ناشطون عراقيون يتوجهون إلى ألمانيا للعلاج على نفقة الحكومة

الكاظمي لدى استقباله جرحى الاحتجاجات وعوائلهم (رئاسة الوزراء العراقية)
الكاظمي لدى استقباله جرحى الاحتجاجات وعوائلهم (رئاسة الوزراء العراقية)
TT

ناشطون عراقيون يتوجهون إلى ألمانيا للعلاج على نفقة الحكومة

الكاظمي لدى استقباله جرحى الاحتجاجات وعوائلهم (رئاسة الوزراء العراقية)
الكاظمي لدى استقباله جرحى الاحتجاجات وعوائلهم (رئاسة الوزراء العراقية)

توجه عدد من الناشطين العراقيين، أمس (الجمعة)، إلى ألمانيا لتلقي العلاج بعد تعرضهم لإصابات خطيرة في المظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 ضد الفساد وسوء الإدارة وتغوّل دور الميليشيات والسلاح المنفلت.
واستقبل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، مساء أول من أمس (الخميس)، جرحى المظاهرات مع عوائلهم، قبيل سفرهم إلى الخارج. وأشاد الكاظمي خلال لقائه الجرحى بـ«تضحياتهم وتصديهم من أجل الإصلاح، وتلبية المطالب المحقة للمواطنين، متمنياً لهم الشفاء التام وسلامة السفر». وأثنى على جهود المكلف بإدارة وزارة الصحة ومكتب رئاسة الوزراء اللذين «بذلا جهوداً مضاعفة لتجاوز بطء إجراءات السفر؛ بسبب الظروف الدولية المتمثلة بجائحة (كورونا)، فضلاً عن بطء التشريعات والبيروقراطية».
واستمرت «احتجاجات تشرين» لأكثر من عام وسقط خلالها نحو 700 قتيل و20 ألف مصاب بين المتظاهرين نتيجة العنف المفرط الذي استخدمته قوات الأمن ضدهم، إلى جانب تعرض المئات من عناصر الأمن ومكافحة الشغب لإصابات متفاوتة.
وطبقاً لبعض المصادر، يبلغ عدد الناشطين المغادرين للعلاج في الخارج 11 وضمنهم الناشط النجفي الشهير كميل قاسم الذي تعرض لإصابة رصاصة في الظهر شلّت حركته وأبقته طريح الفراش لعامين. وكتب قاسم في منشور على «فيسبوك»، أمس، أن رحلة علاجه ستبدأ الجمعة في ألمانيا و«سوف تكون على حساب الدولة، حيث خصصت لي ولباقي الجرحى مبلغاً محدداً». وأضاف أنه في حال تطلب العلاج مبالغ أكثر فسيستعين بمبلغ تم جمعه من تبرعات بهدف علاجه. وتعرض كميل للإصابة بعد قيام عناصر يُشتبه بانتمائهم للتيار الصدري باقتحام «ساحة الصدرين» في النجف مطلع فبراير (شباط) 2020 لتفريق المتظاهرين وطردهم من الساحة التي كانت قد تحولت إلى معقل للاحتجاجات.
وكان ناشطون في محافظة النجف وفي مقدمهم أبو زين العابدين الحسناوي قد أطلقوا العام الماضي حملة تبرع واسعة لعلاج كميل قاسم تمكنوا خلالها من جمع مبلغ 282 مليون دينار عراقي (أكثر من 175 ألف دولار)، طبقاً لأبو زين العابدين الذي قال إن رحلة العلاج لم تكتمل لصعوبة حصول الناشطين والمتبرعين على سمة الدخول «فيزا» إلى ألمانيا. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «رئيس الوزراء تعهد بعلاج كميل قاسم ومجموعة من الجرحى ما سهّل عملية الحصول على سمات الدخول».
وعن مبلغ التبرعات الكبير نسبياً الذي حصل عليه قاسم، قال أبو زين العابدين إن «الأمر متروك لكميل، الذي يرقد في الفراش منذ سنتين نتيجة الشلل، في حال أراد التصرف بالمبلغ أو التبرع به لبقية الجرحى والمعاقين في (حراك تشرين)». وتابع: «في حال عدم كفاية الأموال المخصصة من الحكومة العراقية لكميل لغرض العلاج، سوف يتم تحويل أي مبلغ إلى ألمانيا يحتاج إليه كميل، لإكمال علاجه».
وتباينت الأنباء حول قيمة المبلغ الذي خصصته الحكومة العراقية لعلاج كل جريح بين 120 و150 ألف دولار، لكن المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء حيدر مجيد، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «المبلغ يخصَّص تبعاً للإصابة والعلاج وما يتطلبه ذلك من زيادة أو انخفاض في التكاليف». وأكد مجيد أن «المبالغ المخصصة فيها استثناء خاص من رئيس الوزراء لعلاج هؤلاء الناشطين، ذلك أن لجاناً خاصة في وزارة الصحة تقوم بإيفاد مختلف المواطنين الذين هم بحاجة إلى علاج خارج البلاد، لكنّ الناشطين لم يخضعوا لمعايير لجان وزارة الصحة وشروطها».
وإلى جانب الجرحى والمصابين من الناشطين، قال مجيد إن «الدولة تتكفل بسفر وإقامة مرافق واحد من ذوي الجرحى». وعن التعويضات الأخرى التي قدمتها الدولة للقتلى والمصابين من الناشطين، قال إنها «خصصت مبلغ 10 ملايين دينار لعوائل القتلى و5 ملايين لعوائل الجرحى».
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت العام الماضي إرسال الوجبة الثانية من جرحى المظاهرات للعلاج خارج البلاد. وقال متحدث حكومي وقتذاك إن «عدد الجرحى المغادرين هو 26 مصاباً وتشمل (الحالات) جميع الإصابات الخطرة مثل الشلل وإصابات الحبل الشوكي وإصابة العيون»، موضحاً أن أغلب الجرحى المغادرين (في الدفعة الأولى) هم من محافظة ذي قار كونها من أكثر المحافظات التي قدمت قتلى وجرحى خلال المظاهرات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.