صور بالأقمار الصناعية تناقض «الرواية الروسية» بشأن الجثث في بوتشا

مشهد لشارع في بوتشا الأوكرانية التقط عبر الأقمار الصناعية في 19 مارس الماضي (ماكسار - أ.ف.ب)
مشهد لشارع في بوتشا الأوكرانية التقط عبر الأقمار الصناعية في 19 مارس الماضي (ماكسار - أ.ف.ب)
TT

صور بالأقمار الصناعية تناقض «الرواية الروسية» بشأن الجثث في بوتشا

مشهد لشارع في بوتشا الأوكرانية التقط عبر الأقمار الصناعية في 19 مارس الماضي (ماكسار - أ.ف.ب)
مشهد لشارع في بوتشا الأوكرانية التقط عبر الأقمار الصناعية في 19 مارس الماضي (ماكسار - أ.ف.ب)

تدحض مشاهد صورت عبر الأقمار الصناعية وفرتها شركة «ماكسار تكنولوجيز» الأميركية، على ما يبدو، الادعاءات الروسية التي تفيد بأن الجثث بلباس مدني التي عثر عليها في مدينة بوتشا الأوكرانية وضعت بعد انسحاب القوات الروسية.
وصدرت اتهامات كثيرة بحصول جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية (قصف عشوائي للمدن الأوكرانية وخطف مدنيين واغتصابات وتعذيب وقتل وغيرها) عن السلطات الأوكرانية ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، منذ اجتياح روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط). وقد واجه الروس مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية وهم ينفون أن يكونوا ارتكبوا فظائع.
تظهر مشاهد «ماكسار» التي تعود إلى منتصف مارس (آذار) عدة جثث عائدة لمدنيين ممددة في أحد شوارع بوتشا أو على جنبات الطريق، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
واستعاد الجيش الأوكراني قبل أيام قليلة المدينة الواقعة شمال غربي كييف، بعدما سيطر عليها الجيش الروسي. وأكدت السلطات الأوكرانية خلال نهاية الأسبوع الماضي أنها عثرت في بوتشا على جثث كثيرة بعد انسحاب الروس.
وقالت «ماكسار تكنولوجيز»، في بيان، «هذه المشاهد العالية الوضوحية تدعم مقاطع مصورة وصوراً نشرت حديثاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي تظهر وجود جثث ممددة في الشوارع (في بوتشا) منذ أسابيع عدة».

وفي تحليل لمشاهد مصورة عن قرب لشارع يابلونسكا وفرتها «ماكسار»، كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس (الاثنين)، أن بعضها موجود في الشارع منذ ثلاثة أسابيع على الأقل عندما كانت القوات الروسية لا تزال تسيطر على المدينة، بعدما قارنتها مع مشاهد فيديو لجثث منتشرة في الشارع صورت في الأول والثاني من أبريل (نيسان).
والسبت شاهدت وكالة الصحافة الفرنسية في بوتشا جثث ما لا يقل عن 22 شخصاً يرتدون ملابس مدنية في شوارع المدينة. وكانت إحدى الجثث ممددة قرب دراجة هوائية وأخرى إلى جانب أكياس تبضع. وكانت يداي إحدى الجثث موثقتين في الظهر.
ورفض الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس (الاثنين)، «بشكل قاطع» كل هذه الاتهامات، مؤكداً أن خبراء في وزارة الدفاع الروسية اكتشفوا دلائل على وجود «فبركة» في المشاهد التي عرضتها السلطات الأوكرانية على أنها أدلة على ارتكاب الروس مجزرة.
وكرر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، هذا النفي، في نيويورك خلال مؤتمر صحافي.

وقال نيبينزيا، «فجأة ظهرت (هذه الجثث) في الشوارع ممددة يمنة ويسرة، بعضها يتحرك والبعض الآخر تبدو عليه علامات حياة»، مندداً بمسرحية «دبرتها آلة الحرب في الدعاية الأوكرانية».
لكن في المشاهد الملتقطة عبر القمار الصناعية التي وفرتها «ماكسار»، وتعود إلى 19 و21 مارس، كانت جثث عدة منتشرة في شارع يابلونسكا في هذين التاريخين.

