لم يكن هدف علاج فقدان حاستي الشم والذوق المميز لبعض حالات «كوفيد - 19»، في أذهان مجموعة من باحثي كلية الطب بجامعة ييل الأميركية، عندما شرعوا في إجراء دراسة في ربيع عام 2020 حول فاعلية دواء للبنكرياس، كعلاج لـ«كورونا المستجد».
كان العلماء، بقيادة جوزيف فينيتس، اختصاصي الأمراض المعدية، مهتمين بمعرفة ما إذا كان الدواء الفموي «كاموستات ميسيلات»، المستخدم لعلاج التهاب البنكرياس يمكن أن يقلل من الحمل الفيروسي (كمية الفيروس في الجسم)، ويحسن الأعراض لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم حديثاً بـ«كوفيد - 19».
استمرت الدراسة، المتوفرة على موقع ما قبل الطباعة (medrxiv) ، ولم يتم نشرها بعد في مجلة تمت مراجعتها من قبل الأقران، من يونيو (حزيران) 2020 إلى أبريل (نيسان) 2021، وأظهرت أن الدواء، لم يفعل الكثير لتقليل الحمل الفيروسي، ولكن ما أدهش الباحثين، جلب الدواء نوعاً مختلفاً من الفوائد.
ويقول فينيتس في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة ييل، إن «المرضى الذين تلقوا الدواء لم يفقدوا أي حاسة شم أو تذوق، وكان هذا اكتشافاً مذهلاً». ويضيف: «ما توصلنا له مهم للغاية، لأن فقدان حاسة الشم وفقدان التذوق من الأعراض الشائعة لــ(كوفيد - 19) بالنسبة للكثيرين، ورغم أن الحواس تعود مع تلاشي العدوى، لكن بالنسبة للبعض، يظل التأثير باقياً بدرجات متفاوتة، ومع متغير (أوميكرون)، لا يزال من الممكن حدوث هذه الأعراض، ولكن ليس بمعدل حدوثها نفسه مع المتغيرات الأخرى».
وعن كيفية اكتشاف «مفاجأة» فاعلية هذا الدواء في منع فقدان حاسة التذوق والشم، أوضح فينيتس أنه كان متحمساً في الأصل للنظر في فاعلية دواء «كاموستات ميسيلات» في تقليل الحمل الفيروسي، بعدما رأى دراسة نُشرت في أبريل 2020 بدورية «سيل»، أظهرت كيف يمكن لهذا الدواء أن يمنع فيروس «كورونا المستجد» من دخول الخلايا.
وعلى أثر ذلك، قام فينيتس بتجنيد العديد من الباحثين لاختبار هذا الأمر، في تجربة سريرية ضمت 70 مشاركاً ثبتت إصابتهم بـ«كوفيد - 19»، وأخذ المشاركون الدواء أربع مرات في اليوم لمدة سبعة أيام.
ورغم توقف التجربة بمجرد أن اتضح أن الهدف الرئيسي لتقليل الحمل الفيروسي لم يحدث، وجد الباحثون نتائج مفاجئة حول فاعلية الدواء في منع فقدان حاسة الشم والتذوق، وهو ما يتطلب تأكيده عبر دراسة إضافية.
ويقول فينيتس: «لكي يصبح دواء (كاموستات ميسيلات) متاحاً للاستخدام في منع فقدان التذوق أو الرائحة المرتبط بـ(كوفيد - 19)، يجب أن تكون هناك تجربة سريرية من المرحلة الثالثة، وتقديم طلب إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) للاستخدام في حالات الطوارئ، وهذا سيستغرق بعض الوقت».
ومع ذلك، يأمل فينيتس ورفاقه، في أن يكون لاكتشافهم المفاجئ تأثير إيجابي على مكافحة «كوفيد - 19»، وأن يكون هذا العقار بمثابة فرصة لعلاج واحد من أخطر أعراض المرض.
علاج محتمل لفقدان الشم والتذوق عند مرضى «كوفيد ـ 19»
علاج محتمل لفقدان الشم والتذوق عند مرضى «كوفيد ـ 19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة