الانسحاب من روسيا يكبّد «شل» 5 مليارات دولار

محطة وقود «شل» في أوكلاند ــ كاليفورنيا ــ الولايات المتحدة الأميركية (إ.ب.أ)
محطة وقود «شل» في أوكلاند ــ كاليفورنيا ــ الولايات المتحدة الأميركية (إ.ب.أ)
TT
20

الانسحاب من روسيا يكبّد «شل» 5 مليارات دولار

محطة وقود «شل» في أوكلاند ــ كاليفورنيا ــ الولايات المتحدة الأميركية (إ.ب.أ)
محطة وقود «شل» في أوكلاند ــ كاليفورنيا ــ الولايات المتحدة الأميركية (إ.ب.أ)

حذّرت مجموعة «شل» العملاقة للطاقة، الخميس، من أنها ستتكبّد أضراراً بقيمة خمسة مليارات دولار (4.6 مليار يورو) جرّاء انسحابها من روسيا، رداً على غزو أوكرانيا.
وأفادت «شل» في بيان بعدما أعلنت مؤخراً انسحابها التدريجي من روسيا، بأن القصور الناجم عن خفض قيمة الأصول والغرامات الإضافية المرتبطة بالأنشطة الروسية يتوقع أن يبلغ ما بين أربعة إلى خمسة مليارات دولار في الربع الأول من العام.
وهبط سهم «شل» 1.2 في المائة بعد أن قالت، إنها ستشطب ما يصل إلى خمسة مليارات دولار في الربع الأول نتيجة قرارها التخارج من روسيا، وهو أعلى مما كشف عنه سابقاً.
ويأتي خفض قيمة الأصول بعدما أعلنت الشركة العملاقة للطاقة المدرجة في لندن أواخر شهر فبراير (شباط) الماضي أنها ستبيع أسهمها في جميع المشاريع المشتركة مع مجموعة «غازبروم» الروسية الحكومية رداً على غزو أوكرانيا. وأفادت المجموعة حينها بأن قيمة هذه المشاريع تبلغ نحو ثلاثة مليارات دولار.
وأعلنت «شل» لاحقاً في مارس (آذار) الماضي، أنها ستنسحب من قطاعي النفط والغاز الروسيين بما يتوافق مع سياسة الحكومة البريطانية، وتوقّفت فوراً عن عمليات شراء الخام.
كما اعتذرت الشركة على شرائها شحنات من النفط الروسي بتخفيض كبير في أسعارها، مشيرة إلى أنه كان على ذلك ألا يحصل.
لكن «شل» كشفت الخميس، عن أنها ستواصل الالتزام بعقود شراء الوقود من روسيا التي تم التوقيع عليها قبل اندلاع الحرب الأوكرانية. وقالت في البيان «لم تجدد (شل) العقود الطويلة الأمد للنفط الروسي، ولن تقوم بذلك إلا بتوجيهات حكومية واضحة، لكننا ملزمون قانوناً بتسلم شحنات الخام التي تم شراؤها بموجب عقود تم التوقيع عليها قبل الغزو». وحذّرت من أن أسواق النفط العالمية لا تزال في وضع «متذبذب» بعدما سجّلت الأسعار ارتفاعاً قياسياً تقريباً الشهر الماضي على خلفية النزاع. وتخطط بريطانيا، التي تعد أقل اعتماداً بكثير من باقي أوروبا على الطاقة الروسية، للتخلي تدريجياً عن واردات النفط من روسيا بحلول نهاية العام والتوقف في نهاية المطاف عن استيراد الغاز منها.
وأوقفت مجموعة واسعة من الشركات الدولية أنشطتها التجارية في روسيا منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا في 24 فبراير. كما أعلنت شركة «بي بي» (المنافسة الأبرز لـ«شل») الانسحاب من روسيا.
كما توقعت «شل» أن يتأثر التدفق النقدي للعمليات سلباً بالتدفقات الكبيرة جداً لرأس المال العامل إلى الخارج، حيث أدت الارتفاعات في الأسعار إلى تدفق نقدي للخارج بنحو سبعة مليارات دولار. وتوقعت أيضاً أن تتراوح أحجام إسالة الغاز الطبيعي بين 7.7 و8.3 مليون طن. وقالت الشركة، إنها تتوقع أن تكون نتائج التحسين في خدمات إسالة الغاز أفضل في الربع الأول من 2022 مقارنة بالربع الأخير من 2021.
ومن المقرر أن تنشر «شل» البيانات بشأن إيراداتها في الخامس من مايو (أيار) المقبل. وعادت المجموعة إلى تحقيق أرباح ضخمة العام الماضي، على وقع ارتفاع أسعار النفط والغاز بفضل تعافي الطلب والاضطرابات الجيوسياسية. وبلغ صافي أرباحها 20.1 مليار دولار بعد خسارة عقب احتساب الضرائب بلغت 21.7 مليار دولار عام 2020، مع إعادة الدول فتح اقتصاداتها ورفع تدابير الإغلاق المرتبطة بـ«كوفيد».
وهزّت الأزمة الأوكرانية أسواق النفط العالمية نظراً لكون روسيا منتجاً رئيسياً. وسجّلت أسعار النفط مستويات قياسية اقتربت من 140 دولاراً للبرميل في مطلع مارس الماضي، رغم أنها تراجعت إلى نحو 100 دولار معوّلة على مفاوضات السلام.


