طيران التحالف يغير على مواقع للحوثيين في عدن.. وفشل محاولة تسلل إلى الضالع

منظمة حقوقية تكشف عن وحشية تعامل الميليشيات مع الأسرى والمعتقلين والمدنيين

امرأة يمنية تحمل إمدادات الإغاثة لأسرتها بمدينة تعز جنوب غربي اليمن (أ.ف.ب)
امرأة يمنية تحمل إمدادات الإغاثة لأسرتها بمدينة تعز جنوب غربي اليمن (أ.ف.ب)
TT

طيران التحالف يغير على مواقع للحوثيين في عدن.. وفشل محاولة تسلل إلى الضالع

امرأة يمنية تحمل إمدادات الإغاثة لأسرتها بمدينة تعز جنوب غربي اليمن (أ.ف.ب)
امرأة يمنية تحمل إمدادات الإغاثة لأسرتها بمدينة تعز جنوب غربي اليمن (أ.ف.ب)

أغار طيران التحالف، فجر أمس، على جزيرة العمال ومنطقة العريش غرب وشرق مطار عدن الدولي، وقال مصدر في المقاومة في عدن إن أمس (الأحد) شهد مواجهات بالدبابات والمدفعية في المنطقة الوسط الفاصلة بين مدينتي الشيخ عثمان التي تتمركز بها قوات المقاومة وخور مكسر المدينة التي ما زالت معقلا لقوات صالح والحوثي. ولفت المصدر إلى أن هذه المواجهات المسلحة التي استمرت طوال ساعات المساء وصباح أمس (الأحد) وسمعت أصواتها إلى أرجاء مدن عدنية عدة تأتي امتدادا لتحسن وتطور المقاومة الشعبية في عدن. ونوه بأن المقاومة وبعد تحريرها لمدينة «دار سعد» ومنطقة «البساتين» تخوض في الوقت الحاضر معركة لتحرير مطار عدن بمدينة خور مكسر وفك الحصار المفروض عليها والناتج عن سيطرة الميليشيات وقوات صالح على منطقة العريش شرق المدينة.
وعن مخازن رأس مربط التي ضربها طيران التحالف، أفاد قائد سابق في القوات البحرية لـ«الشرق الأوسط» إن محتويات هذه الخزائن قديمة، نافيا أن تكون هذه الأسلحة والذخيرة قريبة العهد. وقصفت طائرات تابعة لطيران التحالف في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس (السبت) مخازن سلاح بمنطقة رأس مربط بالتواهي. وقال سكان في مدينة التواهي لـ«الشرق الأوسط»، إن طائرات حربية قصفت مخازن السلاح بمنطقة رأس مربط القريبة من مقر المنطقة العسكرية الرابعة، وإن هذه المخازن تسببت بوقوع انفجارات عنيفة في هذه المواقع العسكرية الكائنة في هضبة رأس مربط المشرف على القاعدة البحرية المرابطة في المكان منذ إنشاء القوات البحرية قبل الوحدة عام 1990. وقال ضابط بحرية متقاعد لـ«الشرق الأوسط»، إن رأس مربط الذي تم قصفه بصواريخ الطيران هو موقع عسكري يتبع البحرية اليمنية ويحوي كميات من الذخائر الخاصة بالأسلحة الثقيلة.
وعن القصف الذي طال مدينة المنصورة قال سكان في المدينة وسط عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن شخصا واحدا قتل فجر يوم أمس (الأحد)، فيما أصيب آخرون إثر سقوط قذائف مدفعية تطلقها قوات موالية للحوثيين من خور مكسر منذ أيام. وأضاف السكان أن القتيل يعد الثاني الذي يلقى مصرعه متأثرا بقذائف القصف العشوائي الذي تعرضت له مدينة المنصورة خلال الثلاثة الأيام الماضية، إذ سبق أن قتل شاب فجر أول من أمس (السبت) وبقصف مماثل. وأشار السكان إلى مدينتهم ومنذ ثلاثة أسابيع تسقط على أحيائها السكنية قذائف الهاون والمدفعية؛ لكنها زادت في الأيام الأخيرة نتيجة المواجهات الحاصلة بين المقاومة وميليشيات الحوثي المدعومة بقوات الرئيس المخلوع المتمركزة شرق وشمال مدينة خور مكسر وتقوم بقصف عشوائي عبثي للأحياء السكنية في الشيخ عثمان والمنصورة والممدارة وعبد القوي وغيرها من الأحياء الواقعة خارج نطاق مناطق القتال.
