أزياء رمضانية مصرية مستلهمة من التراث السيوي

مُطعمة بالصدف وبلورات الملح والجلود الطبيعية

عباءة فضفاضة من الكتان والساتان وكوليه من الفضة  -  عباءتان من الحرير والساتان باستخدام الألوان الديجيتال
عباءة فضفاضة من الكتان والساتان وكوليه من الفضة - عباءتان من الحرير والساتان باستخدام الألوان الديجيتال
TT

أزياء رمضانية مصرية مستلهمة من التراث السيوي

عباءة فضفاضة من الكتان والساتان وكوليه من الفضة  -  عباءتان من الحرير والساتان باستخدام الألوان الديجيتال
عباءة فضفاضة من الكتان والساتان وكوليه من الفضة - عباءتان من الحرير والساتان باستخدام الألوان الديجيتال

تستلهم مصممة الأزياء المصرية نيها حته، تراث واحة سيوة القابعة بالصحراء الغربية، لتصميم مجموعة جديدة من الأزياء النسائية (قفاطين، شرولات، صديريات، عباءات) خلال شهر رمضان، التي تتناسب مع الأجواء الحارة والعمل داخل المنزل، والمناسبات والزيارات العائلية.
نيها حته أطلقت على مجموعة تصميماتها الرمضانية اسم «اظما نيسيون» التي تعني باللغة الأمازيغية «التطريز السيوي»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»، إن تنفيذ مجموعة أزيائها تقوم على فكرة تطوير الزي السيوي التقليدي بشكل حديث عبر ربطه بالفن التشكيلي، وقد استعارت العناصر الأساسية الفلكلورية في واحة سيوة من ألوان وغرز نسيجية وموتيفات دون تغيير، لتبرز ما تشكله هذه العناصر من تأثيرات على حياة النساء وطريقة معيشتهن، وما لها من دور في تشكيل عاداتهن وممارساتهن اليومية.
تعتمد حته في تصميماتها الجديدة على بُعدين مهمين؛ الأول تاريخي وتراثي، والثاني مواكب للشهر الكريم، فقد جعلت الملابس فضفاضة مريحة تبعث بألوانها وموتيفاتها المتنوعة البهجة، حسب المصممة المصرية. ومن بين هذه التصميمات قدمت قفطاناً من الكتان، رسمت عليه أيقونات مثل الشمس والإبريق والسمكة.
كما قامت نيها حته بتصميم شروال يعلوه صديري فضفاض، صنعت بعضه من الكتان وبعضه الآخر من القطن المصري، فضلاً عن الساتان والحرير الطبيعي، وهو ذو صبغة شبابية يناسب الزيارات وحفلات الاستقبال الرمضانية، ويصلح للخروج في ساعات النهار، وتم تطعيمه بالأزرار المصنوعة من الصدف.
وطعمت حته أقمشتها ببلورات الملح بعد أن قامت بمعالجتها بطريقة تقاوم العرق وتجعلها لا تتأثر بالماء، وفي بعض التصميمات كان البطل هو الرسم بطريقة يدوية، واستخدمت فيه خيوط ذات تأثير فسفوري، تخطف الأنظار، هذا بالإضافة للموتيفات المرسومة على الحقائب الملحقة بالشروال، والشراشيب الموجودة على الصديري، والأساور والكوليهات التي تطوق أعناق النساء، والمصنوعة من الفضة القديمة والمرصعة بالأحجار الكريمة، التي استعانت بها الفنانة في تجميل جيوب الصديريات والشراويل.
وحسب حته، فإن أهم ما يميز هذه التصميمات، أن ألوانها مستوحاة من أشعة الشمس، التي تعرفها القبائل الأمازيغية جيداً، وتتراوح بين الأصفر والبرتقالي والبني والأحمر، كما عكست الألوان مراحل نضوج التمر فوق نخيله، وتنقله من الأخضر للأصفر والأحمر ثم البني والأسمر.
وتشير حته إلى أن كل لون من هذه الألوان له درجاته التي تختزن في طياتها تأثيرات معينة على أرواح النساء الأمازيغيات، وتضفي نوعاً من الراحة على حالاتهن النفسية، وقد قامت بوضع ذلك في الاعتبار وهي تقوم بعمليات التطريز والرسم على كل موديل، كما عملت على استخدام غرز معينة داخل الأقمشة المستخدمة في التصميمات، تتنوع بين السمكة والحجاب الذي يشبه شكل المثلث، وقد طعمتها بأزرار من الصدف، عند تصميم العباءات والصديريات.
واستفادت حته في عدد من التصميمات من النسيج المغزول على أنوال بيد سيدات من سيوة، أما الأقراط التي قامت بتصميمها من بلورات الملح المستخرجة من بحيرات سيوة، فتشير إلى أنها تخلص من يرتدينها من الطاقة السلبية، وتمنحهن نوعاً من الطاقة الإيجابية، وتشعرهن بالراحة، على حد تعبيرها.
وصممت حته الأقراط على شكل مستطيل، أما الكوليهات التي تطوق أعناق النساء فصنعتها من الفضة القديمة، وزودت بعضها بالكثير من الخامات البيئية من القواقع ونوى البلح بعد صنفرته والأصداف والجلود الطبيعية، رصعت بها أقمشة بعض الموديلات المصنوعة من الساتان والحرير.


مقالات ذات صلة

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

لمسات الموضة الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

على الرغم من عدم فوز أي مغربي أو مغربية بأي جائزة هذا العام، فإن مراكش كانت على رأس الفائزين.

جميلة حلفيشي (مراكش)
لمسات الموضة ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

احتفلت «بولغري» مؤخراً بطرح نسخ جديدة من مجموعة «توبوغاس» عادت فيها إلى البدايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق من ألف ليلة (المعرض)

معرض عن ليزا بِين أول عارضة أزياء في العالم

قد لا يبدو اسمها مألوفاً للأجيال الجديدة، لكن ليزا فونساغريفس (1911 ـ 1992) كانت واحدة من أيقونات الموضة في النصف الأول من القرن الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.