وأفاد تحليل «نيويورك تايمز» بأن هذه المشاهد تكشف نقاطاً قاتمة بحجم مماثل لأجسام بشرية في الشارع نفسه في 9 و11 مارس.
والكثير من الجثث التي صورت في مشاهد الأقمار الصناعية تظهر بالوضعية نفسها على الأرض التي ظهرت فيها في شريط فيديو صوره مستشار بلدي محلي أو الصور التي نشرتها وسائل إعلام عالمية.
وفي مقارنة أخرى بين صور مختلفة، حللت «نيويورك تايمز» فيديو بث عبر «إنستغرام» لجثة ممددة في الشارع أمام سيارتين. وذكرت الصحيفة أن صورة من «ماكسار» ملتقطة في 21 مارس تظهر الجثة والسيارتين في الوضعية نفسها والمكان نفسه.
وزار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بوتشا، أمس (الاثنين)، حيث ندد بحصول «جرائم حرب» و«إبادة» بعد العثور على عشرات الجثث بلباس مدني في المدينة وفي بلدات قرب العاصمة الأوكرانية.
وقال خلال مؤتمر صحافي مرتجل بعدما مشى في الشارع الذي تنتشر فيه ناقلات جند روسية متضررة وسط المنازل المدمرة، «أنتم هنا ويمكنكم أن تروا ما حصل. نعرف أن آلاف الأشخاص قتلوا وعذبوا أو قطعت أطرافهم واغتصبت نساء وقتل أطفال».



التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
TT

التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

تم اختيار مراقب من الأمم المتحدة لقيادة تحقيق خارجي في مزاعم سوء سلوك جنسي ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وفقا لما علمته وكالة أسوشيتد برس أمس الثلاثاء.

ومن المرجح أن يثير هذا القرار مخاوف تتعلق بتضارب المصالح نظرا لعمل زوجة المدعي العام السابق في الهيئة الرقابية.

وقدم خان تحديثات حول التحقيقات الحساسة سياسيا التي تجريها المحكمة في جرائم حرب وفظائع في أوكرانيا وغزة وفنزويلا، وغيرها من مناطق النزاع خلال اجتماع المؤسسة السنوي هذا الأسبوع في لاهاي بهولندا. لكن الاتهامات ضد خان خيمت على اجتماع الدول الأعضاء الـ124 في المحكمة الجنائية الدولية.

فقد كشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس في أكتوبر (تشرين الأول) أنه بينما كان خان يعد أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، كان يواجه في الوقت ذاته اتهامات داخلية بمحاولة الضغط على إحدى مساعداته لإقامة علاقة جنسية معها، واتهامات بأنه تحرش بها ضد إرادتها على مدار عدة أشهر.

وفي اجتماع هذا الأسبوع، قالت بايفي كاوكرانتا، الدبلوماسية الفنلندية التي تترأس حاليا الهيئة الرقابية للمحكمة الجنائية الدولية، للمندوبين إنها استقرت على اختيار مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، حسبما أفاد دبلوماسيان لوكالة أسوشيتد برس طلبا عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المحادثات المغلقة.

وأعربت منظمتان حقوقيتان مرموقتان الشهر الماضي عن قلقهما بشأن احتمال اختيار الأمم المتحدة لهذا التحقيق بسبب عمل زوجة خان، وهي محامية بارزة في حقوق الإنسان، في الوكالة في كينيا بين عامي 2019 و2020 للتحقيق في

حالات التحرش الجنسي. وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومبادرات النساء من أجل العدالة القائمة على النوع، في بيان مشترك إنه يجب أن يتم تعليق عمل خان أثناء إجراء التحقيق، ودعتا إلى «التدقيق الشامل في الجهة أو الهيئة المختارة للتحقيق لضمان عدم تضارب المصالح وامتلاكها الخبرة المثبتة».

وأضافت المنظمتان أن «العلاقة الوثيقة» بين خان والوكالة التابعة للأمم المتحدة تتطلب مزيدا من التدقيق. وقالت المنظمتان: «نوصي بشدة بضمان معالجة هذه المخاوف بشكل علني وشفاف قبل تكليف مكتب الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة بالتحقيق».