نجاة قاضٍ مصري أصدر أحكامًا بالمؤبد على قادة «الإخوان» من محاولة اغتيال بـ3 عبوات ناسفة

تأجيل محاكمة ضابط متهم بقتل ناشطة يسارية إلى 14 مايو.. والمحكمة تأمر بحبسه

رئيس محكمة جنايات الجيزة المستشار معتز خفاجي («الشرق الأوسط»)
رئيس محكمة جنايات الجيزة المستشار معتز خفاجي («الشرق الأوسط»)
TT

نجاة قاضٍ مصري أصدر أحكامًا بالمؤبد على قادة «الإخوان» من محاولة اغتيال بـ3 عبوات ناسفة

رئيس محكمة جنايات الجيزة المستشار معتز خفاجي («الشرق الأوسط»)
رئيس محكمة جنايات الجيزة المستشار معتز خفاجي («الشرق الأوسط»)

نجا قاضٍ مصري أصدر أحكاما بالمؤبد على قادة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية من محاولة اغتيال فاشلة بعبوات ناسفة زرعت بالقرب من منزله في ضاحية وادي حوف بحلوان (جنوب القاهرة)، أمس، بحسب مصادر قضائية. وأسفر الانفجار عن إصابة 4 أشخاص، وصفت حالة اثنين منهم بالخطيرة.
وأضافت المصادر القضائية، أن «رئيس محكمة جنايات الجيزة، المستشار معتز خفاجي، وهو قاضي إحدى دوائر الإرهاب، وحكم في عدة قضايا أشهرها قضية (أحداث مكتب الإرشاد) المتهم فيها 17 من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، تعرض لاستهداف من قبل مسلحين كانوا يستقلون سيارة أجرة (تاكسي)، قاموا بزرع 3 قنابل تحت السيارة الشخصية الخاصة به، وبالقرب من الرصيف المجاور للعقار، وعلى أعلى شجرة مجاورة للعقار، وتم تفجيرها عن بعد، بحسب تحليل مبدئي لخبراء المفرقعات».
وكان المستشار خفاجي قضى في فبراير (شباط) الماضي، بإعدام أربعة من المتهمين، والسجن المؤبد بحق باقي المتهمين، في مقدمتهم المرشد العام لجماعة الإخوان، محمد بديع، ونائباه خيرت الشاطر، ورشاد بيومي، ورئيس مجلس الشعب السابق، سعد الكتاتني، والمرشد السابق للجماعة، محمد مهدي عاكف في قضية «أحداث مكتب الإرشاد»، والتي وقعت منتصف عام 2013، وأسفرت عن سقوط 9 قتلى ونحو 91 جريحا.
وعقب نحو ساعات من التفجير الذي استهدفه صباح أمس، قال المستشار خفاجي، إن قوات الحرس الخاصة به تمكنت من توقيف أحد منفذي العملية الإرهابية، وتبين أنه «طبيب»، مضيفا: «إن 4 من جيرانه بالعقار أصيبوا، وإن العملية الإرهابية لن تنال من عزيمته ولن تخيفه، وإنه مستمر في أداء عمله».
وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن محاولة الاغتيال الفاشلة، كلف المستشار هشام بركات، النائب العام، أمس، نيابة أمن الدولة بإجراء تحقيق عاجل في محاولة اغتيال خفاجي.
جدير بالذكر أن دائرة محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار معتز خفاجي، تباشر حاليا الكثير من القضايا التي تضم عناصر إرهابية شديدة الخطورة، في مقدمتها محاكمة 20 إرهابيا من عناصر تنظيم «أجناد مصر»، ومحاكمة 23 من «كتائب أنصار الشريعة»، ومحاكمة 36 آخرين في القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية الصواريخ»، والتي كان من المفترض نظرها أمس، وتم تأجيلها إلى جلسة 8 يونيو (حزيران) المقبل، نظرًا لمحاولة اغتيال القاضي خفاجي.
وأفادت المعاينة بأن هناك مركزين للانفجار، حيث وجدت النيابة آثار فتحات في الأرض بمكانين، وقالت المصادر القضائية نفسها، إن «الإرهابيين مرتكبي الجريمة كانا يستهدفان هيئة المحكمة بكامل تشكيلها وإحداث مجزرة ضد مستشاريها الثلاثة، وليس المستشار خفاجي وحده، باعتبار أن عضوي هيئة المحكمة (اليمين واليسار) وسكرتارية الجلسة وطاقم الحراسة يتخذون من منزل خفاجي نقطة للتحرك منه صوب المحكمة، قبل بدء انعقاد جلساتها».
وتعيش مصر حالة من الاضطرابات الأمنية منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو (تموز) قبل الماضي، تحت ضغط المظاهرات الشعبية في 30 يونيو عام 2013. وأغلقت السلطات الأمنية الطرق المؤدية لموقع الانفجار الذي استهدف المستشار المصري، وقامت بتمشيط المنطقة. وظهرت آثار التدمير على واجهة ونوافذ العقار، وظهر آثار الانفجار بوضوح على سيارة القاضي وسيارة أخري لنجله، بالإضافة لخمس سيارات لسكان العقار كانت تقف أمام العقار.
وعقب الحادث، أكد مصدر أمني، أن «الأجهزة الأمنية تفرض حراسة مشددة على القضاة المتولين العمل بدوائر الإرهاب، وأن هناك الكثير من القضاة يتلقون رسائل تهديد عبر هواتفهم الجوالة أو بطرق أخرى؛ إلا أنهم في كل مرة يؤكدون على مواصلة عملهم».
وسبق أن تعرض منزل المستشار فتحي البيومي عضو اليسار بالمحكمة التي برأت وزير داخلية مبارك الأسبق، حبيب العادلي في مارس (آذار) الماضي، لاستهداف بقنبلة شديدة الانفجار، ولم تسفر عن أي خسائر بشرية.
من جهته، أكد رئيس نادي قضاة مصر، المستشار أحمد الزند، أن «الحادث لن يرهب القضاة أو يثنيهم عن مواصلة قيامهم بدورهم في تطبيق القانون على الجرائم التي تقترفها عناصر الإرهاب».
في سياق آخر، أجلت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة بمنطقة طرة أمس، محاكمة ضابط الشرطة المتهم بقتل الناشطة اليسارية شيماء الصباغ، القيادية في حزب التحالف الشعبي، إلى جلسة 14 مايو (أيار) الحالي.
وجهت النيابة العامة للضابط المتهم أمس، ارتكاب جريمتي الضرب المفضي إلى الموت، وإحداث الإصابة العمدية لباقي المجني عليهم. كما أمرت بالقبض على الضابط المتهم وحبسه احتياطيا. وكان النائب العام المصري المستشار هشام بركات، قد أحال ضابط الشرطة لمحكمة الجنايات في مارس الماضي، بتهمة «ضرب أفضى إلى الموت»، في واقعة مقتل الصباغ.وفضت الشرطة مسيرة للحزب كانت تحمل باقات الورود إلى ميدان التحرير، عشية الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، لكن القوى الأمنية المكلفة تأمين الميدان فضت المظاهرة باستخدام القنابل المسيلة للدموع.
وتبدي قوى سياسية رفضها توصيف الاتهام الموجه للضابط بـ«ضرب أفضى إلى موت»، الذي تتراوح عقوبته السجن من 3 إلى 7 سنوات، وقال معتز الشناوي المتحدث الإعلامي لحزب التحالف «سنطالب بتحويل الاتهام للضابط للقتل العمد استنادا إلى شهادات شهود العيان».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم