معاناة «فاتن أمل حربي» تجتذب تفاعلاً رسمياً في مصر

شريف سلامة في لقطة من العمل
شريف سلامة في لقطة من العمل
TT

معاناة «فاتن أمل حربي» تجتذب تفاعلاً رسمياً في مصر

شريف سلامة في لقطة من العمل
شريف سلامة في لقطة من العمل

أثار المسلسل المصري «فاتن أمل حربي» بطولة نيللي كريم، وشريف سلامة، تفاعلاً رسمياً من منظمات المرأة، وتضامناً واسعاً من جمهور «السوشيال ميديا»، مع بطلته التي تنفصل عن زوجها بعد عشر سنوات زواج، لسوء عشرته واعتداءاته المتكررة عليها، لتبدأ رحلة من المعاناة بين أقسام الشرطة والمحاكم مع طفلتيها، قبل استيلائه على أثاث الزوجية وطردها من بيتها هي وطفلتيها، مسلطاً الضوء على معاناة المرأة المعيلة.
وتسبب المسلسل الذي تعرضه قناة «On E»، ومنصة «شاهد» في مطالبة عدد من المنظمات النسائية بضرورة تغيير قانون الأحوال الشخصية لإنقاذ آلاف النساء وأطفالهن من التشرد والضياع، مستشهدة بما أثاره فيلم «أريد حلاً» لـ«سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة قبل 47 عاماً، وتسبب في تغيير مواد حق المرأة بالطلاق.
وتفاعل المجلس القومي للمرأة، مع حلقات المسلسل، وأصدر بياناً صحافياً أول من أمس، قال فيه: «إن المسلسل يتطرق لقضية المنقولات الزوجية، والنزاع حول أحقيتها فيه»، موضحاً خطوات حصول المرأة على منقولاتها عن طريق القضاء: «حق الزوجة في جهاز الزوجية مكفول بحكم القانون، حتى وإن لم توجد قائمة مكتوبة»، ولفت إلى أن «حق الولاية التعليمية تكون للحاضن، من دون حاجة لصدور حكم قضائي إذ إنها ثابتة بقوة القانون»، إذ شهدت حلقات المسلسل، نقل الأب طفلتيه من مدرستهما من دون علم الأم.
وأطلقت جمعيات أهلية نسائية من بينها رابطة المرأة العربية، ومؤسسة مبادرة المحاميات المصريات لحقوق الإنسان، ومؤسسة كير مصر للتنمية، والاتحاد النوعي لمناهضة الممارسات الضارة ضد المرأة والطفل، حملة تحت عنوان: «وما زالت تبحث عن حل»، بهدف رفع الوعي المجتمعي بضرورة إصدار قانون متحضر وعادل يحقق السلامة والكرامة للأسرة، ويضمن أن ينشأ الأطفال في بيئة صحية متوازنة، مع مطالبات بتغيير قانون الأحوال الشخصية الحالي».

نيللي كريم في لقطة من المسلسل

وربط بيان الحملة بين فيلم «أريد حلاً»، الذي عُرض عام 1975، وبين المسلسل الرمضاني، مؤكداً «أنه منذ أن أطلقت بطلة الفيلم فاتن حمامة صرختها، وحتى مسلسل (فاتن أمل حربي) 2022، لا تزال مئات الآلاف من السيدات المصريات تكررن الصرخة نفسها من عظم المعاناة، التي تواجههن من قانون أُصدر عام 1920، ولا يزال يطبق حتى الآن»، حسب وصف البيان.
من جهتها، قالت الأديبة د. عزة كامل، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة «وسائل الاتصال من أجل التنمية»، إحدى الجهات المشاركة في حملة «وما زالت تبحث عن حل»، إنه لا بد من طَرق الحديد وهو ساخن، موضحة: «إن دورنا نحن الجمعيات الأهلية أن ننبه صناع القرار لكل الإشكاليات، التي تواجه المرأة في مصر، ونحن بحاجة لتغيير قانون الأحوال الشخصية، الذي لا نزال نطبق أحكامه إلى الآن، فهو قانون ظالم وغير عادل على الإطلاق»، على حد تعبيرها.
مشيرة إلى أن «المسلسل نجح في طرح قضية جديدة، تواجهها المرأة الحاضنة كل يوم، بفضل سيناريو يرصد الواقع بدقة عالية».
وتصدر هاشتاغ «فاتن أمل حربي» ترند «تويتر» منذ حلقته الأولى، في مصر، وتفاعلت نيللي كريم بطلة العمل على صفحتها بـ«فيسبوك» مع قضية البطلة، وكتبت: «الواقع الذي تمر به معظم السيدات بعد الطلاق، أسوأ كثيراً من قصة تونة، للأسف الواحد مش عارف يساعدهم إزاي»، وأضافت: «من 50 سنة تقريباً، قدمت فاتن حمامة فيلم (أريد حلاً) وساهم العمل في تعديل القانون، وأتمنى أن يساهم المسلسل في أي تعديل لمصلحة المرأة، خصوصاً بعد الطلاق».
وبدأت نيللي كريم مشوارها الفني راقصة باليه، ومن ثَم اتجهت إلى التمثيل حيث قدمت أول أعمالها من خلال فوازير رمضان، التي جمعتها مع الفنانة غادة عادل، وشاركتا معاً الفنانة الكبيرة فاتن حمامة في مسلسل «وجه القمر»، وتألقت نيللي سينمائياً في أفلام عدة من بينها: «إسكندرية نيويورك» ليوسف شاهين، و«أنت عمري» لخالد يوسف، و«واحد صفر» لكاملة أبو ذكري، و«الفيل الأزرق» لمروان حامد.
وسبق لكريم تقديم عدد من المسلسلات، التي تتصدى لقضايا المرأة في أكثر من عمل رمضاني، على غرار «ذات، وسجن النسا، وتحت السيطرة، ولأعلى سعر، وضد الكسر».



الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.