مناهضو لقاحات «كوفيد ـ 19» ورثوا «عدم الثقة» منذ الطفولة

دراسة قالت إن معتقداتهم عاطفية وليست علمية

الشرطة النيوزيلندية تقف أمام مناهضين للتطعيم خارج مبنى البرلمان في ويلينغتون 2 مارس 2022 (إ.ب.أ)
الشرطة النيوزيلندية تقف أمام مناهضين للتطعيم خارج مبنى البرلمان في ويلينغتون 2 مارس 2022 (إ.ب.أ)
TT

مناهضو لقاحات «كوفيد ـ 19» ورثوا «عدم الثقة» منذ الطفولة

الشرطة النيوزيلندية تقف أمام مناهضين للتطعيم خارج مبنى البرلمان في ويلينغتون 2 مارس 2022 (إ.ب.أ)
الشرطة النيوزيلندية تقف أمام مناهضين للتطعيم خارج مبنى البرلمان في ويلينغتون 2 مارس 2022 (إ.ب.أ)

«على جثتي لن أحصل على اللقاح»... هذه العبارة التي ترددت على لسان الكثيرين ممن ينتمون لفئة تعرف باسم «مناهضو اللقاحات»، دفعت تيري موفيت، أستاذة علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك الأميركية، إلى محاولة معرفة السبب الكامن خلف هذا الرأي الذي بدا وكأنه يغرد خارج السرب.
ففي الوقت الذي كان العالم ينتظر على أحر من الجمر لقاحات «كوفيد-19»، استبقت هذه الفئة ظهور اللقاحات بإعلان التحدي، والتأكيد أنه لن يجبرهم أحد على الاستسلام لقرارات حكومية بأخذ اللقاح.
وقالت موفيت في تقرير نشره أول من أمس موقع جامعة ديوك: «بدافع الفضول من جهة، والغضب الشديد من جهة أخرى، أردت مع فريقي البحثي معرفة الأسباب التي تقف خلف هذا الرفض المسبق، وأعتقد أننا وصلنا إلى رؤى نادرة عن قوى الطفولة التي تشكل الحياة في الكبر، والتي كانت المحرك الرئيسي لهذه الآراء».
ولجأت موفيت ورفاقها في دراستها المنشورة بدورية «PNAS Nexus»، إلى قاعدة بيانات خاصة بدراسة مفصلة لصحة الإنسان ونموه وسلوكه، كانت أجريت بمدينة دنيدن بنيوزيلندا، وتتبعت ما يقرب من ألف شخص ولدوا في عامي 1972 و1973 في بلدة واحدة في نيوزيلندا.
ومنذ الطفولة، قام الباحثون بقياس عوامل اجتماعية ونفسية وصحية متعددة في حياة كل من المشاركين، ما أدى إلى تدفق مستمر من المنشورات البحثية التي تقدم رؤى عميقة حول كيفية تكوين الطفولة وبيئتها للبالغين.
وأجرى الباحثون في منتصف عام 2021، مسحا خاصا للمشاركين بالدراسة القديمة بمدينة «دنيدن»، لقياس نواياهم للتطعيم قبل وقت قصير من توفر اللقاحات في نيوزيلندا، ثم قاموا بمطابقة استجابات كل فرد مع ما يعرفونه عن أسلوب تربيتهم وشخصيتهم.
أظهرت بيانات مدينة «دنيدن» أنه قبل 40 عاماً في مرحلة الطفولة، كان العديد من المشاركين الذين قالوا إنهم الآن مقاومون للقاح أو مترددون يعانون من تجارب الطفولة السلبية، بما في ذلك الإساءة والإهمال والتهديدات والحرمان.
وتقول موفيت: «هذا يوحي لنا بأنهم تعلموا منذ صغرهم أنهم لا يثقون في الكبار، وإذا جاء إليهم أي شخص صاحب سلطة فهم لا يهتمون بما يقول، وهذا ما تعلموه في الطفولة من تجاربهم التي نشأوا عليها في المنزل، وهذا النوع من التعلم في الصغر يترك نوعا من إرث عدم الثقة عميق الجذور، لدرجة أنه يثير تلقائيا المشاعر المتطرفة».
وفصلت الدراسة بعض تفاصيل المشاعر المتطرفة للفئة المناهضة للقاح، ففي سن 13 و15 كانوا يميلون إلى الاعتقاد بأن صحتهم مسألة عوامل خارجية خارجة عن إرادتهم.
وفي سن 18 كان المراهقون الذين أصبحوا مجموعات مترددة ومقاومة للقاح أكثر نفوراً، وأكثر عدوانية، وكانوا يميلون أيضا إلى تقدير الحرية الشخصية على الأعراف الاجتماعية.
وسجلت المجموعات المقاومة والمترددة درجات أقل في سرعة المعالجة العقلية، ومستوى القراءة، والقدرة اللفظية كأطفال، وفي سن 45، قبل الوباء، وجد أن هؤلاء الأشخاص لديهم معرفة صحية يومية أقل عملية، ما يشير إلى أنهم ربما كانوا أقل استعداد لاتخاذ قرارات صحية في ظل ضغوط الوباء.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.