مقالات ذات صلة

مخزونات النفط والبنزين الأميركية تتراجع على عكس التوقعات

الاقتصاد خزانات في مصفاة لوس أنجليس التابعة لشركة «ماراثون بتروليوم» (رويترز)

مخزونات النفط والبنزين الأميركية تتراجع على عكس التوقعات

أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد فني في حقل نفطي بالعراق (الموقع الإلكتروني لوزارة النفط العراقية)

العراق يوقِّع عقداً مع شركة صينية لمضاعفة إنتاج حقل شرق بغداد النفطي

وقَّع العراق، الأربعاء، ملحق عقد تطوير حقل شرق بغداد (الجزء الجنوبي) مع شركة «إي بي إس» الصينية، لمضاعفة إنتاجه إلى 100 ألف برميل يومياً.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد سعد الكعبي وزير الطاقة القطري ووائل صوان الرئيس التنفيذي لـ«شل» خلال توقيع الاتفاقية (الموقع الإلكتروني لـ«قطر للطاقة»)

«قطر للطاقة» تُوقع اتفاقية لتزويد «شل» بالمكثفات لمدة 25 عاماً

أعلنت «قطر للطاقة» أنها وقّعت اتفاقية طويلة الأمد لتوريد المكثفات لـ«شل» الدولية للتجارة الشرقية، ومقرها سنغافورة، وهي شركة مملوكة بالكامل لـ«شل» العالمية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد شعار «توتال إنرجيز» يظهر على مبنى في رويل مالميزون قرب باريس (رويترز)

تراجع أسعار النفط وضعف هوامش التكرير يخفّضان أرباح «توتال إنرجيز» في الربع الأول

انخفض صافي الدخل المعدل لشركة «توتال إنرجيز» الفرنسية العملاقة للنفط بنسبة 18 في المائة خلال الربع الأول، ليصل إلى 4.2 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد مرافق تخزين النفط التابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري في تشانجيانغ (رويترز)

النفط ينخفض وسط مخاوف تراجع الطلب جرَّاء الحرب التجارية

انخفضت أسعار النفط على نحو طفيف، في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الأربعاء، في ظل سياسات دونالد ترمب غير المتوازنة تجاه الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

وزير السياحة المصري: الاستقرار وثقة السائح مفتاحا نمو القطاع

وزير السياحة المصري: نعمل على تعزيز التكامل العربي في السياحة البينية
0 seconds of 1 minute, 45 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:45
01:45
 
TT
20

وزير السياحة المصري: الاستقرار وثقة السائح مفتاحا نمو القطاع

شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)
شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)

أكد وزير السياحة والآثار في مصر، شريف فتحي، أن الاستقرار السياسي في البلاد، وثقة السائح المتراكمة عبر عقود طويلة، ركيزتان أساسيتان في استمرار نمو القطاع السياحي، رغم التحديات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.

وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في «سوق السفر العربي» في دبي إن مصر لطالما استعادت عافيتها السياحية سريعاً بعد الأزمات، ما يعكس متانة الوجهة، وثقة الأسواق العالمية في المقصد المصري.

