عضو كنيست يتقدم بمشروع لإلغاء بند «وصمة العار» لإنقاذ نتنياهو

TT

عضو كنيست يتقدم بمشروع لإلغاء بند «وصمة العار» لإنقاذ نتنياهو

قدم عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عن حزب الليكود المعارض، دافيد أمسالم، أمس (الاثنين)، مشروع قانون يقضي بإلغاء بند «وصمة العار» الذي يفرض على سياسيين أدينوا بمخالفات فساد معينة، أن يعتزلوا السياسة طيلة سبع سنوات، وذلك بهدف إعفاء زعيم الحزب ورئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، من هذا العقاب في حال إدانته بتهم الفساد الخطيرة التي يحاكم فيها حالياً.
وقال أمسالم، المعروف بقربه الحميم مع نتنياهو، إن «وصمة العار هي إجراء غير مفهوم ويتعارض كلياً مع القانون الجنائي. فهذا القانون يفرض عقوبات واضحة على إدانات واضحة، فلماذا يميز ضد السياسيين ويضيف عقوبة أخرى؟ ولذلك يجب إلغاء بند وصمة العار».
ومع أن أمسالم يعرف أنه لا توجد أغلبية في الكنيست مؤيدة لمشروع قانون إلغاء وصمة العار، فإنه يطرحه لغرض إثارة نقاش عام في الشارع من حوله وتوفير قاعدة شعبية لفكرة «نزع الشرعية» عنه، ليسهم بهذا في الضغط على النيابة حتى تتوصل إلى صفقة ادعاء مع نتنياهو، تؤدي إلى إلغاء محاكمته بثمن رخيص وإبقائه في الحلبة السياسية، وانتخابه من جديد رئيساً للحكومة. وقال أمسالم إن «هناك وضعاً غريباً في السياسة الإسرائيلية، حيث إن الجمهور الذي يعرف نتنياهو جيداً ويعرف ما هي الاتهامات ضده، يواصل تأييده واعتباره أفضل شخصية سياسية تقود إسرائيل في هذه الظروف، لكن هناك من ينجح في إبعاده عن الحكم بوسائل قسرية».
وكان نتنياهو قد أجرى مفاوضات حول صفقة ادعاء في ملفات الفساد ضده مع المستشار القضائي السابق للحكومة، أفيحاي مندلبليت، قبيل انتهاء ولايته. ولكن بند وصمة العار بدا كأحد الأمور الأساسية الذي منع التوصل إلى صفقة ادعاء، حيث طالب نتنياهو بألا تكون ضمن العقوبة التي تفرض عليه، أو بإبقائها لحسم المحكمة لاحقاً. وعارضت النيابة طلب نتنياهو بشدة وإصرار. وبسبب هذا الخلاف، تدور في قاعة المحكمة معركة حامية الوطيس في كل جلسة، تحاول النيابة فيها تثبيت الحكم ضد نتنياهو يحاول محامو الدفاع تقويض شهادات ومصداقية الشهود. وتأتي مبادرة أمسالم محاولة لتكبيل أيدي المحكمة وليس فقط النيابة.
يذكر أن النيابة قدمت لائحة اتهام ضد بنيامين نتنياهو في 3 ملفات، تتضمن تلقيه هدايا ومزايا من رجال أعمال، مقابل تسهيلات، واتهامه بمحاولة التوصل إلى اتفاق مع ناشر صحيفة «يديعوت أحرونوت» أرنون موزيس، للحصول على تغطية إيجابية لأنشطته في الصحيفة، مقابل إضعاف صحيفة «إسرائيل اليوم» المنافسة. والملف الأخير، وهو الأكثر خطورة؛ حيث يتضمن اتهامات لنتنياهو بالحصول على رشى مقابل إعطاء مزايا وتسهيلات مالية للمساهم المسيطر في شركة الاتصالات «بيزك» شاؤول ألوفيتش. ويقدر خبراء القانون بأن إدانة نتنياهو بهذه التهم ستجعل المحكمة ترسله إلى السجن الفعلي لعدة سنوات وفرض عزلة عليه من السياسة طيلة 7 سنوات.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.