وفد تونسي يحمل «وثيقة الإصلاحات» إلى «النقد الدولي»

تونسيون يتسوقون في سوق حلفاوين بالقرب من وسط تونس (أ.ف.ب)
تونسيون يتسوقون في سوق حلفاوين بالقرب من وسط تونس (أ.ف.ب)
TT
20

وفد تونسي يحمل «وثيقة الإصلاحات» إلى «النقد الدولي»

تونسيون يتسوقون في سوق حلفاوين بالقرب من وسط تونس (أ.ف.ب)
تونسيون يتسوقون في سوق حلفاوين بالقرب من وسط تونس (أ.ف.ب)

كشف سمير سعيد، الوزير التونسي للاقتصاد والتخطيط، عن برمجة السلطات التونسية زيارة إلى واشنطن لتعميق التفاوض مع صندوق النقد الدولي، مؤكداً أن وثيقة الإصلاحات الاقتصادية التي طالب بها الصندوق «جاهزة وشاملة»، على حد تعبيره.
وأضاف سعيد، على هامش توقيع اتفاق تمويل بين البنك الدولي ووزارتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية، أن المشاورات مع صندوق النقد «في طريق جيد... والإصلاحات ستكون هيكلية وستمكننا من استرجاع التوازنات المالية على المدى المتوسط». ومن المنتظر، وفق الوزير، أن يتحول وفد تونسي خلال الفترة المتراوحة بين 18 و24 أبريل (نيسان) الحالي إلى واشنطن لعرض البرنامج الاقتصادي التونسي وإقناع مسؤولي الصندوق بنجاعة هذا البرنامج واستجابته لـ«حزمة شروط» كان قد اشترطها على تونس للحصول على تمويل مالي تحتاج إليه بقوة خلال هذه الفترة لسد العجز المسجل على مستوى الميزانية في السنة الحالية.
وتهدف تونس من مفاوضاتها مع الصندوق إلى الحصول على قرض بقيمة 4 مليارات دولار يسدد على أربع سنوات. ومن ناحيته، كان الصندوق قد أعلن استئناف المحادثات التقنية عن بُعد مع السلطات التونسية خلال الأسبوع المقبل، بناء على مخرجات الزيارة الأخيرة للبعثة التي تواصلت من 23 إلى 25 مارس (آذار) الماضي، في انتظار انطلاق المفاوضات الرسمية والمصيرية بين الطرفين.
وأكد سعيد ضرورة اعتماد إصلاحات اقتصادية في تونس، مشيراً إلى أن الاقتصاد المحلي في حاجة لتنفيذ إصلاحات هيكلية سواء في الوظيفة العمومية أو في منظومة الدعم الحالية التي تشجع على تهريب المنتجات الاستهلاكية، على حد قوله. ونفى توجه السلطات التونسية نحو إلغاء الدعم الموظف على المنتجات الاستهلاكية، قائلاً: «لا يوجد إلغاء للدعم، بل سيتم تعزيزه وسيكون موجهاً أساساً للعائلات محدودة الدخل»، على حد تعبيره.
وكان صندوق النقد قد أكد أن «تونس تواجه تحديات هيكلية كبيرة تتجلى من خلال عدم توازن عميق للاقتصاد الكلي ونسبة نمو ضعيفة جداً رغم المكامن المهمة، وكذلك نسبة بطالة مرتفعة جداً ونسبة استثمار ضعيفة ووجود تفاوت اجتماعي، وتضاف إليها اليوم آثار الأزمة الصحية والحرب الواقعة في أوكرانيا».
وبين أن البرنامج الإصلاحي الذي تطرحه الحكومة التونسية يهدف إلى معالجة هذه التحديات بشكل مستدام وعادل سواء على المدى القصير للتغلب على انعكاسات الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد، وكذلك على المدى المتوسط لضمان نمو أكثر قوة مستدام ومندمج وحماية اجتماعية أفضل.
على صعيد آخر، أقر المعهد التونسي للإحصاء (حكومي)، بتواصل ارتفاع نسبة التضخم الاقتصادي في تونس، إذ قدرت بنحو 7.2 في المائة خلال شهر مارس الماضي، بعد أن كان في حدود 7 في المائة خلال شهر فبراير (شباط)، و6.7 في المائة خلال شهر يناير (كانون الثاني) من السنة الحالية. وأرجع المعهد هذا التطور بالأساس، إلى تسارع نسق ارتفاع أسعار مجموعة المشروبات والتبغ (من 19.4 إلى 21 في المائة)، والملابس والأحذية (من 8.9 إلى 9.8 في المائة)، والأثـاث والـتـجـهـيزات والخدمات الـمـنـزلـيـة (من 5.7 إلى 6.1 في المائة).



