«رانيا وسكينة»... دراما تشويق ومطاردات في إطار «كوميدي»

مي عمر وروبي في لقطة من العمل
مي عمر وروبي في لقطة من العمل
TT

«رانيا وسكينة»... دراما تشويق ومطاردات في إطار «كوميدي»

مي عمر وروبي في لقطة من العمل
مي عمر وروبي في لقطة من العمل

استطاع صُناع مسلسل «رانيا وسكنية» تقديم روبي ومي عمر في شكل جديد، حيث يعرف الجهور، مي بالأدوار التي يغلب عليها الطابع الأنثوي، سواء في الأفلام أو المسلسلات، بينما يغلب على روبي الرومانسية، خصوصاً في أغانيها أو أدوارها في الأفلام والمسلسلات. لكن «رانيا وسكينة» الذي يعرض على قناة «إم بي سي مصر» في رمضان، حمل تحدياً للفنانتين، نظراً لأنه يقدمهما في صورة مختلفة تماماً. وتجسد روبي شخصية «سكينة» التي تبدو في مظهر «شبه ذكوري»، نظراً لطبيعة عملها القاسية كسائقة سيارة نقل. فملابسها تبدو رجالية وطريقة تعاملها تعتمد على إخفاء نعومتها كأنثى.
تقع «سكينة» في غرام أكرم ريجا زميل المهنة الوسيم، جسد شخصيته الفنان أحمد خالد صالح، وتستعد ليوم زفافها الوشيك منه، الذي تحلم به منذ سنوات بعيدة. المفاجأة أن «ريجا» لا يبادلها المشاعر نفسها، ويتخذها ورقة رابحة في تنفيذ مخططه للثراء السريع، عبر خطف عدد من الماسات في لحظة «صفقة» تسليم وتسلم بين عصابتين إجراميتين، حيث يلعب ما يشبه دور «العميل المزدوج» ويفشي سر العملية لعصابة ثالثة. تخرج الأمور عن السيطرة وسط خضم إطلاق كثيف للنيران، فيهرب «ريجا» ومعه علبة صغيرة مليئة بالماس إلى حيث تنتظره «سكينة» بسيارتها في مكان متفق عليه. فتطارد العصابة «سكينة» وتستطيع قتل «ريجا» فتنهار «سكينة» وتنقلب بها سيارتها.
على الجانب الآخر من الأحداث، تجسد مي عمر شخصية «رانيا» الطيبة المسالمة التي توفي والدها، رجل الأعمال الثري، وسط شكوك بأن الوفاة لم تكن طبيعية. وتقرر بعد مرور ثلاثة أشهر على الوفاة، العودة للحياة الطبيعية وإدارة شركات والدها حسب وصيته، كما تقرر منح أخيها «شريف» وأختها «رضوى» مبلغاً مالياً ضخماً، لأن والدها كان قد حرمهما من الميراث، لأنهما رفعا دعوى قضائية يطالبان بالحجر عليه ومنعه من التصرف في ماله. تفاجأ «رانيا» بالشرطة تقتحم اجتماعها الأول في الشركة، وتلقي القبض عليها بتهمة قتل والدها عبر إعطائه جرعة خاطئة من الدواء أثناء مرضه. تتمكن «رانيا» من الهرب من مستشفى الأمراض العقلية بعد ادعائها الجنون، وتستقل إحدى عربات الإسعاف لتفر هاربة، لكنها تفاجأ بحالة سيدة مصابة في حادث على الطريق، وينقل المارة المصابة إلى سيارة الإسعاف التي تقودها لنجد أن تلك السيدة المصابة ليست سوى «سكينة»... تزداد جرعة المفارقة حين نعلم أن «رانيا» ضحية مؤامرة محكمة نسج خيوطها أخوها وأختها بمشاركة زوجها بهدف إيداعها مستشفى الأمراض العقلية إلى الأبد، ليتم الحجر عليها، والاستيلاء على جميع ثروتها التي آلت إليها من الميراث الذي كتبه والدها لها بالكامل.
نحن إذن أمام دراما تشويق ومطاردات مفعمة بالكوميديا الناتجة عن التناقضات بين الشخصيتين اللتين جمعهما القدر في طريق واحد، حيث إن «سكينة» هي التجسيد لثقافة المرأة الشعبية ذات التجارب التي صقلت شخصيتها، على عكس «رانيا» الثرية المدللة، عديمة الخبرة. في المقابل، يجمع بين الشخصيتين كونهما ضحية مؤامرة، فضلاً عن كونهما يتيمتين، وعليهما البحث عن مواجهة الصعاب ليدافعا عن حقهما في الحياة.
تتراوح العلاقة بين البطلتين بين الهدوء والعصبية، الضحك والبكاء، التعاطف والهجوم. هما طوال الوقت في حالة درامية من المد والجزر لا تنتهي. تزداد المفارقات عمقاً، كلما اضطرت «رانيا» إلى ارتداء ملابس لسيدات فقيرات والنوم على الأرصفة، وقضاء الليالي في أماكن لم تكن تسمع عنها سوى في أفلام السينما.
محمد صلاح العزب، مؤلف المسلسل، يؤكد أنه بـ«النقاش والتفكير مع بقية صناع العمل، لا سيما مع المخرجة شيرين عادل، وقع الاختيار على روبي ومي عمر باعتبارهما الأنسب للشخصيتين تماماً، وسرعان ما تحمستا للتجربة على الفور بمجرد إرسال السيناريو إليهما». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «العمل كوميدي؛ لكنه لا يقوم على الكوميديا فقط، بمعنى أنه يقوم على قصة وتصاعد أحداث وتشويق أيضاً». وأوضح العزب: «كثيراً ما كنا نجد مسلسلات كوميدية عبارة عن (اسكتشات) ضاحكة وفقط، بحيث لو سقط عنصر الضحك، سقط العمل بأكمله، لأنه لا يراهن إلا على الضحك وفقط، وهذا ما تجنبناه في (رانيا وسكينة)».



أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.