{فيصل للكتاب} متنفس ثقافي وفني لسكان الجيزة في رمضان

{فيصل للكتاب} متنفس ثقافي وفني لسكان الجيزة في رمضان
TT

{فيصل للكتاب} متنفس ثقافي وفني لسكان الجيزة في رمضان

{فيصل للكتاب} متنفس ثقافي وفني لسكان الجيزة في رمضان

تشهد فعاليات الدورة العاشرة من معرض فيصل للكتاب، إقبالاً لافتاً من الجمهور المصري، لا سيما أنه يعد متنفساً فنياً وثقافياً مهماً لسكان أحد أكثر مناطق القاهرة الكبرى ازدحاماً، في شهر رمضان كل عام.
وتجتذب عروض فرق «التنورة التراثية»، «النيل للإنشاد الديني»، «الشرقية للفنون الشعبية»، «الحرية للفنون الشعبية»، «القومية للموسيقى والآلات الشعبية» جمهور المعرض، وتتضمن الأنشطة المسائية كذلك مجموعة من الندوات الثقافية ومعرضاً للفنون التشكيلية وبرنامجا خاصاً بالطفل، يشمل ورشاً فنية وتعليمية وعروض الأراجوز والعرائس.
ويقام المعرض بمنطقة حكومية تطل على شارع الملك فيصل، بالجيزة، وهو مواز لشارع الهرم، وسمي بهذا الاسم نسبة للملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز.
وتعتبر الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، معرض فيصل للكتاب «عيداً سنويا لأهالي محافظة الجيزة»، مشيرة إلى أنه «يجسد استمرار تنفيذ الخطوات الهادفة إلى نشر التنوير وتحقيق العدالة الثقافية».
وتشهد الدورة الجارية إقامة ركن خاص بنظارات الواقع الافتراضي (V R) لعرض قصص الأطفال إضافة إلى جناح مبادرة «ثقافتك كتابك» والذي يتيح الكتاب بسعر مخفض يبدأ من جنيه واحد حتى عشرين جنيهاً، (دولار واحد تقريباً).
ووجهت وزيرة الثقافة الدعوة لأبناء الجيزة لزيارة المعرض واستثمار فرصة المعرفة والاطلاع المتاحة من خلال المبادرات والورش المصاحبة.
ويروي معرض الوثائق التاريخية النادرة جانباً مهماً من سيرة مدينة القاهرة العريقة، ضمن الاحتفال باختيار القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي، منها قرار إنشاء مدينة البعوث الإسلامية، وقرار منح الدكتور طه حسين الدكتوراه الفخرية من جامعة غرناطة وغيرها.
معرض فيصل للكتاب، الذي يستمر حتى 21 رمضان، يفتح أبوابه يوميا للجمهور في الثامنة مساء وحتى الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، يقام على مساحة 3 آلاف متر مربع ويشارك به 33 ناشراً، منهم قطاعات وزارة الثقافة المختلفة، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وزارة الأوقاف، ومؤسسة دار المعارف، ومكتبتان من سور الأزبكية، بجانب عدد من دور النشر الخاصة.
ويضم المعرض أحدث إصدارات هيئة الكتاب، من بينها كتاب بعنوان «رواد علم المصريات ولصوص الآثار المصرية» للدكتور محمد أبو الفتوح غنيم، و«تاريخ القرآن والمصاحف الشريفة» للدكتور حمدي سلطان العدوي، و«التجربة الفيدرالية في الحبشة» للدكتور محمد سليمان فايد، ضمن سلسلة «أفريقيات»، وفي سلسلة الثقافة الشعبية كتاب بعنوان «مدخل لدراسة العادات الشعبية... أسس نظرية ودراسات ميدانية»، للراحل الدكتور سميح شعلان.
وتشهد مصر زخماً فنياً وفكرياً وثقافياً ومسرحياً وتشكيلياً لافتاً خلال شهر رمضان، حيث تنظم وزارة الثقافة نحو ألف وخمسمائة فعالية متنوعة في الفترة من (7: 27 رمضان) الجاري، بالتزامن مع الاحتفال باختيار القاهرة «عاصمة لثقافة العالم الإسلامي»، بالتعاون مع العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).
وتعد دار الأوبرا المصرية من بين أهم الجهات والمؤسسات الثقافية التي تنظم فعاليات رمضانية كل عام، وتستضيف مسارحها 49 حفلاً بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، وتتضمن أمسيات موسيقية وغنائية ذات طابع روحاني وديني.
وفي إطار احتفالات وزارة الثقافة المصرية بشهر رمضان، افتتحت عبد الدايم أول من أمس فعاليات برنامج «أهلاً رمضان» بالحديقة الثقافية بحي السيدة زينب، بالقاهرة، وسلمت جوائز الفائزين بمسابقة «القاهرة في عيون أطفال العالم الإسلامي» وعددهم 40 طفلاً من 11 دولة هي أذربيجان، الأردن، باكستان، بنغلاديش، روسيا، فلسطين، قطر، اليمن، الهند، تونس والصين والتي تأتى ضمن فعاليات الاحتفالات باختيار القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي 2022.
وتمتد احتفالات وزارة الثقافة المصرية إلى معظم محافظات الجمهورية، إذ تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة، نحو 578 فعالية فكرية وفنية وإبداعية.
وشهد موسم رمضان الثقافي من العام الماضي، تنظيم 1224 فعالية فنية وفكرية، تابعها آلاف المشاهدين على مدار نحو 20 يوماً، وتراهن وزارة الثقافة المصرية على استقبال أعداد كبيرة من الجمهور مع اعتدال الطقس، وتراجع إصابات ووفيات «كورونا» العام الجاري.



الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.