الإمارات تعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
TT
20

الإمارات تعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)

اعتمد مجلس الوزراء الإماراتي، برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تهدف إلى تعزيز مكانة البلاد بصفتها مركزاً عالمياً لجذب الاستثمارات الأجنبية.

وتركز الاستراتيجية على خمسة قطاعات رئيسية: الصناعة، والخدمات المالية، والنقل والخدمات اللوجيستية، والطاقة المتجددة والمياه والاتصالات وتقنية المعلومات، مع دعمها بالاستثمارات في البنية التحتية.

وتتضمن الاستراتيجية 12 برنامجاً وطنياً و30 مبادرة، وتهدف إلى رفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في عام 2023 إلى 240 مليار درهم (65.3 مليار دولار) في عام 2031، وزيادة مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة إلى 2.2 تريليون درهم (598.9 مليار دولار) خلال السنوات الست المقبلة، مع تعزيز مساهمة الاستثمار الأجنبي في الناتج المحلي الإجمالي لتتجاوز 8 في المائة.

وتشمل القطاعات الفرعية المستهدفة الصناعات التصديرية، الأغذية والتقنيات الزراعية، والمستحضرات الدوائية، وأشباه الموصلات، وإدارة الأصول، والتخزين والخدمات اللوجيستية، وإنتاج الطاقة والمياه، والاقتصاد الدائري والهيدروجين، إضافة إلى معالجة البيانات والخدمات التقنية المتقدمة.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «ترأست اليوم اجتماعاً لمجلس الوزراء بقصر الوطن بأبوظبي... أقررنا في بدايته استراتيجيتنا الوطنية للاستثمار خلال السنوات الست المقبلة؛ الهدف سيكون رفع المعدل السنوي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في 2023 إلى 240 مليار درهم (65.3 مليار دولار) في 2031، ورفع مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة من 800 مليار درهم (217.8 مليار دولار) إلى 2.2 تريليون درهم (598.9 مليار دولار) خلال السنوات الست المقبلة».

وأضاف: «ستركز الاستراتيجية على قطاعات الصناعة، والخدمات اللوجيستية، والخدمات المالية، والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات... الإمارات مستمرة في تطوير الاقتصاد، وفتح الأسواق، وجذب الاستثمارات، وخلق أفضل بيئة للأعمال عالمياً».

وبحسب ما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام)، استعرض المجلس نتائج الشراكات الاقتصادية مع الدول الأفريقية، التي أسفرت عن ارتفاع حجم التجارة مع دول جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 87 في المائة خلال خمس سنوات، إلى 235 مليار درهم (63.9 مليار دولار).

كما أقرَّ المجلس 28 اتفاقية دولية، بما في ذلك اتفاقيات اقتصادية مع ماليزيا ونيوزيلندا وكينيا، إضافة إلى اتفاقيات أمنية ولوجيستية لتعزيز التعاون مع مختلف دول العالم.

ووافق المجلس على مراجعة الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي، التي تهدف إلى رفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7 في المائة إلى 19.4 في المائة. كما أطلق برنامج التحول التكنولوجي الصناعي لتعزيز التحول الرقمي في القطاع الصناعي، مع تقديم حوافز لتعزيز القدرة التنافسية للصناعات الإماراتية على المستوى العالمي.

وأقرَّ المجلس سياسة وطنية لمكافحة المخاطر الصحية لضمان الجاهزية لأي طارئ صحي، واعتمد اللائحة التنفيذية للتبرع وزراعة الأعضاء البشرية، حيث ارتفع عدد عمليات زراعة الأعضاء في الدولة بنسبة 30 في المائة خلال العام الماضي. كما تم تعزيز منظومة الدعم الاجتماعي، حيث زادت مخصصات الدعم بنسبة 29 في المائة، مع ارتفاع عدد المستفيدين بنسبة 37 في المائة، وتوظيف أكثر من 3200 مستفيد في سوق العمل.

وأقرَّ المجلس في اجتماعه الأخير نظام العمل عن بعد من خارج الدولة في الحكومة الاتحادية، وأصدر تشريعات عدة تشمل حماية الأصناف النباتية الجديدة، ومكافحة الغش التجاري والصحة النفسية. كما وافق على إعادة تشكيل مجلس الإمارات للبحث والتطوير، برئاسة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان؛ لتعزيز الابتكار والشراكات البحثية بين القطاعين الحكومي والخاص.

استضافة مؤتمرات عالمية

ووافقت الحكومة على استضافة مؤتمر الاتصال الدولي (غلوبكوم) 2025، واجتماعات مجموعة عمل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمجموعة «بريكس»، والملتقى التاسع لكليات التربية بدول مجلس التعاون الخليجي.