جهاز استشعار فائق للأسطح يكشف «كورونا»

يمكن وضع المستشعر على مقابض الأبواب ومداخل المباني  (جامعة جونز هوبكنز)
يمكن وضع المستشعر على مقابض الأبواب ومداخل المباني (جامعة جونز هوبكنز)
TT

جهاز استشعار فائق للأسطح يكشف «كورونا»

يمكن وضع المستشعر على مقابض الأبواب ومداخل المباني  (جامعة جونز هوبكنز)
يمكن وضع المستشعر على مقابض الأبواب ومداخل المباني (جامعة جونز هوبكنز)

يمكن لمستشعر خاص بمرض «كوفيد - 19»، تم تطويره في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، أن يُحدث ثورة في اختبار الفيروسات من خلال إضافة الدقة والسرعة إلى عملية الفحص.
وفي دراسة جديدة نُشرت في 29 مارس (آذار) الماضي بدورية «نانو ليترز»، وصف الباحثون المستشعر الجديد، الذي لا يحتاج إلى تعقيدات في الحصول على العينة، ولا يتطلب سوى الحد الأدنى من خبرة التشغيل، مما يوفر ميزة قوية تفوق طرق الاختبار الحالية.
ويقول إيشان بارمان، أستاذ الهندسة الميكانيكية، والباحث المشارك بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «جونز هوبكنز» بالتزامن مع نشر الدراسة: «هذه التقنية بسيطة، وتعتمد على وضع قطرة من اللعاب على مستشعر، والحصول على نتيجة سلبية أو إيجابية، والتطور الرئيسي هو أن هذه التقنية لا تحتاج إلى إجراء تعديلات كيميائية إضافية، وهذا يعني أنه يمكن استخدام المستشعر في الأجهزة القابلة للارتداء، أو حتى يمكن وضعه على أي نوع من الأسطح، من مقابض الأبواب ومداخل المباني إلى الأقنعة والمنسوجات».
والمستشعر بهذه السهولة قادر على معالجة قيود النوعين الأكثر استخداماً، وهما اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل «بي سي آر» والاختبارات السريعة، حيث تعد الأولى دقيقة للغاية، ولكنها تتطلب تحضيراً معقداً للعينات، وتستغرق النتائج ساعات أو حتى أياماً للمعالجة في المختبر، ومن ناحية أخرى، فإن الأخرى «الاختبارات السريعة»، التي تبحث عن وجود مستضدات، تكون أقل نجاحاً في الكشف عن الإصابات المبكرة والحالات التي لا تظهر عليها أعراض، ويمكن أن تؤدي إلى نتائج خاطئة.
ويعد المستشعر الجديد حساساً مثل اختبار «بي سي آر»، ومريح مثل اختبار المستضد السريع، وفي أثناء التجارب الأولية التي أُجريت خلال الدراسة، أظهر المستشعر دقة بنسبة 92% في اكتشاف «كورونا» المستجد في عينات اللعاب، مقارنةً باختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، وكان المستشعر ناجحاً للغاية في التحديد السريع لوجود فيروسات أخرى، بما في ذلك فيروسي الإنفلونزا (إتش 1 إن 1) وزيكا.
ويعتمد المستشعر على مجموعة هوائي عازل معدني (FEMIA) ذي مساحة كبيرة ومرنة تم تطويره بواسطة الباحثين، حيث يتم وضع عينة اللعاب عليها وتحليلها باستخدام مطيافية رامان المعززة بالسطح، والتي تستخدم ضوء الليزر لفحص كيفية اهتزاز جزيئات العينة التي تم فحصها.
ونظرا لأن مجموعة الهوائي العازل المعدني ذات البنية النانوية تقوّي إشارة رامان للفيروس بشكل كبير، يمكن للنظام اكتشاف وجود الفيروس بسرعة، حتى لو كانت هناك آثار صغيرة فقط في العينة.
ويقول بارمان إنه «يمكن دمج المستشعر مع جهاز اختبار محمول باليد لإجراء عمليات فحص سريعة في الأماكن المزدحمة مثل المطارات أو الملاعب، كما يمكن وضع مادة المستشعر على أي نوع من الأسطح، من مقابض الأبواب ومداخل المباني إلى الأقنعة والمنسوجات».
ويضيف: «هذا المستشعر يتجاوز جائحة كوفيد - 19 الحالية، حيث يمكننا استخدامه لإجراء اختبار واسع ضد فيروسات مختلفة، على سبيل المثال، للتمييز بين كورونا المستجد و(إتش 1 إن 1)، وحتى بين المتغيرات المختلفة لكورونا، وهذه مشكلة كبيرة لا تمكن معالجتها بسهولة من خلال الاختبارات السريعة الحالية».
ويواصل الفريق العمل لمواصلة تطوير واختبار التكنولوجيا مع عينات المرضى، وتقدم الباحثون بطلب للحصول على براءة اختراع للملكية الفكرية المرتبطة بالمستشعر، حتى يبدأوا بالعمل على تسويقه.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.