المقاومة في مأرب وتهامة تدعو إلى النفير العام ضد ميليشيا الحوثي

الجماعة تقتحم مسجدًا يحمل اسم الفاروق عمر بن الخطاب

المقاومة في مأرب وتهامة تدعو إلى النفير العام ضد ميليشيا الحوثي
TT

المقاومة في مأرب وتهامة تدعو إلى النفير العام ضد ميليشيا الحوثي

المقاومة في مأرب وتهامة تدعو إلى النفير العام ضد ميليشيا الحوثي

حذرت المقاومة التهامية الشعبية جميع المتعاونين والذين يعملون مع جماعة الحوثي المسلحة وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح بأنهم سيكونون أهدافهم المشروعة القادمة التي سينفذونها في إقليم تهامة في حال استمروا في التعاون والعمل معهم ضد أبناء تهامة.
وأكدت المقاومة أن عملياتها مستمرة ضد المسلحين الحوثيين وجميع الميليشيات في تهامة إلى حين أن تتحرر كافة مناطق الإقليم من سيطرة من وصفتهم بـ«الحوافيش الإجرامية» واستعادة إقليم «تهامة» الحر إلى حريته وهدوئه وسكينته واستقراره. ودعت قيادة المقاومة الشعبية بإقليم تهامة في بيانها رقم (1) الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى «النفير العام ضد ميليشيات الحوثي، وسرعة إعلان جميع القيادات العسكرية والأمنية وكافة الألوية والوحدات العسكرية العاملة بالإقليم، عودتها إلى حضن الشرعية وما لم فإنها ستكون عرضة لضربات المقاومة وقوات التحالف وقد أعذر من أنذر».
وقالت المقاومة الشعبية التهامية «بعد أن طف الصاع وفاض الكيل وتمادت ميليشيات الحوثي الإجرامية وحلفاؤها من أتباع الرئيس المخلوع صالح في الجرائم والانتهاكات ضد أحرار إقليم تهامة وأوغلوا في ممارساتهم الإجرامية قتلا واعتقالا وتشريدا لأحرار الإقليم ورجالاته وفي ممارسة العقاب الجماعي للمواطنين من خلال نهب المواد التموينية والمشتقات النفطية مما أدى إلى شلل تام للمؤسسات الحيوية للإقليم كالكهرباء والصحة وما نتج عن ذلك من وفاة الكثير من المرضى ومعاناة النساء والأطفال والعجزة بصورة كارثية وبما أن هذه الميليشيات الإجرامية لم تستجب لصوت العقل والسلم ولمطالبات المسيرات الجماهيرية الهادرة بل جابهتها بالقمع والقتل والتنكيل والاختطافات القسرية كما حصل في الحديدة وحجة وباجل وغيرها من مدن الإقليم، فإن قيادة المقاومة الشعبية بإقليم تهامة المساندة للشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي تعلن لأحرار الإقليم كافة النفير العام في كافة محافظات الإقليم وتدعو جميع الأحرار من أبناء الجيش والأمن والمواطنين للالتحام بأبطال المقاومة الشعبية بالإقليم».
وأضاف بيان المقاومة «نحذر كافة المتعاملين مع المتمردين الحوثيين وحلفائهم من أتباع الرئيس المخلوع بأنهم سيكونون أهدافا مشروعة لعمليات المقاومة خلال الأيام القادمة». وأكدت قيادة المقاومة أن «العمليات التي بدأتها قبل أيام وسقط فيها عشرات العناصر الإجرامية بين قتيل وجريح ستستمر وبوتيرة أكبر إلى أن تحرر كل مناطق الإقليم من سيطرة ميليشيات الحوافيش الإجرامية ويستعيد هذا الإقليم الحر الأبي حريته وهدوءه وسكينته واستقراره».
وفي نفس الصدد وفي موضوع مشابه، انتهت المهلة التي أطلقتها المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب بمدة زمنية هي 24 ساعة، يوم أمس الثالثة عصرا، التي أعطتها المقاومة لجماعة الحوثي المسلحة للانسحاب من محافظة مأرب. ودعت المقاومة الشعبية في بيان من سمتهم بـ(المعتدين والمتعطشين) بالانسحاب الكامل من جبهات القتال ومن دون أي قيد أو شرط.
وحيت المقاومة في بيانها بطولات الرجال الأوفياء من منتسبي القوات المسلحة والأمن ورجال المقاومة الشعبية الصامدين في جبهات القتال ومواقع العز والشرف على أطراف محافظة مأرب الحضارة والتاريخ الشامخة.
وأكدت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أنه «في الوقت الذي تحاول لجنة الوساطة التي يقودها علي عبد ربه القاضي وحمد الغدر ونائف الأعوج، التوصل إلى اتفاق يقضي بإيقاف الحرب الدائرة ووقف إطلاق النار بين المسلحين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح وبين المقاومة الشعبية في محافظة مأرب، أطلق المسلحون الحوثيون والموالون لصالح أكثر من خمس قذائف هاون ما تسبب في تجدد المواجهات بين الطرفين».
وأوضحت المصادر «تسعى جماعة الحوثي المسلحة للدخول في وساطة لوقف الاقتتال مع المقاومة خصوصا بعد منحهم مهلة أربع وعشرين ساعة وذلك بسبب تكبدهم خسائر فادحة وإصابة العشرات منهم في شمال وغربي مأرب».
وتستمر المعارك بين الحوثيين المسلحين ومقاتلين من المقاومة في جبهة صرواح وسط تأكيدات بتقدم مقاتلي المقاومة الشعبية وسيطرتهم على مواقع كانت الجماعة تتمركز فيها، وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.
في المقابل، تستمر جماعة الحوثي المسلحة باقتحام بعض المساجد في صنعاء وعمران وبعض المحافظات اليمنية، وقامت، أمس، باقتحام مسجد الفاروق في السود بمحافظة عمران. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «مجموعة من مسلحي الحوثي اقتحموا جامع الفاروق بمنطقة المقابل بمديرية السود في محافظة عمران، دون وجود أي مبرر لهذا الاقتحام غير أن الجامع يحمل اسم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.