ما إن هدأ العالم بعد موجة انتشار متحور كورونا «أوميكرون»، حتى بات على موعد مع متغير ثانوي منه. ورغم إعلان منظمة الصحة العالمية أن المتغير الثانوي من «أوميكرون» (BA.2) هو السلالة المهيمنة - حالياً - في العديد من البلدان، فإن هذا لا يعني أنها على وشك التسبب في موجة هائلة أخرى من الحالات، كما ذهب خبراء جامعة نورث إيسترن الأميركية في تقرير نشره موقع الجامعة في 6 أبريل (نيسان) الجاري.
يقول أليساندرو فسبينياني، الأستاذ بجامعة نورث إيسترن، الذي يقود فريقاً من الباحثين طوروا مجموعة من التوقعات حول المستقبل المحتمل لوباء «كوفيد – 19»: «حتى الآن، في الولايات المتحدة على سبيل المثال، لا نشهد زيادة كبيرة في حالات (كوفيد – 19)، صحيح أن هناك بعض الدلائل على مطبات قد تواجهنا في المستقبل، لكن هذه المطبات غير قابلة للمقارنة مع ما مررنا به في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) مع متغير أوميكرون الأصلي، فالمتغير الثانوي منه يوفر طاقة جديدة للفيروس، ولكنها ليست كافية لتوليد موجة كبيرة».
وكمتغير ثانوي لـ«أوميكرون»، تحمل النسخة «BA.2»، الكثير من أوجه التشابه مع النسخة الأصلية، بالإضافة إلى مجموعة من الطفرات، كما يقول جاريد أوكلير، أستاذ مساعد الكيمياء والبيولوجيا الكيميائية في نورث إيسترن.
وفي حين أن النسخة الأصلية شديدة العدوى، يبدو أن نسختها الفرعية أكثر عدوى بنسبة 30 في المائة، وربما كان هذا هو الذي دفعها إلى الهيمنة، كما يقول أوكلير.
وظهرت النسخة الفرعية في يناير، لكنها لم تكتسب الهيمنة إلا مؤخراً، فالمتغير لا يحتاج في الواقع إلى زيادة عدد الحالات حتى يتم اعتباره مهيمناً، فهو يكتسب هذه الصفة عندما يكون مصدراً لأعلى نسبة من الحالات.
ورغم أنها أكثر عدوى، فإنها لم تكن لتحقق هذه الهيمنة في بعض المناطق لولا أن توافرت لها بعض العوامل، التي يشير إليها فسبينياني. يقول إن المناعة من موجة «أوميكرون» الأصلية ربما بدأت تتضاءل الآن، وربما أصيب الكثير من الناس بالمرض وتعافوا من «كوفيد – 19» في الشتاء، لكن من المحتمل أن يكون لديهم عدد أقل من الأجسام المضادة المتبقية من محاربة تلك العدوى في أجسامهم الآن، كما أن هناك أيضاً أشخاص لم يصابوا بـ«كوفيد – 19» خلال تلك الموجة، وأصيبوا بالمتغير الثانوي.
ويضيف: «هناك عامل رئيسي آخر، وهو أنه بعد أن هدأت موجة أوميكرون الأصلية، بدأ الكثير من الناس يتصرفون بشكل طبيعي، وتم رفع (الماسكات)، وعاد الناس إلى العمل، وعادت التجمعات الاجتماعية الكبيرة».
يقول أوكلير: «ما حدث مع المتغير الثانوي من أوميكرون يعد نموذجاً لما يجب أن نتوقعه مستقبلاً، فالفيروس سيستمر في التحور، والآن مع اللقاحات والعلاجات لدينا صندوق الأدوات للتعامل معه مثل الأنفلونزا، التي تتحور أيضاً، فعلى المدى الطويل، ستستمر القصة، وسنرى متغيرات جديدة».
ويضيف أن «المزيد من طفرات أوميكرون ليست ما يقلقه، لكن الخوف الكبير هو ما إذا كانت هناك قفزة في تطور الفيروس، حيث يظهر نوع جديد أكثر خطورة يمكن أن يتجنب الاستجابة المناعية الناتجة عن اللقاحات، لكن إذا استمر الفيروس في التطور في فرع أوميكرون وحافظ على هذه الشدة الأقل، فاللقاحات والمعززات توفران الحماية».
خلاصة القول، وفقاً لفسبينياني «الوباء لن يختفي ولن تذهب الحالات إلى النقطة صفر، وستكون لدينا مطبات من حين لآخر، يجب الاستعداد لمواجهتها».
«أوميكرون الثانوي»... طاقة جديدة لا تكفي لتوليد موجة وبائية
«أوميكرون الثانوي»... طاقة جديدة لا تكفي لتوليد موجة وبائية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة