العراق و«الناتو» يبحثان سبل مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب والاستقرار في المنطقة

TT

العراق و«الناتو» يبحثان سبل مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب والاستقرار في المنطقة

بحث رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، ونائبه الأول حاكم الزاملي، مع وفد من اللجنة البرلمانية في حلف «الناتو» برئاسة النائب مادس فوغيلدي، أهمية تعزيز العلاقة المستقبلية بين الطرفين، وسبل مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب. وأكد الحلبوسي أنه «جرى - خلال اللقاء - بحث العلاقات الثنائية بين العراق والدنمارك، وكذلك عموم دول حلف (الناتو)، واستمرار وتعزيز التعاون لمحاربة الإرهاب في المجالات التي تحددها الحكومة العراقية».
أما النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي حاكم الزاملي، فقد عدَّ خلال لقائه وفد «الناتو» استقرار العراق عاملاً مؤثراً لأمن الشرق الأوسط برمته. وقال الزاملي طبقاً لبيان عن مكتبه، إن «تهديد الأمن والسلم العالميين من قبل قوى التطرف والإرهاب، أنتج هدفاً مشتركاً لدى جميع دول العالم يتمثل في محاربة هذا الإرهاب، والتنسيق في مجال التسليح والتدريب والمعلومات الاستخبارية لتحقيق هذا الهدف».
وأضاف أن «استقرار العراق أمنياً واقتصادياً وسياسياً، عامل أساس ومؤثر في استقرار الشرق الأوسط برمته»، داعياً إلى ضرورة استمرار «أطر التعاون ما بين العراق وحلف (الناتو) في المجالات الأمنية والتدريب ومحاربة الإرهاب».
إلى ذلك، وبالتزامن مع وجود وفد «الناتو» البرلماني في العراق، استهدفت عبوة ناسفة رتلاً للدعم اللوجستي تابعاً للتحالف الدولي الذي يتولى التنسيق مع الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب، بعد انسحاب القوات الأميركية أواخر العام الماضي. وقال مصدر رسمي في تصريح صحافي أمس الثلاثاء، إن «عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق الدولي السريع الغربي، ضمن حدود محافظة بغداد، انفجرت أثناء مرور رتل دعم لوجستي تابع للتحالف الدولي، من دون أن تلحق إصابات بالرتل». وأضاف المصدر أن «الرتل استمر بمسيره إلى جهته المقصودة».
ويعد هذا التفجير هو الرابع الذي يستهدف أرتال التحالف الدولي خلال 3 أيام فقط، إذ سجلت محافظة صلاح الدين شمالي بغداد تفجيرين منفصلين بعبوتين ناسفتين، استهدفا رتلين للتحالف الدولي، أول من أمس الأحد، بينما سجلت محافظة المثنى، في اليوم ذاته، استهداف عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق الدولي السريع، رتل دعم لوجستي تابعا للتحالف الدولي، وألحقت أضراراً بإطارات إحدى عجلات الرتل. وكثيراً ما تتعرض أرتال الدعم اللوجستي للتحالف الدولي للاستهداف بتفجيرات بعبوات ناسفة، أثناء مرورها بالمحافظات العراقية دون أن تتبنى أي جهة مثل هذه الأعمال.
وتُتهم في العادة الفصائل المسلحة الموالية لإيران بالقيام بمثل هذه الأعمال، رغم أنها لا تعلن تنبيهاً لها من منطلق شكوك تلك الفصائل أن الأميركان لم ينسحبوا تماماً من العراق، وأن الذي جرى تغييره هو الصفة من الوجود الأميركي المباشر إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، والتي أوكلت مهمة التدريب والتنسيق والتجهيز مع الجانب العراقي إلى حلف «الناتو».
يُذكر أن الفصائل المسلحة التي كانت قد توعدت الولايات المتحدة الأميركية باستمرار مهاجمتها بعد إعلانها الانسحاب آخر يوم من عام 2021، قد توقفت إلى حد كبير عن إطلاق الصواريخ؛ سواء على القواعد التي كان يوجد فيها الجيش الأميركي أو السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد.
ويربط المراقبون السياسيون بين قيام الفصائل المسلحة باستهداف المواقع التي كان يوجد فيها الأميركان، أو المنطقة الخضراء، وبين مسار المفاوضات بين الأميركان وإيران الجارية في فيينا بشأن الملف النووي الإيراني.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.