اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خطوة مهمة نحو إعادة توجيه صادرات الطاقة الروسية نحو الشرق، في إطار مواجهة القيود الغربية على الصادرات الروسية. وحذر بوتين أمس، من «تداعيات محاولات الغرب إبعاد روسيا عن سوق الطاقة العالمية». وقال خلال اجتماع حكومي حول صناعة النفط والغاز إن «عمليات الضغط المتواصلة على شركات الطاقة الروسية ومحاولات الاستعاضة عن مواردنا من الطاقة بإمدادات بديلة ستؤثر حتماً على الاقتصاد العالمي بأسره».
وأشار بوتين إلى أن أوروبا غير قادرة على الاستغناء عن الغاز الروسي في الوقت الراهن، مؤكداً أن البحث عن بدائل للغاز الروسي سيكون مكلفاً، وقال إن إمدادات الوقود الأزرق من الولايات المتحدة إلى الدول الأوروبية تُكلف أضعاف ما تُكلفه الإمدادات من روسيا، وذلك سيلقي بظلاله على مستوى معيشة الأوروبيين والقدرة التنافسية للاقتصاد الأوروبي.
وأوعز الرئيس الروسي للحكومة بالعمل على إعادة توجيه صادرات موارد الطاقة الروسية من الغرب إلى أسواق الجنوب والشرق وإعداد البنية التحتية المناسبة لتنفيذ ذلك. وشدد على أهمية الخطوة، كون صادرات الطاقة الروسية نحو الغرب ستنخفض في المستقبل، وقال: «من الضروري تنويع الصادرات. سننطلق من حقيقة أنه في المستقبل المنظور إمدادات الطاقة إلى الغرب ستنخفض، لذلك من المهم تعزيز الاتجاه السائد في السنوات الأخيرة، لإعادة توجيه صادراتنا إلى الأسواق ذات النمو السريع في الجنوب والشرق».
في غضون ذلك، دعا الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارات بشأن إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وقال إنه «بإمكان الولايات المتحدة التوقف عن إمداد أوكرانيا بالسلاح، إذا أرادت إحلال السلام في أوروبا». وزاد أن على واشنطن «أن تتوقف عن مساعدة أوكرانيا إذا أرادت تعزيز السلام والاستقرار في القارة الأوروبية، وبدلاً من إمدادها بالسلاح على واشنطن تشجيع أوكرانيا على تنفيذ الشروط التي قدمتها روسيا». جاء هذا التعليق على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، عن قرار جديد تزويد كييف بمساعدات عسكرية إضافية بقيمة 800 مليون دولار، تتضمن 11 طائرة هليكوبتر، وأسلحة ومعدات عسكرية أخرى.
في الوقت ذاته، لفت بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي «لا يرفض مقابلة الرئيس فولوديمير زيلينسكي من حيث المبدأ لكنّ ذلك يحتاج إلى أن تكون هناك وثيقة جاهزة لإقرارها». وأوضح أن بوتين «لم يرفض أبداً عقد اللقاء، لكنه أكد دائماً أهمية الإعداد الجيد للقاء بما في ذلك على صعيد تهيئة الظروف اللازمة وأهمها إعداد نص الوثيقة التي ستُطرح لإقرارها على المستوى الرئاسي». وقال بيسكوف إنه لا يوجد مفهوم واضح حتى الآن، بشأن الجولات الجديدة من المحادثات المباشرة بين موسكو وكييف. وتعليقاً على إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حول إجراء اتصال هاتفي بين رؤساء روسيا وتركيا وأوكرانيا في الأيام المقبلة، قال بيسكوف: «إذا جرت أو عندما تجري مثل هذه المحادثة، سنبلغكم على الفور».
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن فرض عقوبات على 398 عضواً في مجلس النواب الأميركي، في إطار الإجراء الجوابي على العقوبات الأميركية التي فُرضت في وقت سابق، على أعضاء مجلس الدوما الروسي. وقالت الوزارة في بيان إنه «رداً على موجة العقوبات المناهضة لروسيا التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في 24 مارس (آذار) الماضي ضد 328 نائباً في مجلس الدوما الروسي، مع الأخذ بعين الاعتبار إدراج نواب روس آخرين على (القائمة السوداء) الأميركية، فإنه تم فرض قيود مكافئة على 398 عضواً في مجلس النواب الأميركي». وأضافت أن هؤلاء الأشخاص، بمن فيهم قادة ورؤساء لجان مجلس النواب بالكونغرس الأميركي الذي أصبحوا مدرجين في «قائمة الحظر» الروسية، إلى جانب مشرعين حاليين آخرين مدرجين في القائمة كرئيسة البرلمان نانسي بيلوسي، سيُمنعون من دخول الأراضي الروسية، على أساس المعاملة بالمثل.
بوتين يعيد توجيه الطاقة من أوروبا إلى آسيا
لمواجهة القيود الغربية على الصادرات الروسية
بوتين يعيد توجيه الطاقة من أوروبا إلى آسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة