقات مع سوريا بعد أن تخلت حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان عن مطلبها برحيل بشار الأسد.
ولفتت التقارير إلى أن هناك تطورات «ثنائية الاتجاه»، وسط حالة عدم اليقين والطقس الضبابي الناجم عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأن إردوغان اقترح على الأسد تطبيع العلاقات مع دمشق على أساس إنهاء مشروع الحكم الذاتي للأكراد في شمال شرقي سوريا، رغم أن دمشق كررت شروطها بإنهاء «الاحتلال التركي» لبعض أراضي سوريا، ووقف دعم المعارضة المسلحة وتغيير إردوغان نهجه تجاه النظام.
والأسبوع الماضي، أكدت صحيفة «حرييت»، القريبة من حكومة إردوغان، أن مناقشات تُجرى في أنقرة بشأن بدء الحوار مع النظام السوري، على أساس 3 موضوعات، وأن أنقرة ترى أن دورها في الأشهر الأخيرة، خاصة تجاه حل الأزمة الأوكرانية، وتركيز روسيا هناك قد يكون توقيتاً جيداً لحل الأزمة السورية، وأن الوضع الحالي قد يفتح باباً جديداً من الفرص لتركيا، لا سيما حل المسألة السورية ومشكلة الأكراد وحزب العمال الكردستاني.
وأضافت أنه يمكن تحسين العلاقات القائمة بالفعل بين دمشق وأنقرة، حيث إنه كلما تقدمت العلاقات مع دمشق، دخلت روسيا وإيران على الخط لمنع الأجواء الإيجابية، ومع الانشغال الروسي بالحرب الأوكرانية وردود فعل دول العالم، وكذلك انشغال موسكو بمشكلاتها الداخلية، فإنه يمكن إجراء بداية جديدة مع إدارة النظام السوري تأخذ بعين الاعتبار أيضاً مشكلة اللاجئين.
وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادر في الحكومة التركية، إلى أن أنقرة تصر في جميع اتصالاتها على 3 نقاط، هي: «الحفاظ على الهيكل الوحدوي، ووحدة الأراضي السورية، وضمان أمن اللاجئين العائدين إلى بلادهم». وتشمل القضايا المتعلقة بوحدة الأراضي السورية والهيكل الوحدوي، أنشطة حزب العمال الكردستاني على أراضي سوريا ومنطقة «الحكم الذاتي» شمال شرقي سوريا.
وذكرت المصادر أن أنقرة نقلت هذه الرسائل المهمة إلى دمشق، لا سيما قبل زيارة إلى الإمارات.
ونفت دمشق أن يكون الأسد تلقى أي رسالة من إردوغان، أو أن تكون هناك خطوات لتطبيع العلاقات، مشيرة إلى أن سوريا لا تزال تتمسك بشروطها في هذا الصدد.



وزير يمني: أوراق الحوثيين تتهاوى... و«طوق نجاة» أممي لإنقاذهم

وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)
TT
20

وزير يمني: أوراق الحوثيين تتهاوى... و«طوق نجاة» أممي لإنقاذهم

وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)

تحدَّث وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الجمعة، عن تحركات «محمومة» تقودها الأمم المتحدة لإنقاذ الحوثيين تحت شعار «إحياء مسار السلام»، وذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية على الجماعة، و«تلوح في الأفق لحظة سقوط طال انتظارها»، مع «تهاوي أوراق مشروعها».

جاء ذلك في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، تعليقاً على اجتماع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ مع كبار المسؤولين العمانيين وقياديين من جماعة الحوثي وممثلي المجتمع الدبلوماسي، بالعاصمة العمانية مسقط، ناقشوا خلاله «أهمية استقرار الوضع في اليمن»، حسب بيان لمكتب المبعوث، الخميس.

وقال الإرياني إن التحركات التي يقودها غروندبرغ «لا تخدم السلام في اليمن، ولا تدعم أمن واستقرار المنطقة، بل تمنح الميليشيات الحوثية (طوق نجاة) سياسياً في لحظة انكسار حرجة، وتُوفّر لها فرصة لامتصاص الضربات، وإعادة التموضع استعداداً لجولة جديدة من التصعيد والإرهاب».

وأضاف أن «التجربة اليمنية أثبتت، منذ انقلاب 2014 وحتى اليوم، أن ميليشيات الحوثي لا تؤمن بالحوار، ولا تلتزم بالاتفاقات، ولا تعير أي احترام للجهود الأممية أو الإقليمية»، مبيناً أن كل جولة تفاوض خاضتها الجماعة «لم تكن إلا وسيلة لشراء الوقت، وترتيب الصفوف، وإطالة أمد الحرب، وتعميق معاناة الشعب اليمني».

وأشار الوزير إلى أن جماعة الحوثي «قابلت كل فرصة للاندماج في مسار سياسي بمزيد من العنف والتصعيد، وتوسيع رقعة القمع والانتهاكات ضد المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وبتكثيف الهجمات على الداخل اليمني، والمصالح الإقليمية، والملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن».

وأوضح أن هذه الجماعة «ليست مجرد ميليشيات انقلابية، بل أداة إيرانية قذرة، تُستخدم لزعزعة أمن المنطقة، وتهديد خطوط التجارة العالمية، وابتزاز المجتمع الدولي عبر استهداف المصالح الحيوية»، مشدداً على أن «كل مَن يسعى إلى إعادة تدوير هذه الميليشيات المتطرفة بأي غطاء سياسي يسهم عملياً في تعزيز الإرهاب العابر للحدود، وتقويض الأمن الإقليمي والدولي».

وحذَّر الإرياني أبناء الشعب اليمني والقوى الفاعلة إقليمياً ودولياً، من الانخداع بـ«الخطاب (المُسالم) الذي تتبناه الميليشيات الحوثية في لحظة ضعف»، إذ يرى أنه «لا يعدو كونه واجهة خادعة لأجندة أكثر تطرفاً»، مضيفاً: «الوقائع أثبتت أن كل تهدئة أعقبتها موجة أعنف من التصعيد، وكل مبادرة سلام استُغلت للانقلاب على الاتفاقات».

وناشد الوزير، الجميع «قراءة التاريخ القريب جيداً، واستخلاص دروسه؛ لأن تكرار الأخطاء لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدماء والدمار، وتعميق الكارثة اليمنية، وتهديد الأمن الإقليمي والدولي»، منوهاً بأن «اليمن والإقليم والعالم يستحق سلاماً حقيقياً، لا سلاماً مفخخاً بوجود الحوثيين».

وأكد أن «أوراق المشروع الحوثي تتهاوى واحدة تلو الأخرى، وأبناء شعبنا اليمني الأحرار لن يساوموا على قضيتهم العادلة، ولن يتراجعوا أمام مشروع الميليشيات الحوثية الكهنوتي مهما كانت التحديات»، لافتاً إلى «مواصلة نضالهم حتى استعادة دولتهم وكرامتهم، وبناء وطن يليق بتضحياتهم، يسوده العدل والمواطنة والمساواة، بعيداً عن العنف والتسلط والطائفية التي يمثلها الحوثي ومن خلفه إيران».