واشنطن تسابق «الزمن» لحشد الدعم التشريعي والعسكري لأوكرانيا

واشنطن تسابق «الزمن» لحشد الدعم التشريعي والعسكري لأوكرانيا
TT

واشنطن تسابق «الزمن» لحشد الدعم التشريعي والعسكري لأوكرانيا

واشنطن تسابق «الزمن» لحشد الدعم التشريعي والعسكري لأوكرانيا

تواصل الولايات المتحدة جهودها على كافة الأصعدة الدبلوماسية والعسكرية، وكذلك التشريعية، لمساعدة أوكرانيا في الحرب التي تواجهها البلاد من قبل الغزو الروسي، إذ بلغ مجموع المساعدات العسكرية حتى الآن ملياري دولار.
هذه التحركات التي تكاد أن تكون من أقوى وأسرع الردود على الصعيد الدولي، لم تظهر قوة اتحاد الدول الغربية أمام الغزو الروسي لأوكرانيا فقط؛ بل استطاعت توحيد القطاعات والمؤسسات الأميركية كذلك، إذ يعتقد عديد من المراقبين أن الفرعين التنفيذي والتشريعي في البلاد متفقان على أسس الرد والتعامل مع الأزمة.
جون كيربي متحدث وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أكد في مؤتمره الجمعة الماضي، أن بلاده قدّمت من المساعدات العسكرية ما لم تستطع أي دولة أخرى تقديمه؛ مشيراً إلى السرعة في اتخاذ القرارات من الناحية اللوجستية وكذلك من الناحية الزمنية. وقال: «نحن نعمل بجد بشكل لا يصدق، وعلى نطاق غير مسبوق، لمساعدة دولة أخرى في الدفاع عن نفسها»، لافتاً إلى أن لغة الأرقام في حد ذاتها كفيلة بتأكيد ذلك، فقد تنامى الدعم الأميركي من 100 مليون دولار، إلى 200 مليون، ثم 800 مليون دولار، لينتهي به المطاف إلى ملياري دولار: «وهو ما يعادل تقريباً ميزانية الدفاع الأوكرانية».
وأضاف: «فعلنا ذلك بشكل شبه قياسي في وقت قياسي، فنحن نبحث عن السرعة التي تنتقل بها هذه الأشياء إلى هناك. لذلك كنا نفعل كل ما في وسعنا بأسرع ما يمكن، وفي الوقت نفسه نفعل كل ما في وسعنا لتعزيز الجناح الشرقي لحلف (الناتو). انتقلنا من حوالي 80 ألف جندي في أوروبا في منتصف فبراير (شباط) إلى أكثر من 100 ألف جندي، مع إعادة تموضع داخل أوروبا في دول مثل سلوفاكيا. ولا يمكن لأي دولة أخرى القيام بذلك من منظور لوجستي».
ومع ذلك، يعتقد كيربي بأن شعوراً داخلياً، وهو القلق، ينتاب متخذي القرارات في البلاد بأنهم «لا يفعلون ما يكفي ولا نقوم بما يكفي بشكل أسرع، أعني أنه لا توجد مقارنة تاريخية بين ما نقوم به الآن وأي شيء فعلناه في الماضي».
وعلى صعيد آخر، أظهر مشرعون في الكونغرس نهاية الأسبوع الماضي، أنهم جادون في مساعدة أوكرانيا والرد على روسيا، وإرسال رسالة للرئيس بوتين بأن «بايدن ليس الوحيد الذي عليه أن يقلق بشأنه في الولايات المتحدة، الكونغرس أيضاً»، كما نقلت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية. فبعد أسابيع من التأخير، أقر مجلسا الشيوخ والنواب بالإجماع، تشريعات لعزل موسكو عن الاقتصاد العالمي، بطرق يقر البعض بأنها يمكن أن تصبح دائمة، وهي المرة الأولى التي يرسل فيها الكونغرس إجراءات عقابية إلى مكتب بايدن منذ بدء الغزو.
ولا يوجد سبب واحد يجمع المشرعين معاً إلا هذا الأمر، على الرغم من بعض التسريبات التي خرجت للإعلام الأميركي، عن «اعتقاد متغير بأن أوكرانيا يمكنها فعلاً الفوز في الحرب، وليس مجرد صد الروس، وأن حليفة الولايات المتحدة ستحتاج إلى شهور أو حتى سنوات من المساعدة الأميركية للقيام بذلك».
ويقول السيناتور جون كورن، الجمهوري من ولاية تكساس، إنه يعتقد أن «التهديد الوشيك لأمننا هو الصين؛ لكن من الواضح أنه لا يمكنك تجاهل رجل لديه مجموعة من الأسلحة النووية التكتيكية ويمزق قناعه نوعاً ما، ويكشف عن ذلك النوع من المجرمين»، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولطالما أكد مشرّعون في الكونغرس، أن تمرير إجراءات تشريعية لمساعدة أوكرانيا، سيكون إشارة أكبر لدعم أميركا لأوكرانيا؛ حيث يمكن للرئيس أن يفعل الكثير من خلال الإجراءات التنفيذية؛ لكن المشرعين الذين يصوغون مشروعات القوانين ويمررونها يجعلون الإجراءات ثابتة. بالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع الرئيس بوتين الآن الاعتماد على الكونغرس المنقسم لإضعاف عزيمة أميركا، فقد وحدت أفعاله في أوكرانيا المتنافسين السياسيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس.


مقالات ذات صلة

قديروف: هجوم مسيّرة أطلقتها أوكرانيا يسقط مدنيين في عاصمة الشيشان

أوروبا رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف (رويترز)

قديروف: هجوم مسيّرة أطلقتها أوكرانيا يسقط مدنيين في عاصمة الشيشان

نقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن رمضان قديروف رئيس الشيشان قوله اليوم الأربعاء إن طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا هاجمت العاصمة غروزني وتسببت في سقوط مدنيين.

«الشرق الأوسط» (غروزني)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (رويترز)

«الناتو» يدعو الغرب لتوفير «دعم كافٍ» لأوكرانيا لـ«تغيير مسار» الحرب

حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، الأربعاء، أعضاء الناتو على تزويد أوكرانيا بما يكفي من أسلحة لـ«تغيير مسار» الحرب.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يمين) والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أمين الناتو يحذر ترمب من «تهديد خطير» لأميركا إذا دفعت أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ

حذر الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» ترمب من أن الولايات المتحدة ستواجه «تهديداً خطيراً».

«الشرق الأوسط» (لندن )
المشرق العربي أشخاص ورجال إنقاذ سوريون يقفون بالقرب من أنقاض مبنى في موقع غارة جوية على حي في مدينة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في شمال سوريا، 2 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا تحمّل روسيا وإيران مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا

قالت أوكرانيا، الاثنين، إن روسيا وإيران تتحملان مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا، حيث سيطرت «هيئة تحرير الشام» وفصائل حليفة لها على مساحات واسعة من الأراضي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في أثينا 26 أكتوبر 2020 (رويترز)

لافروف يتهم الغرب بالسعي إلى وقف إطلاق النار لإعادة تسليح أوكرانيا

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الدول الغربية، الاثنين، بالسعي إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بهدف إعادة تسليح كييف بأسلحة متطورة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

قائدا الجيشين الأميركي والروسي يجريان اتصالا هاتفيا وسط تصاعد التوتر

فرقاطة رروسية تطلق صاروخا من طراز زيركون الفرط الصوتي خلال المناورة التي جرت شرق المتوسط (رويترز)
فرقاطة رروسية تطلق صاروخا من طراز زيركون الفرط الصوتي خلال المناورة التي جرت شرق المتوسط (رويترز)
TT

قائدا الجيشين الأميركي والروسي يجريان اتصالا هاتفيا وسط تصاعد التوتر

فرقاطة رروسية تطلق صاروخا من طراز زيركون الفرط الصوتي خلال المناورة التي جرت شرق المتوسط (رويترز)
فرقاطة رروسية تطلق صاروخا من طراز زيركون الفرط الصوتي خلال المناورة التي جرت شرق المتوسط (رويترز)

قال الجيش الأميركي، أمس الأربعاء، إن قائد الأركان المشتركة الجنرال تشارلز كيو براون تحدث هاتفيا مع رئيس الأركان العامة الروسي فاليري غيراسيموف الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها براون مع نظيره الروسي.

وقال متحدث باسم براون في بيان إن الاثنين «ناقشا عددا من القضايا الأمنية العالمية والإقليمية بما في ذلك الصراع الدائر في أوكرانيا». وجرت المكالمة النادرة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) لكن «بناء على طلب الجنرال غيراسيموف، وافق الجنرال براون على عدم الإعلان بشكل استباقي عن المكالمة».

وذكر مسؤول أميركي لقناة «إي بي سي» أن موسكو «حذرت واشنطن خلال المكالمة من أنها ستنفذ تجارب لإطلاق صواريخ تفوق سرعة الصوت في شرق المتوسط»، وأن «على السفن الأميركية الابتعاد عن منطقة الهدف لأسباب تتعلق بالسلامة».

وقال المتحدث إن وزارة الدفاع الروسية هي من طلبت المكالمة. وزاد التوتر في الأسابيع الأخيرة بعدما أطلقت أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية على أهداف داخل روسيا على الرغم من تحذيرات موسكو بأنها ستعتبر مثل هذا الإجراء تصعيدا كبيرا.