غانتس يؤيد حلاً على أساس كيانين سياسياً وليس جغرافياً

TT

غانتس يؤيد حلاً على أساس كيانين سياسياً وليس جغرافياً

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمس الجمعة، أن تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين مهمة صعبة، ولكن لا ينبغي التنازل عنها، مشيرا إلى ضرورة السعي للتعايش المشترك، مع وضع هدف سام للسام، يتحقق وفق حل الدولتين.
وقال غانتس، في حوار مع موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب إن «حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني يمكن أن يكون من خلال وجود كيانين سياسيين، تضمن فيه أن يكون لإسرائيل تفوق أمني على فلسطين التاريخية كلها، وأن يكون الفصل بين الجانبين سياسيا وليس جغرافيا». وسئل عن القصد بذلك فأجاب: «أنظر إلى زعماء إسرائيل في الماضي، مناحم بيغن أراد أن يرى حكما ذاتيا للفلسطينيين، واسحق رابين أراد للفلسطينيين دولة ناقصة. أما أنا فأرى حاجة إلى وجود واقع من كيانين سياسيين وبحيث يوجد لدولة إسرائيل تفوق أمني في المنطقة كلها، وكل واحد يعنى بشؤونه بانفصال عن الآخر. وأقصد بالانفصال سياسيا وليس جغرافيا، بمعنى إتاحة الفرصة للتواصل الجغرافي التام للكيان الفلسطيني تحت حكم فلسطيني يستند إلى بنية تحتية بالمواصلات تسمح بذلك».
وفي رد على سؤال حول التوتر السائد حاليا، قال غانتس، الذي يعتبر المسؤول الأول عن الجيش وممارساته في المناطق المحتلة: «ما أحاول صنعه هو واقع إيجابي أكثر. سيطرة السلطة الفلسطينية ليست أفضل ما يكون. ونحن نشجعهم على زيادة سيطرتهم في المناطق التي تبدو أن قدرتهم على الحكم فيها ضعيفة والتشديد على شمال السامرة (الضفة الغربية). وتوجد مصلحة لدولة إسرائيل بأن يكون مستوى قدرة الفلسطينيين على الحكم كبيرا وقويا، لأنه كلما كان مستوى قدرتهم على الحكم أعلى، لا نكون بحاجة إلى الانشغال بهم. ونحن نريد أن نكون دولة يهودية وديمقراطية آمنة وعادلة وعلى هذا نريد أن نركز وليس على إدارة الفلسطينيين».
وسئل عن رأيه في الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يلتقيه أكثر من أي مسؤول إسرائيلي، فقال: «أنا ألتقي مع عباس لأن لدي مطالب منه. وهو رجل مثابر في رفضه العنف، ويعتقد أن الصراع ينبغي أن يكون صراعا سياسيا. وهو يحاول بكل وسعه التوجيه نحو صراع سياسي وليس بطرق عنيفة، والصراع ليس مريحا لنا دائما، التوجه إلى المحكمة (الجنائية الدولية) في لاهاي ووصفنا دولة أبارتهايد ليس صائبا، والتنديد بالإرهاب هو أمر جيد، ودفع المال لإرهابيين ليس صائبا، لكن المحادثات بيننا محترمة».
وحاول الموقع معرفة رأيه في امتناع رئيس الوزراء نفتالي بنيت، عن لقاء عباس فرفض الإجابة. فسئل: لو كنت أنت رئيس حكومة هل كنت أيضاً تلتقي عباس؟ فأجاب: «بالتأكيد. علينا أن نلتقيه لكي نسعى معا إلى إيجاد واقع أفضل لحياة الشعبين. عباس شريك لنا في العملية السياسية. هو الذي يرأس السلطة الفلسطينية لذلك فإنه الشريك. ولكن من يحاول محاربة دولة إسرائيل سيتلقى ضربات شديدة مني».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.