اعتقال 3 أميركيين بتهمة قتل رجلي شرطة بولاية مسيسبي

تفاقم التوتر بين رجال الأمن ومواطنين من أصول أفريقية

اعتقال 3 أميركيين بتهمة قتل رجلي شرطة بولاية مسيسبي
TT

اعتقال 3 أميركيين بتهمة قتل رجلي شرطة بولاية مسيسبي

اعتقال 3 أميركيين بتهمة قتل رجلي شرطة بولاية مسيسبي

اعتقلت شرطة ولاية مسيسبي الأميركية، أمس، رجلا وامرأة واتهمتهما بقتل عنصرين من الشرطة بالرصاص في مدينة هاتيسبيرغ، وأكد المتحدث باسم إدارة السلامة العامة في مسيسبي وارن سترين أن «مارفن بانكس الذي يبلغ 29 عاما، وجاوني كالواي الذي تبلغ 22 عاما، وجهت لهما تهمتي قتل عمد». ووجهت تهمة الشروع في القتل لكيرتس شقيق بانكس البالغ من العمر 26 عاما. وأعرب سترين عن أنه ألقى القبض على الثلاثة أثناء الليل في أماكن مختلفة في هاتيسبيرغ، ولم يتضح على الفور ما إذا كان هناك محامون للثلاثة.
وأعلنت السلطات الأميركية أن رجلي شرطة قتلا بالرصاص ليلة أول من أمس في مدينة هاتيسبيرغ، وذكرت هيئة الإذاعة الأميركية المحلية «دبليو دي إيه إم» أن عربة الشرطة تركت قرب مخزن قطارات محلي. وقالت المحطة إن رجلي الشرطة نقلا إلى مستشفى «فوريست» في هاتيسبيرغ، حيث أُعلنت وفاتهما.
ووقع إطلاق النار خلال قيام أحد رجال الشرطة بإيقاف سيارة للاطلاع على وثائق قائدها بشكل روتيني، بينما قام الشرطي الآخر بتأمينه. ووصل مدنيان إلى مكان الحادث وطلبا المساعدة بعد العثور على الشرطيين مصابين، ولم تُعلن بعد هوية الشرطيين. وقال مسؤولون إن هذه أول واقعة قتل لرجال الشرطة في المدينة منذ 1984. يُذكر أن شرطيا قتل في نيويورك الأسبوع الماضي بعد إصابته برصاصة في الرأس، وهو الشرطي الثالث الذي يُقتل في مدينة نيويورك إثر تعرضه إلى إطلاق خلال العام. وتشهد الولايات المتحدة موجة توتر عنصري بعد سلسلة من الأخطاء التي ارتكبتها الشرطة بحق مواطنين أميركيين من أصول أفريقية، وخرجت مظاهرات صاخبة في الفترة الأخيرة لا سيما في فيرغسون وبالتيمور منددة بالتوجه العنصري للشرطة.
يُذكر أن مقتل فريدي غراي الشاب من أصول أفريقية، أثار مجددا الجدل القائم في الولايات المتحدة حول ما إذا كان عناصر الشرطة يتسرعون في بعض الأحيان في استخدام العنف ضد السود، خصوصا الشباب منهم.
وبين أبرز تلك الحالات، قضية فيرغسون بولاية ميسوري حين قام شرطي أبيض بقتل الشاب الأعزل مايكل براون، مما تسبب بأعمال شغب.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.