الأمم المتحدة تحضر لعملية إنسانية واسعة وجسر جوي من المساعدات بعد بدء الهدنة

استعدادات دولية للمساعدة في إجلاء الجرحى

الأمم المتحدة تحضر لعملية إنسانية واسعة وجسر جوي من المساعدات بعد بدء الهدنة
TT

الأمم المتحدة تحضر لعملية إنسانية واسعة وجسر جوي من المساعدات بعد بدء الهدنة

الأمم المتحدة تحضر لعملية إنسانية واسعة وجسر جوي من المساعدات بعد بدء الهدنة

تستعد الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، للقيام بعملية إنسانية واسعة النطاق في اليمن مع بدء الهدنة مساء أمس، فيما أكدت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ، فاليري آموس أن الهدنة الإنسانية للقتال في اليمن، ستمكن الأمم المتحدة والشركاء من توسيع نطاق عمليات الإغاثة.
وقالت آموس في بيان نشر على موقع الأمم المتحدة، أمس، إنها «أحيطت علما بالهدنة الإنسانية في اليمن التي أعلنها وزير خارجية المملكة العربية السعودية، ووزير الخارجية الأميركي نيابة عن التحالف»، معربة عن أملها بأن تكون تقارير موافقة الحوثيين على الهدنة الإنسانية دقيقة. وتابعت «نظرا لتدهور الوضع الإنساني على الأرض في اليمن مع وجود مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين وغير القادرين على الوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة، فمن الضروري أن تتحقق هذه الهدنة». وأكدت في بيانها على عودة الموظفين الدوليين إلى اليمن، وأضافت «يمكننا تقديم المزيد من المعونة الغذائية الطارئة، وتوفير الرعاية الطبية للمرضى والمصابين وضمان إمدادات المياه النظيفة للمنازل والمستشفيات. نحن بحاجة إلى الضمانات الأمنية والدعم اللوجيستي لتمكيننا من القيام بذلك». وأشارت إلى وصول سفينتي بضائع لبرنامج الأغذية العالمي في الحديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع محملتين بالوقود والغذاء والمياه والإمدادات. وأضافت أنه «تم تجهيز إمدادات أخرى، فيما تقف الطائرات على أهبة الاستعداد للمساعدة في إجلاء الجرحى».
وقالت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بيرز خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أمس، إن «هذه المنظمة مستعدة لتقديم حصص غذائية طارئة لأكثر من 750 ألف شخص في المناطق المتضررة من جراء النزاع».
وسيستفيد برنامج الأغذية العالمي أيضا من الهدنة لكي يودع في البلاد مخزونات من المساعدة الغذائية. وحتى الآن كانت المعارك والقيود على الواردات تعرقل بشدة العمليات الإنسانية.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن في 30 أبريل (نيسان) أن النقص في المحروقات أرغمه على أن يوقف تدريجيا عمليات توزع المواد الغذائية. ومنذ ذلك الحين رست سفينة محملة بنحو 250 ألف لتر من المحروقات والتجهيزات، مساء السبت الماضي في ميناء الحديدة في غرب اليمن.
وهناك سفينة ثانية موجودة في المياه الدولية وتنقل 120 ألف لتر من المحروقات في انتظار التمكن من أن ترسو في الميناء. لكن برنامج الأغذية العالمي يقول إنه «بحاجة إلى مليون لتر من المحروقات شهريا في اليمن».
من جهته قال الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أدريان إدواردز، إن «الوكالة تضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات لكي تقيم جسرا جويا كبيرا على أن تنقل ثلاث طائرات في بادئ الأمر 300 طن من المساعدات».
وقال إدواردز: إن «مئات آلاف الأشخاص يواجهون صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية وهم بحاجة ماسة إلى المساعدة».
وتعتزم المفوضية العليا الاستفادة من الهدنة لنقل وتخزين مساعدات في صنعاء وعمران وعدن.
وأبدت منظمة الصحة العالمية أيضا استعدادها «لزيادة أنشطتها» وإرسال تجهيزات طبية إلى المناطق المتضررة من جراء النزاع التي لم تتلق بعد مساعدات.
ونزح أكثر من 300 ألف مدني داخل اليمن من جراء أعمال العنف فيما كان هناك أكثر من 330 ألف نازح قبل بدء الأزمة الحالية. وتقول الأمم المتحدة إن 828 مدنيا قتلوا منذ بدء النزاع بينهم 182 طفلا و91 امرأة، فيما أصيب 1511 بجروح.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.