المكسرات... أسعارها توجع قلوب اللبنانيين في موسم رمضان

قلوبات
قلوبات
TT

المكسرات... أسعارها توجع قلوب اللبنانيين في موسم رمضان

قلوبات
قلوبات

تعد القلوبات أو المكسرات النيئة كما هي معروفة، واحدة من مكونات أطباق رمضان الأساسية. كما تدخل بقوة في صناعة الحلويات الرمضانية، وكذلك في صناعة معمول العيد. وفي الفترة الأخيرة، تشهد أسعار هذه المنتجات ارتفاعاً ملحوظاً. وصار اللبناني يشتريها بالغرامات، بعدما كان يخزنها بالكيلوغرامات، لهذا الموسم بالذات، وكصنف يندرج على لائحة مونته السنوية.
منذ تراجع الوضع الاقتصادي اللبناني في ظل تدهور الليرة، باتت المكسرات نوعاً من إكسسوارات الطبخ، يُستغنى عنها، تماماً، أو تُشترى حفنة منها عند الضرورة، أي بمناسبة دعوة غداء أو عشاء في مناسبات عامة وخاصة.
ويأتي الصنوبر في مقدمة هذه المنتجات غالية السعر، وهو ما دفع بكثيرين لعدم استخدامه، وغضّ النظر عند المرور بقربه، على رفوف السوبرماركت والدكاكين وفي المطاحن.
وفي هذا السياق غرّد أحد اللبنانيين عبر «تويتر» قائلاً: «قررت أن أضع جهاز إنذار على شجرة الصنوبر قرب منزلي، كي لا يتجرأ أحدهم ويسرق حبوبها». وأكمل: «إنها الكنز الذي أحافظ وأسهر عليه، بعد أن صارت هذه الحبيبات بمثابة لؤلؤ ترصِّع به زوجتي أطباق الطعام التي تحضرها لنا».
وما يذكره هذا المواطن الذي أرفق منشوره بصورة لشجرة الصنوبر العملاقة المزروعة أمام منزله في بلدته المتنية، هو حقيقة وليس مجرد خبر مبالغ به.
وإذا ما مررت بأحد الدكاكين واستطلعت سعر الـ200 غرام من الصنوبر البلدي، لاكتشفت أنه يساوي نحو 150 ألف ليرة (الدولار = 24 ألف ليرة)، أي أن سعر الكيلوغرام الواحد منها يساوي مليون ونصف مليون ليرة، وأحياناً يصل إلى مليون و850 ألف ليرة، حسب المناطق. وفي مناطق أخرى يتراوح سعر الـ200 غرام منه، ما بين 400 و500 ألف ليرة.
فهذا المنتج الذي كانت ربة المنزل تفاخر بنثره على أطباقها الرمضانية، كـالأرز مع الدجاج، والحمص بالطحينة بالقورما، ومع طبق اللحم (رأس عصفور)، فيضفي إليها نكهة مميزة، صار اليوم بعيد المنال. وفي المقابل لجأ بعض اللبنانيين إلى الصنوبر التركي لأن كلفة الكيلوغرام الواحد منه تبلغ 150 ألف ليرة.
وعندما سألنا صاحبة دكان في الأشرفية عن سعر أوقية الصنوبر البلدي، أي ما يوازي 200 غرام، ردّت: «500 ألف ليرة. فهذا الصنوبر من النوع البلدي الإكسترا، ونشتريه من القرى اللبنانية النائية. هذا السعر عادي بالنسبة للصنوبر من هذا النوع. هناك أنواع أخرى أقل جودة وبسعر منخفض».
«هذه الأسعار التي ترونها اليوم، لم ترتفع بين ليلة وضحاها». يقول أبو مازن، العامل في محمصة بمنطقة المزرعة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «كان الصنوبر أول ضحايا انهيار الليرة اللبنانية، وفي لبنان، يوجد منه صنفان: البلدي والتركي. الأول هو الأغلى سعراً، لأنه يمتاز بطعمه اللذيذ والطيب». ويعلمنا أبو مازن بأن سعر كيلو الجوز (الفراشة)، أي النوع الممتاز، يبلغ 275 ألف ليرة، والمكسور منه 200 ألف ليرة. أما الصنوبر التركي فيبلغ سعر الـ200 غرام منه 25 ألف ليرة. ويوضح: «هو ليس صنوبر حقيقة، لكنه نوع من الفستق تستعمله ربة المنزل في الطبخ».
وإذا أكملت جولتك على القلوبات عامة، فستعرف أن 120 غراماً من الجوز تبلغ كلفتها 88 ألف ليرة، و38 ألفاً هي سعر الـ150 غراماً من اللوز المكسور، و83 ألف ليرة للوز كامل الحب. وإذا ما جمعنا كلفة غرامات الصنوبر مع المكسرات الباقية، لبلغت فاتورة من يشتريها نحو 360 ألف ليرة لكميات قليلة منه».
وتعلق نجاة التي التقيناها في سوبر ماركت مشهور في بيروت: «استغنيت تماماً عن المكسرات في مطبخي، وما عدت أستخدمها لا في مشروب الجلاب، ولا مع النقوع، ولا حتى في أطباق اللحم مع الأرز. فأسعارها المرتفعة يمكنني أن أستغلها في تأمين مواد أخرى احتاج إليها في يومياتي المنزلية».
وترى صاحبة مطحنة في الأشرفية، أن نسبة الزبائن في محلها تراجعت بشكل ملحوظ. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحن على أبواب عيد الفصح عند الطوائف المسيحية، ومع ذلك لا تشهد مبيعاتنا رواجاً كبيراً. كما أن زبائننا من المسلمين كانوا يقصدوننا قبل موسم رمضان بشهر أو أكثر لشرائها، ولكن معظمهم غابوا هذه السنة وبقيت قلة من الزبائن الميسورين».
وللفستق الحلبي حصته من ارتفاع أسعار القلوبات، فهو عادةً ما تستخدمه ست البيت في إعداد الحلويات الرمضانية. وحالياً يبلغ سعر الـ200 غرام منه نحو 100 ألف ليرة.
«كنا في الماضي نستخدمه في أطباق الفريكة، والأرز مع الإوزة، وكذلك ننثره على أطباق الحلويات، كالمغلي، والمهلبية، والقشطلية، وأطباق أخرى نصنعها مع القشدة»، تقول سامية حمدان التي التقيناها في محل خاص لبيع المكسرات في منطقة المزرعة. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «أحياناً، أشتري نحو 100 غرام، لأدلل أولادي وزوجي بطبق حلوى أعدّه في رمضان، ولا أكرر هذا الأمر أكثر من مرتين في الشهر الفضيل». حتى محلات بيع الحلويات استغنت عن صناعاتها التي تتطلب استخدام الصنوبر والفستق الحلبي، واستعاضت عنها بالجوز، لأنه يبقى الأقل سعراً بين أصناف القلوبات اللذيذة.
وفي إطار المعلومات العامة، فإن سعر الكيلوغرام الواحد من الكاجو الحب يبلغ 275 ألف ليرة، يقابله مبلغ 225 لصنف الكاجو المكون من فلقتين، فيما يبلغ سعر كيلوغرام البندق النيئ 227 ألف ليرة. وهذه الأسعار يمكن إيجادها في محامص، ومحلات خارج بيروت.



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.