وأوضح أن هذا النمو لم يكن مصادفة، بل نتيجة عمل مؤسسي طويل الأمد تقوده الدولة، مدعوماً ببرامج تسويقية متطورة، واستثمارات متزايدة في البنية التحتية، والخدمات الفندقية.

وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي (الشرق الأوسط)
وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي (الشرق الأوسط)

المنافسة الخليجية... تكامل لا تعارض

وحول المنافسة المتزايدة بين الوجهات السياحية في المنطقة، شدد فتحي على أن التنافس في السياحة العربية «صحي وضروري»، لكنه لا يلغي فرص التكامل.

وكشف عن لقاء جمعه مؤخراً بوزيرة السياحة البحرينية، تم خلاله الاتفاق على بحث إطلاق برامج سياحية مشتركة بين البلدين، بما يتيح للمسافرين العرب والأجانب زيارة وجهات متعددة ضمن حزمة واحدة.

وقال فتحي: «لدينا أيضاً تعاون مع السعودية، وقطر، والأردن، ونؤمن بأن السائح يمكن أن يستفيد من تنسيق عربي مشترك، بحيث تتكامل التجارب السياحية، وتُبنى على نقاط القوة لكل بلد».

وأضاف أن هذه المبادرات، وإن لم تحقق أرقاماً ضخمة مباشرة، فإنها تعزز من قيمة التجربة السياحية، وتفتح آفاقاً جديدة للسوق.

شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)
شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)

تنوع في المنتج السياحي

وتطرق وزير السياحة والآثار المصري عن رؤية الوزارة التي تركز على استثمار الميزة التنافسية الكبرى لمصر، والمتمثلة في تنوع أنماط السياحة، وقال: «لدينا منتج سياحي متفرد، يجمع بين التاريخ الفرعوني، والآثار القبطية والإسلامية، والسياحة الشاطئية والصحراوية، والواحات، والمنتجعات العالمية في شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي».

وأشار إلى أن الوزارة أطلقت حملات تسويقية حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، استهدفت أسواقاً أوروبية، وحققت أكثر من 100 مليون مشاهدة خلال أيام، مما ساهم في رفع معدلات الاهتمام بمصر على أنها وجهة متنوعة، وآمنة.

جانب من الجناح المصري في سوق السفر العربي (الشرق الأوسط)
جانب من الجناح المصري في سوق السفر العربي (الشرق الأوسط)

تمكين القطاع الخاص

وأكد فتحي أن الوزارة تعمل على تمكين القطاع الخاص، بوصفه المحرك الأساسي لصناعة السياحة، وأضاف: «نحن لا ندير رحلات السائحين، بل نهيئ البيئة التنافسية، ونرفع من جودة الخدمات»، لافتاً إلى أن مصر تشهد تطوراً مستمراً في مستوى الخدمات، من المطارات إلى الفنادق، والمزارات، نافياً أن تكون معدلات الازدحام مشكلة مقارنةً بدول سياحية أخرى.

كما أشار إلى أن عام 2025 يتوقع أن يشهد نمواً في أعداد السياح بنسبة تصل إلى 8 في المائة، بعدما سجل الربع الأول نمواً بنسبة 25 في المائة، واعتبر أن استمرار هذا الزخم ممكن في حال الحفاظ على الاستقرار، وتحسين القدرة الشرائية العالمية.

مشاركة سوق السفر العربي

وفي ختام حديثه، تطرق فتحي إلى مشاركة مصر بجناح ضخم في «سوق السفر العربي»، معتبراً أن الحضور المصري في هذه التظاهرة السياحية الكبرى يعكس الاهتمام الرسمي بالأسواق الخليجية، والعربية.

وقال: «الجناح يمتد على مساحة 800 متر مربع، ويضم 77 عارضاً، إلى جانب شركات كبرى لها أجنحة منفصلة. التصميم هذا العام يعكس التجديد، ويضم تقنيات الواقع الافتراضي، وأقساماً لعرض المقتنيات الأثرية».

وأضاف أن المشاركة ليست فقط للترويج، بل أيضاً لتعزيز الشراكات مع الأسواق الخليجية التي تُعد امتداداً طبيعياً للسياحة المصرية، وقال: «نحن لا نتعامل مع السائح الخليجي كزائر، بل كأحد أهل الدار».