علاج محتمل لفقدان الشم والتذوق عند مرضى «كوفيد ـ 19»

باحثان في مختبر يبحث في فيروس كورونا (COVID-19) في Biobot Analytics ، في كامبريدج ، ماساتشوستس ، الولايات المتحدة ، 22 فبراير ، 2022. رويترز
باحثان في مختبر يبحث في فيروس كورونا (COVID-19) في Biobot Analytics ، في كامبريدج ، ماساتشوستس ، الولايات المتحدة ، 22 فبراير ، 2022. رويترز
TT

علاج محتمل لفقدان الشم والتذوق عند مرضى «كوفيد ـ 19»

باحثان في مختبر يبحث في فيروس كورونا (COVID-19) في Biobot Analytics ، في كامبريدج ، ماساتشوستس ، الولايات المتحدة ، 22 فبراير ، 2022. رويترز
باحثان في مختبر يبحث في فيروس كورونا (COVID-19) في Biobot Analytics ، في كامبريدج ، ماساتشوستس ، الولايات المتحدة ، 22 فبراير ، 2022. رويترز

لم يكن هدف علاج فقدان حاستي الشم والذوق المميز لبعض حالات «كوفيد - 19»، في أذهان مجموعة من باحثي كلية الطب بجامعة ييل الأميركية، عندما شرعوا في إجراء دراسة في ربيع عام 2020 حول فاعلية دواء للبنكرياس، كعلاج لـ«كورونا المستجد».
كان العلماء، بقيادة جوزيف فينيتس، اختصاصي الأمراض المعدية، مهتمين بمعرفة ما إذا كان الدواء الفموي «كاموستات ميسيلات»، المستخدم لعلاج التهاب البنكرياس يمكن أن يقلل من الحمل الفيروسي (كمية الفيروس في الجسم)، ويحسن الأعراض لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم حديثاً بـ«كوفيد - 19».
استمرت الدراسة، المتوفرة على موقع ما قبل الطباعة (medrxiv) ، ولم يتم نشرها بعد في مجلة تمت مراجعتها من قبل الأقران، من يونيو (حزيران) 2020 إلى أبريل (نيسان) 2021، وأظهرت أن الدواء، لم يفعل الكثير لتقليل الحمل الفيروسي، ولكن ما أدهش الباحثين، جلب الدواء نوعاً مختلفاً من الفوائد.
ويقول فينيتس في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة ييل، إن «المرضى الذين تلقوا الدواء لم يفقدوا أي حاسة شم أو تذوق، وكان هذا اكتشافاً مذهلاً». ويضيف: «ما توصلنا له مهم للغاية، لأن فقدان حاسة الشم وفقدان التذوق من الأعراض الشائعة لــ(كوفيد - 19) بالنسبة للكثيرين، ورغم أن الحواس تعود مع تلاشي العدوى، لكن بالنسبة للبعض، يظل التأثير باقياً بدرجات متفاوتة، ومع متغير (أوميكرون)، لا يزال من الممكن حدوث هذه الأعراض، ولكن ليس بمعدل حدوثها نفسه مع المتغيرات الأخرى».
وعن كيفية اكتشاف «مفاجأة» فاعلية هذا الدواء في منع فقدان حاسة التذوق والشم، أوضح فينيتس أنه كان متحمساً في الأصل للنظر في فاعلية دواء «كاموستات ميسيلات» في تقليل الحمل الفيروسي، بعدما رأى دراسة نُشرت في أبريل 2020 بدورية «سيل»، أظهرت كيف يمكن لهذا الدواء أن يمنع فيروس «كورونا المستجد» من دخول الخلايا.
وعلى أثر ذلك، قام فينيتس بتجنيد العديد من الباحثين لاختبار هذا الأمر، في تجربة سريرية ضمت 70 مشاركاً ثبتت إصابتهم بـ«كوفيد - 19»، وأخذ المشاركون الدواء أربع مرات في اليوم لمدة سبعة أيام.
ورغم توقف التجربة بمجرد أن اتضح أن الهدف الرئيسي لتقليل الحمل الفيروسي لم يحدث، وجد الباحثون نتائج مفاجئة حول فاعلية الدواء في منع فقدان حاسة الشم والتذوق، وهو ما يتطلب تأكيده عبر دراسة إضافية.
ويقول فينيتس: «لكي يصبح دواء (كاموستات ميسيلات) متاحاً للاستخدام في منع فقدان التذوق أو الرائحة المرتبط بـ(كوفيد - 19)، يجب أن تكون هناك تجربة سريرية من المرحلة الثالثة، وتقديم طلب إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) للاستخدام في حالات الطوارئ، وهذا سيستغرق بعض الوقت».
ومع ذلك، يأمل فينيتس ورفاقه، في أن يكون لاكتشافهم المفاجئ تأثير إيجابي على مكافحة «كوفيد - 19»، وأن يكون هذا العقار بمثابة فرصة لعلاج واحد من أخطر أعراض المرض.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.