رفض أغلب نواب البرلمان الألماني (البوندستاغ) في تصويت أمس، مشروع قانون يفرض إلزاما عاما بتلقي التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد.
وصوت 378 نائبا ضد مشروع القانون الخاص بفرض التطعيم إجباريا على الأشخاص بداية من عمر 60 عاما، فيما أيده 296 نائبا. وامتنع 9 نواب عن التصويت.
وقبل أن يباشر النواب عملية التصويت، ناشد وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ إلى تأييد تمهيد الطريق أمام فرض إلزام عام لتلقي التطعيم ضد كورونا المستجد، وقال أمام البرلمان إن «هناك حاجة حاليا لدعم فرض التطعيم الإجباري كي يختلف الوضع في الخريف عما هو عليه حاليا»، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
ورفض لاوترباخ وهو من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وصف إلزام تلقي اللقاح بأنه ليس ضروريا لأن متحور أوميكرون أقل خطورة، موضحا أن مسارات الإصابة بأوميكرون تسير على نحو أكثر اعتدالا، نظرا لأن كثيرا من الأشخاص قد تلقوا اللقاح بالفعل، محذرا من احتمال مواجهة متحورات خطيرة للغاية في الخريف، وبصورة مستمرة.
وبذلك قرر البرلمان الألماني بعد نقاشات استمرت شهورا طويلة المضي قدما في مكافحة وباء كورونا دون فرض إلزام عام بتلقي اللقاح.
ويعارض الاتحاد المسيحي فرض إلزام عام بتلقي التطعيم، ويقترح بدلا من ذلك خطة تطعيم متدرجة يتم تفعيلها من قبل البرلمان ومجلس الولايات، بحسب الوضع الوبائي.
واضطرت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك أمس مغادرة اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل بشكل مبكر للعودة إلى برلين من أجل المشاركة في التصويت بناء على طلب المستشار الألماني، أولاف شولتس وفق ما ذكرت دوائر من الحكومة الاتحادية في ألمانيا.
وكان شولتس قد دعا إلى فرض هذا الإلزام كإجراء احترازي لفصل الخريف. وذلك بعدما قرر في وقت سابق ترك مهمة صياغة التشريع للمشرعين، بدلا من أن يقدم مجلس وزرائه مشروع قانون.
ولا يعارض فكرة التطعيم الإجباري، المحافظون المعارضون فحسب، بل وبعض الشخصيات البارزة في الحزب الشريك في الائتلاف، الحزب الديمقراطي الحر.
وجعلت الحكومة التطعيم إلزاميا للعاملين في مجال الرعاية الصحية في وقت سابق من هذا العام، لكن تفويضاً أوسع نطاقا يواجه معارضة سياسية أكثر صرامة.
وأشار استطلاع حديث للرأي إلى أن حوالي 60 في من الشعب يؤيدون التطعيم الإلزامي، لكن جزءا صغيرا فقط يعتقد أنه سيتم تطبيقه بالفعل.
وبشكل عام، فقدت قضية التطعيم الإلزامي بعضاً من إلحاحها في ألمانيا حيث رفعت البلاد الآن معظم قيودها الرئيسية المفروضة على فيروس كورونا. لكن المؤيدين، بمن فيهم لاوترباخ، يشيرون إلى ارتفاع أعداد الإصابات والأعداد اليومية من الوفيات.
وأعلن معهد «روبرت كوخ» الألماني صباح اليوم أمس استمرار تراجع معدل الإصابة الأسبوعي بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا. وأوضح المعهد أن هذا المعدل، وهو عدد حالات الإصابة بالعدوى لكل 100 ألف شخص على مدار سبعة أيام، بلغ صباح اليوم على مستوى ألمانيا 3ز1251، مقابل 2ر1322 أمس.
وبلغ المعدل 1ر1625 قبل أسبوع، و2ر1259 قبل شهر.
وأعلنت السلطات أمس عن تسجيل 348 حالة وفاة خلال 24 ساعة. ويحذر الخبراء من زيادة في الحالات في الخريف.
جاء رفض البرلمان، بينما تظاهر مئات الأشخاص أمام بوابة «براندنبورجر - تور» التاريخية وسط العاصمة برلين احتجاجا على قوانين مواجهة الفيروس بما في ذلك فرض إلزام عام بتلقي لقاح ضد فيروس كورونا المستجد.
وجاءت المظاهرات تحت شعار «لأجل قرار حر بالتطعيم وتحديد مصير جسمك». ورفع بعض المتظاهرين لافتات مكتوب عليها «لا للإجبار على التطعيم»، و«إنها صحتي».
وذكر بيان للشرطة التي استعانت بـ130 فردا من قواتها أن عدد المتظاهرين بلغ نحو 350 شخصاً الساعة 11:00 صباحا (بالتوقيت المحلي). وكان تم التسجيل لمشاركة 500 شخص في المظاهرة.
غالبية البرلمان الألماني ترفض «إلزاماً عاماً» لتلقي لقاح {كورونا}
غالبية البرلمان الألماني ترفض «إلزاماً عاماً» لتلقي لقاح {كورونا}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة