اكتشاف جين فيروسي مسؤول عن الإصابة الشديدة بـ«كورونا»

الباحثون أكدوا أنه يمكن استهدافه بدواء جديد

باحثة تأخذ البلازما بعد عملية فصل من عينات الدم في جهاز الطرد المركزي في مركز أبحاث طبي في فلوريدا (رويترز)
باحثة تأخذ البلازما بعد عملية فصل من عينات الدم في جهاز الطرد المركزي في مركز أبحاث طبي في فلوريدا (رويترز)
TT

اكتشاف جين فيروسي مسؤول عن الإصابة الشديدة بـ«كورونا»

باحثة تأخذ البلازما بعد عملية فصل من عينات الدم في جهاز الطرد المركزي في مركز أبحاث طبي في فلوريدا (رويترز)
باحثة تأخذ البلازما بعد عملية فصل من عينات الدم في جهاز الطرد المركزي في مركز أبحاث طبي في فلوريدا (رويترز)

كشف فريق بحثي بقيادة جاي جونغ، مدير المركز العالمي لأبحاث مسببات الأمراض وصحة الإنسان في أكاديمية «كليفلاند كلينيك» بأميركا، عن «الدور الحاسم الذي يلعبه جين فيروسي، في نتائج العدوى والأمراض الناجمة عن متلازمة الجهاز التنفسي الحاد الوخيم، الناتجة عن الإصابة بـ«ـكوفيد – 19».
وتوفر الدراسة المنشورة، أول من أمس، في دورية الجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة (mBio)، فهماً أكبر للآليات الجزيئية التي يمكن أن تسبب المرض الحاد، ويمكن أن تقود إلى علاجات جديدة، وهذه أول دراسة منشورة تستخدم عينات من السجل الخاص بـ«ـكوفيد – 19»، في مرفق تخزين المستودعات الحيوية، الذي يضم العينات البيولوجية مثل الدم والبلازما والبول، التي تحتوي على معلومات سريرية قيّمة وغير محددة الهوية من المرضى أو المشاركين في البحث الذين قدموا العينات.
وتقول لارا جيهي، مديرة معلومات البحوث في أكاديمية كليفلاند كلينك، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للأكاديمية، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يتطلب فهم صحة الإنسان والمرض دراسة العينات البيولوجية البشرية ومعرفة الوضع السريري المحيط بالمرض، وأتاح مخزن المستودعات الحيوية إمكانية تحقيق ذلك».
وفي حين أظهرت الدراسات السابقة أن «الأشخاص الذين يعانون من حالات شديدة من مرض (كوفيد–19) تظهر عليهم غالباً علامات متلازمة الضائقة التنفسية الحادة»؛ إلا أن «العديد من الجوانب الأساسية لفيروس (كورونا المستجد)، المسبب للمرض، لا تزال غير معروفة».
وفقاً للنتائج الجديدة التي توصل إليها الدكتور جونغ وفريقه، فإن «الجين الفيروسي (ORF8) يسهم في شدة وانتشار المرض». ويقول يونغ: «درس فريقنا مسببات الالتهاب الناتج عن (عاصفة السيتوكين) المناعية، وحدد (ORF8) باعتباره جيناً فيروسياً بارزاً، يرتبط بقدرة الفيروس على التسبب في الالتهاب والانتشار».
ويقول الدكتور شين وو، زميل ما بعد الدكتوراه في مختبر الدكتور يونغ، الباحث المشارك بالدراسة: «لقد علمنا أن المرضى المصابين بمتغيرات الفيروس التي تفتقر إلى الجين الفيروسي (ORF8) كانوا مرتبطين بنتائج عدوى أكثر اعتدالاً». ويضيف أن «عينات (كوفيد - 19)، التي قدمها مرفق تخزين المستودعات الحيوية، كانت ضرورية لفهم العلاقة بين مستويات الجين (ORF8) في بلازما المرضى، ودرجة شدة المرض، ويمكن أن يؤدي فهمنا لدور هذا الجين إلى علاجات جديدة يمكن أن تقدم فوائد للمرضى الذين يعانون من (كوفيد - 19) الحاد».
وتم إنشاء مرفق تخزين المستودعات الحيوية بتعاون بين «كليفلاند كلينك» وشركة «أزينتا ساينس»، في منطقة كليفلاند للابتكار شمال شرق أوهايو، ويضم عينات بيولوجية يمكن للباحثين الوصول إليها وتحليلها، ما يؤدي إلى تسريع البحث لتطوير علاجات جديدة للأمراض.
وتقول جيهي: «سيغير المرفق سرعة وتأثير أبحاثنا، والعمل الذي قام به الدكتور يونغ وفريقه باكتشاف الجين الفيروسي (ORF8) هو بداية ممتازة للعديد من الأعمال الأخرى المقبلة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».