وفي جبهة صلاح الدين غرب عدن، قتل ما لا يقل عن أربعين وجرح عشرات من ميليشيات الحوثي وقوات صالح التي حاولت صباح أمس (الأحد) التقدم إلى حي صلاح الدين غرب مدينة البريقة، وقال قائد في المقاومة لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه الميليشيات والقوات المتمركزة في منطقة عمران الساحلية شمال صلاح الدين التقدم إلى المدينة عبر الساحل، إلا أنها اصطدمت بمقاومة شرسة كبدتها عشرات القتلى والجرحى، فضلا عن الاستيلاء على أسلحة هذه القوات والمتمثلة بأسلحة خفيفة وآر بي جي ورشاشات متوسطة وأطقم، وأوضح القائد أن الميليشيات وقوات صالح مهدت لهجومها هذا ضرب كثيف للأحياء والأمكنة، كما وزادت كثافة نيرانها عقب فشل هجومها ومطاردة من بقي على قيد الحياة من قواتها المهاجمة إذ كانت إحدى قذائفها العشوائية قد قتلت خمسة أشخاص وجرحت نحو سبعة من الأشخاص الذين كانوا في المكان الذي وقعت فيه قذيفة المدفعية.
من ناحية أخرى، توفيت الطفلة حنين وحيد عبده مهيوب أول من أمس (السبت) بمستشفى ٢٢ مايو في الشيخ عثمان ووري جثمانها في مقبرة الممدارة جنوب المدينة. وقال مصدر طبي بمستشفى 22 مايو (أيار) لـ«الشرق الأوسط»، إن الطفلة حنين وحيد عبده مهيوب توفيت متأثرة بجراح أصيبت بها خلال عملية القصف التي وقعت يوم الأربعاء وطالت قوارب النازحين في مرسى مدينة التواهي. وقال مصدر طبي في المستشفى، إن الطفلة حنين وقبل وفاتها كانت قد أسعفت إلى مُسْتَشْفَى المصافي بمدينة البريقة وذلك قبل نقلها إلى المستشفى الكائن بمدينة الشيخ عثمان باعتبارها الناجية الوحيدة الباقية من عائلة لقي معظم أفرادها مصرعهم في الحادثة، إذ كان أبوها وأمها حياة عبده صالح ردمان وكذا جدتها «كاتبة» قد لقوا حتفهم في حادثة ضرب القارب، منوها بأنه وبوفاة الطفلة تكون العائلة قد لقيت مصرعها كاملة.
وفي محافظة الضالع شمال عدن شهدت مدينة الضالع مواجهات وبمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وذلك على أثر محاولات للميليشيات المدعومة بقوات اللواء ٣٣ مدرع لأحداث اختراق في جبهات المقاومة وبما يمكن هذه القوات من حفظ مواقعها المتمركزة فيها والتي باتت عرضة لنيران المقاومة، وقال قائد في المقاومة لـ«الشرق الأوسط»، إن المواجهات بدأت في الساعة الأولى من فجر أمس (الأحد) واستمرت لساعات. وأضاف أنه وبعد محاولة تسلل فاشلة إلى مدرسة شرق المدينة خسرت فيها الميليشيات وقوات الحوثي وصالح سبعة قتلى شوهدت جثثهم مرمية في الطريق المؤدي إلى كلية التربية أول من أمس (السبت) حاولت هذه الميليشيات المسنودة بكثافة نيرانية من الدبابات المتموضعة في شرق ووسط وغرب إحراز تقدم في جبهة المدينة إلا أنها باءت بالفشل. يذكر أن المقاومة وسط الطريق العام المؤدي إلى مدينة قعطبة تمكنت من استعادة هضبة حياز المحاذية لجبل السوداء الذي سبق لطيران التحالف ضربه. وقال مصدر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إنه وبعد أيام فقط من استيلاء هذه الميليشيات والقوات على الموقع المشرف على خط إمداداتها، ونوه المتحدث بأن الميليشيات والقوات الموالية للرئيس المخلوع اعتمدت في هجماتها على تفوقها في الأسلحة الثقيلة وعلى كثافة النيران المستخدمة وبطريقة عبثية همجية لا تفرق بين ما هو عسكري ومدني، بين جبهة وجماعة مسلحة وبين قرية وحي سكني وأناس عزل.
من جهة أخرى، وعلى صعيد الانتهاكات الممارسة من ميليشيات الحوثي وقوات صالح، كشف تقرير صادر عن «مؤسسة رواد التنمية وحقوق الإنسان» عن انتهاكات صارخة تمارسها هذه الميليشيات والقوات. المؤسسة أوضحت في تقريرها الصادر أو من أمس (السبت)، والخاص عن الأسرى والمعتقلين في محافظة لحج، أنها تتابع قضايا الأسرى والمعتقلين في المحافظات الجنوبية، وخصوصا في محافظة لحج وأهمها تلك الانتهاكات التي يتعرضون لها أثناء اعتقالهم وخلال مكوثهم في المعتقلات. تقرير المؤسسة الحقوقية أشار إلى تلقيها الكثير من البلاغات والشكاوى من قبل أهالي وأقارب الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرًا لدى جماعة الحوثي وأنصار صالح في عدة مواقع وأهمها قاعدة العند الجوية التي تعتبر المعتقل الرئيسي للجماعة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».