أنقرة تجهد لإيجاد موطئ قدم شرق البحر المتوسط

طلبات جديدة للبرلمان التركي لإسقاط عضوية نواب أكراد

أنقرة تجهد لإيجاد موطئ قدم شرق البحر المتوسط
TT

أنقرة تجهد لإيجاد موطئ قدم شرق البحر المتوسط

أنقرة تجهد لإيجاد موطئ قدم شرق البحر المتوسط

أكدت تركيا مجددا ضرورة تحقيق تعاون شامل في شرق البحر المتوسط، معتبرة أن أي مشروع في المنطقة محكوم عليه بالفشل إذا نفذ بمعزل عن تركيا وما يسمى بـ«جمهورية شمال قبرص التركية» غير المعترف بها.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده ترغب في أن يتم التوزيع العادل لثروات المنطقة وعدم تجاهل حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك.
وتتحرك تركيا من أجل إيجاد موطئ قدم لها في شرق البحر المتوسط، بعدما تكسرت محاولاتها السابقة لفرض أمر واقع بالقيام بعمليات بحث وتنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط قبالة سواحل اليونان وقبرص، ما أدى إلى بروز موقف متشدد من جانب الاتحاد الأوروبي دعما للبلدين العضوين فيه، فضلا عن رفض أطراف دولية منها الولايات المتحدة وروسيا، إلى جانب دول المنطقة للأنشطة التركية التي تسببت في توتر شديد في المنطقة.
وبدأت تركيا خطوات تهدف لإقناع إسرائيل بالتعاون معها في ملف تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، حيث تطرح نفسها كبديل أكثر ربحية عن اليونان وقبرص، اللتين اتفقت معهما إسرائيل من قبل على إنشاء خط «إيست ميد» لنقل الغاز إلى أوروبا عبر أراضيهما، لكن الولايات المتحدة رفعت دعمها للمشروع، فيما أرجعته تركيا إلى اكتشاف عدم جدواه من الناحية الاقتصادية.
كما تواصل أنقرة، في السياق ذاته، محاولات لتحسين العلاقات مع مصر التي لا تبدي عجلة في تطبيع العلاقات، التي تأثرت بشدة بموقف تركيا الداعم للإخوان المسلمين عام 2013.
وقال جاويش أوغلو، في مقابلة صحافية أمس الاثنين، إن قنوات الحوار بين بلاده واليونان أصبحت أكثر انفتاحا من ذي قبل، معربا عن أمله أن تخلق هذه الأجندة الإيجابية بيئة يمكن فيها مناقشة القضايا الثنائية بصدق، كما أن أنقرة تنتظر من أثينا التعامل بمصداقية معها.
وأضاف أن بلاده تسعى لتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع اليونان، مبينا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2021 وصل إلى 5.2 مليار دولار.
وفيما يتعلق بالأزمة القبرصية، أوضح جاويش أوغلو أن مفاوضات إقامة فيدرالية في الجزيرة انهارت، وأن الحل الوحيد الممكن حاليا هو إقامة دولتين مستقلتين، وأن بلاده تبذل قصارى جهدها لتأكيد المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي للجانب القبرصي التركي في الجزيرة.
وأوضح أن أنقرة بعثت برسائل إلى جميع القوى الفاعلة المعنية بالأزمة القبرصية، مفادها أنه ينبغي عليهم التركيز على الحقائق في الجزيرة، وأنه ينبغي عليهم التخلي عن المعايير المزدوجة المفروضة على القبارصة الأتراك.
على صعيد آخر، قدم حزب العدالة والتنمية الحاكم وشريكه في «تحالف الشعب»، حزب الحركة القومية، 23 ملفا للبرلمان التركي لطلب إسقاط الحصانة البرلمانية عن 18 نائبا من «حزب الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد إضافة إلى 9 نواب آخرين تقدم الحزبان من قبل بملفات لرفع الحصانة عنهم وتجريدهم من مقاعدهم البرلمانية، منهم الرئيسة المشاركة للحزب بروين بولدان، وذلك تمهيدا لمحاكمتهم بتهم تتعلق بالإرهاب.
وتستند طلبات رفع الحصانة إلى اتهامات بوجود صلات بين نواب «حزب الشعوب الديمقراطية» و«حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية، موجهة إلى 18 نائبا، بينهم رئيسة الكتلة النيابية للحزب ميرال دانيش بيشطاش، والمتحدثة المشاركة باسم الحزب أبرو غوناي و12 نائباً آخرين يتحدرون من مدن ذات غالبية كردية في تركيا، مثل ديار بكر وشانلي أورفا وماردين وتونجلي.
ورفع الحصانة عن النواب الأكراد بالبرلمان هو أمر يتكرر في تركيا منذ تسعينات القرن الماضي. وتم حبس عشرات النواب بعد إسقاط الحصانة البرلمانية عنهم، كما اعتقل العديد من النواب، أبرزهم الرئيسان المشاركان لـ«حزب الشعوب الديمقراطية» صلاح الدين دميرطاش وفيجان يوكسكداغ المحبوسان احتياطيا منذ ما يقرب من 5 سنوات في اتهامات تتعلق بالإرهاب ودعم «العمال الكردستاني».
ويواجه «حزب الشعوب الديمقراطية» دعوى مرفوعة من المدعي العام الجمهوري للعاصمة أنقرة، بكير شاهين، أمام المحكمة الدستورية العليا لإغلاقه وحظر أكثر من 600 من قياداته وأعضائه البارزين من ممارسة النشاط السياسي لمدة 5 سنوات. وينتظر أن تعقد المحكمة جلسة حاسمة في القضية خلال الشهر المقبل، بعد تأجيلها مرات عدة بسبب أخطاء إجرائية وقع فيها الادعاء العام ولمنح الفرصة لمحاميي الحزب لإعداد دفوعهم في القضية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».