طهران تزج بالحرس الخاص في المدن الكردية بـ«سلطات مطلقة»

اضطرابات في شرق إيران بعد مقتل اثنين من البلوش

طهران تزج بالحرس الخاص في المدن الكردية بـ«سلطات مطلقة»
TT

طهران تزج بالحرس الخاص في المدن الكردية بـ«سلطات مطلقة»

طهران تزج بالحرس الخاص في المدن الكردية بـ«سلطات مطلقة»

واصل النظام الإيراني، أمس، عمليات اعتقال الناشطين والمواطنين الأكراد في مدن كردستان إيران، وشملت الاعتقالات غالبية المشاركين في المظاهرات التي تشهدها تلك المدن الغاضبة على انتحار الفتاة الكردية فه ريناز خوسره واني، بعدما حاول عنصر مخابرات اغتصابها في الفندق، الذي كانت تعمل فيه في مهاباد، الخميس الماضي.
وقال سوران بالاني، مسؤول العلاقات العربية في حزب الكوملة الكردي في إيران، لـ«الشرق الأوسط»: «السلطات الإيرانية عممت قائمة بأسماء 120 شخصا من المشاركين في المظاهرات، على مؤسساتها الأمنية في مدن كردستان إيران، وبدأت بحملة واسعة لاعتقالهم، واعتقلت اليوم (أمس) 35 مواطنا آخر في مدينة سردشت». وتابع أن «الأمن الإيراني يراقب الأشرطة المصورة لهذه المظاهرات ويعتقل المشاركين فيها»، مضيفا أن بين الذين اعتقلوا ثلاث نساء. وقال إن «أجهزة النظام الإيراني مارست خلال اليومين الماضيين أقسى أنواع التعذيب ضد المعتقلين، وكسرت أطراف وأنوف غالبيتهم، فيما عزلت من خلال قواتها المدن الكردية عن بعضها البعض، ومنعت التنقل بينها خوفا من انتشار حركة الاضطرابات فيها».
وأشار إلى أن القوات الخاصة التي جاء بها النظام إلى المدن الكردية «هي قوات الحرس الخاص، وعناصرها ملثمون، ولديهم سلطة مطلقة لقتل كل من يقف في وجههم».
من جهته، قال قادر وريا القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة الإيرانية أعلنت حالة التأهب القصوى في مدن كردستان إيران، وهي تواصل إرسال القوات إلى هذه المناطق، والمواطنون في تلك المدن غاضبون وينتظرون الفرصة للخروج بمظاهرة للتعبير عن غضبهم لممارسات النظام، في حين يمنع النظام الناس من الخروج في مظاهرات سلمية، لكن الجهود متواصلة في هذا الإطار، فالناشطون المدنيون يواصلون فيما بينهم الخطوات من أجل إدامة هذه المظاهرات، وهناك اجتماعات مستمرة بين الأطراف السياسية الكردية المعارضة في إيران لتوحيد الجهود، والعمل بشكل أكبر على هذه المظاهرات في الداخل والخارج». وتابع: «حاليا المتظاهرون يتخذون طريقا سلميا للتعبير عن غضبهم، لكن إذا واصلت طهران منع الناس من الخروج في هذه المظاهرات، فحينها سيتخذ المواطنون طرقا أخرى». وكشف وريا أن عدد المعتقلين في مهاباد وحدها بلغ أمس 200 معتقل، مؤكدا أن الحكومة الإيرانية «لا تمتلك في كردستان إيران أي مكانة وغير موثوق فيها، وهي تواصل قمع الأكراد وتهميشهم، وأعدمت خلال العام الماضي العشرات من الشبان الكرد».
واندلعت أمس مظاهرات حاشدة في إقليم بلوشستان، شرق إيران، الذي يقطنه البلوش الذين يشكلون جزءا كبيرا من السنة في إيران، وذلك على خلفية قتل الشرطة الإيرانية لاثنين من البلوش، وحرق سيارتهما.
وقال مسؤول العلاقات العربية في حزب الكوملة الكردي في إيران: «حسب المعلومات التي وردتنا، احتشد أمس الآلاف من مواطني إقليم بلوشستان في شوارع مدنهم، ردا على مقتل اثنين منهم على يد القوات الإيرانية، وحدثت اشتباكات بين الجانبين، وهاجم المتظاهرون مراكز شرطة المنطقة، وما زالت المواجهات مستمرة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.