خروق الحوثيين تهدد بنسف الهدنة... والحكومة تشدد على فك حصار تعز

TT

خروق الحوثيين تهدد بنسف الهدنة... والحكومة تشدد على فك حصار تعز

شدد رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك على ضرورة فك الحصار الحوثي المفروض على تعز منذ سبع سنوات، تنفيذاً لبنود الهدنة الأممية التي بدأ سريانها في الثاني من أبريل (نيسان) الحالي، وذلك بالتزامن مع خروق الميليشيات المتصاعدة التي تهدد بنسف التهدئة، لا سيما في جبهات مأرب.
في هذا السياق، ذكرت المصادر الرسمية أن عبد الملك أكد خلال لقائه في الرياض، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، على الدور المعول على الأمم المتحدة للضغط باتجاه رفع الحصار المفروض على مدينة تعز من قبل الحوثيين، خاصة أن هذا الملف الإنساني لم يحظَ بحقه من الاهتمام.
وفي حين شدد رئيس الحكومة اليمنية على أهمية تعظيم الاستفادة من المخصصات الإنسانية وإدارتها بصورة أكثر كفاءة، في ظل شحة التعهدات، وتوجيه جزء منها لخدمة التنمية، أطلعه المسؤول الأممي «على تقييم الفرق الفنية لوضع الخزان وما خلصت إليه من نتائج بأن وضع الخزان حرج، وعلى الخطة التنفيذية المعدة للتعامل مع ذلك، وجهود حشد التمويل الدولي لها».
ووفق ما أوردته وكالة «سبأ»، شدد رئيس مجلس الوزراء اليمني على ضرورة وضع حد لتلاعب ميليشيا الحوثي بملف خزان «صافر» النفطي وعدم استخدامه كورقة ابتزاز سياسية، كما شدد على سرعة الانتقال إلى تنفيذ الخطة لتجنب الكارثة الوشيكة في حال تسرب النفط من الخزان.
وناقش عبد الملك مع المسؤول الأممي القضايا المتصلة بالوضع الإنساني على ضوء الهدنة الأممية القائمة، وأولوية تخفيف المعاناة الإنسانية من خلال رفع الحصار المفروض على تعز من قبل الحوثيين وفتح الطرقات وتسهيل عمل المنظمات الإغاثية ووصول المساعدات إلى مستحقيها.
واستعرض النقاش - بحسب المصادر - «الإطار العام للتنمية الذي تعده الأمم المتحدة بهدف تخصيص جزء من عمل المنظمات الدولية العاملة في اليمن لمسار التنمية بما يحقق الاستدامة وخلق فرص عمل للعيش الكريم، والمتوقع الانتهاء منه في يونيو (حزيران) المقبل، والتنسيق القائم بين الحكومة ومنظمات الأمم المتحدة لتعظيم الاستفادة من التعهدات المخصصة لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2022».
ونسبت المصادر اليمنية الرسمية إلى غريسلي أنه «أشاد بدعم الحكومة لجهود وأنشطة الأمم المتحدة، وما تبديه من تعاون كامل في معالجة قضية خزان صافر النفطي وتفادي الكارثة الوشيكة»، وأنه «أشار إلى حرص الأمم المتحدة ومنظماتها على تعزيز الشراكة مع الحكومة في مختلف الجوانب».
على صعيد الخروق الحوثية، اتهم الإعلام العسكري للجيش اليمني الميليشيات بأنها واصلت انتهاكها للهدنة في جبهات القتال بمحافظات مأرب والجوف وحجّة والحديدة وتعز والضالع.
وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن القوات رصدت 72 خرقاً للهدنة ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإيرانية يوم السبت 9 أبريل، منها 11 خرقاً للهدنة في جبهات الساحل الغربي، و10 خروق للهدنة في جبهات القتال بمحافظة مأرب، و19 خرقاً في جبهات القتال بمحور تعز وجبهة الفاخر بالضالع، و17 خرقاً للهدنة في جبهات القتال غرب محافظة حجة، و11 خرقاً في جبهات شرق وشمال الجوف، و4 خروق في جبهتي رغوان والكسارة.
وبحسب تقرير الإعلام العسكري، تنوّعت الخروق بين استهداف مواقع قوّات الجيش في جميع الجبهات بالمدفعية والعيارات، إضافة إلى محاولات تسلل وتحركات واستحداث مواقع وخنادق وتحليق الطائرات المسيّرة الاستطلاعية.
واتهم التقرير الميليشيات بأنها استمرت في الدفع بتعزيزات بشرية وعتاد إلى أغلب الجبهات، كما دفعت بآليات عليها عيارات في الجبهات الجنوبية بمحافظة مأرب.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.