تقرير: «داعش» يتمدد في باكستان وأفغانستان

داخل مسجد تعرض لتفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» في باكستان (أ.ب)
داخل مسجد تعرض لتفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» في باكستان (أ.ب)
TT

تقرير: «داعش» يتمدد في باكستان وأفغانستان

داخل مسجد تعرض لتفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» في باكستان (أ.ب)
داخل مسجد تعرض لتفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» في باكستان (أ.ب)

كان الشاب بشير مقاتلاً في حركة «طالبان» لم يتجاوز سن المراهقة عندما استولى تنظيم «داعش» على قريته في شرق أفغانستان، منذ ما يقرب من 8 سنوات، حين اعتقل مسلحو «داعش» أعضاء من «طالبان» وقتلوهم، وأجبروا أسرهم على مشاهدة ذلك.
هرب بشير وعاش مختبئاً خلال السنوات التالية عندما سيطر تنظيم «داعش» على عدة مناطق في ولاية ننكرهار. وبمرور الوقت، ارتقى بشير في صفوف «طالبان»، ويُعرف الآن باسم المهندس بشير، وهو رئيس مخابرات «طالبان» في شرق أفغانستان، وله دور قيادي في عملية عسكرية لدحر تنظيم «داعش».
وقال بشير لوكالة «أسوشييتيد برس» الأميركية في مقابلة أُجريت معه مؤخراً في جلال آباد، عاصمة ننكرهار: «لا أستطيع أن أشرح قسوتهم بالكلمات، مهما كان ما يتبادر إلى ذهنك، لقد فعلوا أكثر من ذلك».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1512002742847516681
ومنذ وصولها إلى السلطة في أفغانستان قبل ثمانية أشهر، روّجت «طالبان» لنجاحها في قمع تنظيم «داعش»، لكن الحقيقة أن التنظيم الإرهابي توسع في باكستان المجاورة، وصعّد هجماته هناك. ويقول محللون إن تنظيم «داعش» لا يزال «من أكثر الجماعات دموية في المنطقة التي أفرزت العديد من المنظمات المتطرفة العنيفة».
في شمال غربي باكستان، كان الدليل واضحاً جداً، حيث لا تزال بقايا تفجير انتحاري تبناه «داعش» ظاهرة على الجدران المزخرفة في أحد مساجد مدينة بيشاور، بعد أسابيع من التفجير الذي أسفر عن مقتل أكثر من 60 من المصلين. وقال «داعش» إن التفجير نفذه انتحاري أفغاني من كابل.
وأفزع تفجير المسجد الباكستانيين، وعمّق مخاوفهم من تجدد الهجمات الإرهابية في بلادهم، بعد تراجع مطرد في العقد الماضي. وقال أمير رنا، المدير التنفيذي للمعهد الباكستاني لدراسات السلام، إن تصاعد الهجمات الإرهابية «بدأ العام الماضي وهو يتسارع الآن».
وبحلول أواخر مارس (آذار) من هذا العام، شهدت باكستان 52 هجوماً من قبل متطرفين، مقارنة بـ35 في نفس الفترة من العام الماضي، وفقاً لبيانات المعهد. كما أصبحت الهجمات أكثر فتكاً. وقُتل هذا العام 155 شخصاً جراء هذه الهجمات مقارنة بـ68 في العام الماضي.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1508773967728820224
ورغم تراجع هجمات «داعش» في أفغانستان خلال السنوات الماضية بعد ظهوره في شرق البلاد لأول مرة عام 2014. بفعل الهجمات الجوية للجيش الأميركي، إلا أن انسحاب الأخير بعد استيلاء «طالبان» على الحكم في أغسطس (آب)، أعاد تنظيم «داعش» للصورة كأكبر تحدٍ أمني لـ«طالبان».
ويقول بشير إن «طالبان» نجحت إلى حد كبير في كبح جماح «داعش» في أفغانستان. ويضيف: «لقد سيطرنا على كل مناطقهم... وفي الوقت الحالي، قد يكون هناك بعض الأشخاص الذين اختبأوا في المنازل (لكن) ليس لديهم أي منطقة تحت سيطرتهم».
إلا أن تهديد تنظيم «داعش» في أفغانستان أصبح أكثر صعوبة في السيطرة عليه، وفق محللين أميركيين. وقالت الدكتورة أميرة جادون، الأستاذ المساعد في مركز مكافحة الإرهاب بالأكاديمية العسكرية الأميركية في ويست بوينت، إن تنظيم «داعش» قد يكون أضعف مما كان عليه في عام 2019. لكنه «تحول من حركة تمرد إلى جماعة إرهابية نموذجية، وهي جماعة خفية لكنها مهمة».


مقالات ذات صلة

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».