«نجم» رمضان بيروت يحذف «الكلاج» و«زنود الست»

السفوف والشعيبيات وحدف رمضان الأكثر رواجاً
السفوف والشعيبيات وحدف رمضان الأكثر رواجاً
TT

«نجم» رمضان بيروت يحذف «الكلاج» و«زنود الست»

السفوف والشعيبيات وحدف رمضان الأكثر رواجاً
السفوف والشعيبيات وحدف رمضان الأكثر رواجاً

هو أشهر من أن يعرّف عنه في بيروت، وبالتحديد في منطقة الطريق الجديدة. فمحلات صفصوف للحلويات، عنوان معروف يقصده أهالي بيروت في موسم رمضان. أسعاره مدروسة تلائم جميع الشرائح الاجتماعية، ولقمته لذيذة. وككل سنة في شهر رمضان الفضيل، يتحول الصفصوف إلى نجم المناسبة.
يقول الحاج علي الصفصوف إن محلاته العام الحالي، شهدت تغييرات في صناعة الحلويات. فقد حذف من لائحة منتجاته وأطباقه كلاج رمضان، وزنود الست، وكذلك الكنافة بالجبن. ويوضح قائلاً: «إن أسباب حذفها تعود إلى الحرب الأوكرانية الروسية، التي أثرت مباشرة على مكونات الحلويات عامة، ولا سيما على الزيت النباتي والطحين والحليب». وفي حسبة سريعة يقوم بها أمامك، يخبرك أن كيلو مكون الكلاج صار سعره 4 دولارات وشوال الحليب 150 دولاراً، أما برميل السمن فيناهز الـ200 دولار. «ولا يمكننا أن ننسى ارتفاع أسعار النفط وبالتالي الغاز. فقارورة الغاز الذي نستخدمها في مطابخنا تكلفنا مليون و500 ألف ليرة». يرفض الحاج علي أن يصف موسم رمضان الحالي بالركود والتراجع. ويؤكد أن الناس تأتي محلاته في الطريق الجديدة بالعشرات.

تتّكِل محلات صفصوف على حركة بيع كثيرة كي تبقي أسعارها معقولة

وتبلغ ساعات الذروة بين الثانية والخامسة بعد الظهر، ويوضح: «إن شهر رمضان شهر البركة عند الفقير كما عند الثري. ولكل هنا أسعار تناسبه، والجميع يشتري، فاللبناني في هذا الشهر يتعالى على جراحه». ما يقوله الحاج علي صحيح، فإذا مررت بمحلاته عند الثالثة بعد الظهر، تشك أنك في لبنان، الذي يعاني أهله من أزمة اقتصادية. فالناس تتهافت على شراء الحلويات لعائلاتها. «رمضان لا يكتمل من دون طعم الحلويات»، يعلق الحاج علي ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا كل ما يخطر على البال من حلويات تناسب الفقير والغني. صحيح أننا توقفنا عن صناعة أطباق عدة، بما فيها القطايف والكنافة والكلاج، إلا أن هناك طلباً كبيراً، على أصناف أخرى». هذا التهافت الذي يتحدث عنه الحاج علي، يصب على أصناف حلويات كثيرة كالصفوف، والـشعيبيات، وحدف رمضان، والعثملية، والصفصوفية. وهذه الأخيرة منتج خاص بمحلات الصفصوف، ويشير اسمها إلى ذلك بوضوح. ويشرح: «إنها تتألف من عجينة الفستق المحشوة بالقشدة والكاجو». فدرزن الشعيبيات يبلغ سعره 120 ألف ليرة، فيما الحدف بالجوز يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه 240 ألف ليرة. أما طبق الصفصوفية فسعره 280 ألف ليرة للكيلوغرام الواحد. ويعلق الحاج علي: «كلٌ يشتري بحسب إمكانياته، فالمهم أن تحضر حلويات رمضان على مائدة الإفطار». ويشرح الحاج علي الأسباب التي دفعت بمحلاته إلى إيقاف صناعة بعض الحلويات، ولا سيما التي يدخلها الجبن. يقول في سياق حديثه: «إن كيلو الجبن يكلفنا 180 ألف ليرة، وكان قبل الحرب الأوكرانية الروسية، لا يتجاوز الـ135 ألف ليرة. لقد ارتفعت جميع الأسعار مع بداية هذه الحرب. فالحدف كان سعره 60 ألف ليرة. شعوراً منا مع زبائننا، وكي تبقى أسعارنا معقولة، توقفنا عن صناعة هذه الأصناف التي ذكرتها آنفا لك». أما البقلاوة فيبلغ سعرها اليوم 260 ألف للكيلوغرام الواحد، إزاء ارتفاع أسعار السكر. ويتابع: «إن كيس السكر الفرنسي (نحو 155 كيلوغراماً) ثمنه 60 دولاراً، وكان لا يتجاوز الـ26 دولاراً من قبل. وكذلك السكر الجزائري، فسعر الكيس منه 70 دولاراً.
أما تنكة السمن فيبلغ سعرها 190 دولاراً، ناهيك عن تكلفة اشتراك المولد الكهربائي العام، وتكلفة المازوت، التي نتكبدها على المولد الكهربائي خاصتنا. فإذا جمعتها، فهي تفوق الـ300 دولار في الشهر الواحد». ويشير علي الصفصوف إلى أن أسعاره مقبولة، لأنه يتكل على حركة بيع كبيرة. «تخيلي أننا نربح مثلاً من درزن الشعيبيات فقط 20 ألف ليرة. ولكن هذا لا يهمنا، إذ نتوخّى الخير من حركة بيع مستمرة وكبيرة». تأسست محلات الصفصوف في الثلاثينات من القرن الماضي، يومها كان موقعها في منطقة رياض الصلح المتاخمة لشارع بدارو. وكان زبائنها منذ انطلاقتها، مزيجاً من الفقراء والميسورين معاً. «كانت تقصدنا غالبية رجال الدولة، وشخصيات سياسية عديدة. من بينها الرئيس رشيد الصلح، الذي كان يأتي هنا بمعية زوجته، ويشتري الصفوف والمعمول المد بالتمر. وكان يزورنا الرئيس سعد الحريري، ومسؤولون كبار في قوى الأمن الداخلي وغيرهم». ولمن يتحضر لصناعة معمول العيد، فإن محلات صفصوف تستعد بدورها لهذا الموسم، معلنة عن أسعارها إذ يبلغ الكيلوغرام الواحد من معمول الجوز 130 ألف ليرة، و110 آلاف ليرة لمعمول التمر. فيما يبلغ سعر كيلو المعمول بالفستق الحلبي 150 ألف ليرة. أما جاط القشدة مع المكسرات، فيبلغ سعره من وزن 5 كيلوغرامات نحو مليون ليرة، وكان في رمضان الفائت لا يتجاوز الـ60 ألف ليرة. «إن أسعار مكونات الحلويات أصبحت ناراً، أعرف ذلك تماما، ولكننا في الشهر الكريم، نأخذ بعين الاعتبار أحوال الناس، فنتحمل معهم القسم الأكبر من الكلفة. شعار محلاتنا هو (إرضاء الجميع والفقير قبل الغني)».

 


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

مصر: انتعاشة غنائية في موسم عيد الفطر

العسيلي (فيسبوك)    -    أحمد سعد في إحدى حفلاته (فيسبوك)
العسيلي (فيسبوك) - أحمد سعد في إحدى حفلاته (فيسبوك)
TT

مصر: انتعاشة غنائية في موسم عيد الفطر

العسيلي (فيسبوك)    -    أحمد سعد في إحدى حفلاته (فيسبوك)
العسيلي (فيسبوك) - أحمد سعد في إحدى حفلاته (فيسبوك)

تشهد مصر انتعاشة غنائية خلال موسم إجازة عيد الفطر المبارك، عبر عدد من الحفلات الجديدة، وإطلاق أغانٍ جديدة، ويأتي على رأس حفلات العيد بمدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة)، حفل المطربين أحمد سعد، ومحمود العسيلي، كما يظهر كل من الفنانين بهاء سلطان، ومصطفى قمر، وإيهاب توفيق، والمطرب الشاب مسلم بأماكن متنوعة بالقاهرة، بينما يغني الفنان حمادة هلال في أحد فروع الأندية بمحافظة أسيوط (صعيد مصر)، بالإضافة إلى غناء النجمة اللبنانية نيكول سابا بمحافظة الإسكندرية (شمال مصر).
فيما يشدو الفنان علي الحجار، في ثاني أيام عيد الفطر، على مسرح «قاعة النهر» بساقية الصاوي، وهو الحفل الذي من المقرر أن يكشف الحجار فيه عن موعد طرح ألبومه الجديد. ويقول الحجار لـ«الشرق الأوسط»: «الحفل سيتضمن طرح أغنية جديدة من أغنياتي التي قمت بتسجيلها من ألحان شقيقي الراحل أحمد الحجار، وسيكون الحفل هو الذي سأعيّد فيه على جمهوري، وأعلن لهم موعد طرح أغنيات ألبومي الجديد (بطلة حكايتي) الذي طرحت منه أغنيات قليلة خلال الفترة الماضية».
وفي سياق مختلف، يشارك مطربون مصريون في حفلات عربية خلال إجازة عيد الفطر، من بينهم حفل شيرين عبد الوهاب في دبي، في 28 من شهر أبريل (نيسان) الجاري، وعن تفاصيل الحفل، أوضح إيهاب صالح مدير أعمال الفنانة شيرين لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «إن الحفل سيكون مختلفاً تماماً عن الحفلات السابقة لشيرين»، بوصفه «بداية وانطلاقة جديدة لها في الغناء، بعدما تم وضع مخطط عمل جديد يليق باسم ومكانة الفنانة المصرية»، وفي اليوم نفسه، سيشدو الفنان عمرو دياب في مدينة جدة السعودية ضمن حفلات عيد الفطر.
وعلى صعيد طرح الأغنيات الجديدة، يشهد موسم عيد الفطر، طرح «ميني ألبوم غنائي» للفنان عمرو مصطفى بعنوان «مالوش زي» وسيتضمن الألبوم 6 أغنيات جديدة، وعن الألبوم قال مصطفى لـ«الشرق الأوسط»: «كان تركيزي منصباً بالكامل خلال الفترة الماضية على أغنيات ألبومي الجديد، إذ إنني ابتعدت عن التلحين بشكل كبير، ولم أقدم ألحاناً سوى للفنانة دنيا سمير غانم، في مسلسل (جت سليمة)».
ومن بين أغنيات الألبوم أغنية «قولت له إيه الكلام» من كلمات الشاعر مصطفى ناصر، التي ستكون باكورة الأغنيات التي سيتم إطلاقها.
ومن المتوقع أن يطرح الفنان أحمد الفيشاوي، أغنية «آسف ماما»، وهي الأغنية التي يعود بها للغناء بعد فترة ابتعاد طويلة، بينما يطرح الفنان محمد رمضان أغنيات فيلمه الجديد «هارلي»، كما سيطرح الفنان كريم محسن أغنيته الجديدة «يلا مع السلامة».