تنديد واسع بمجزرة بوتشا ومطالبة بمحاسبة المسؤولين

جانب من المقبرة الجماعية التي تم العثور عليها في بوتشا (أ.ب)
جانب من المقبرة الجماعية التي تم العثور عليها في بوتشا (أ.ب)
TT

تنديد واسع بمجزرة بوتشا ومطالبة بمحاسبة المسؤولين

جانب من المقبرة الجماعية التي تم العثور عليها في بوتشا (أ.ب)
جانب من المقبرة الجماعية التي تم العثور عليها في بوتشا (أ.ب)

توالت الإدانات الدولية لروسيا بعد العثور، اليوم (الأحد)، على عشرات الجثث في مقبرة جماعية في ضاحية بوتشا بعد انسحاب الجيش الروسي منها.
واستنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (الأحد) الصور «التي لا تُحتمل» من مدينة بوتشا الأوكرانية حيث عُثر على عشرات الجثث على الطرقات وفي مقابر جماعية، مشدداً على ضرورة أن «تُحاسب السلطات الروسية على جرائم قتل المدنيين». وكتب ماكرون على تويتر: «في الشوارع، قُتل مئات المدنيين بجبن».
https://twitter.com/EmmanuelMacron/status/1510614060349509637?s=20&t=B7Qv7a11yMdJHqK8YVBzeg
كما قال وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم إنه يدين بشدة ما وصفها بـ«الانتهاكات الجسيمة» التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية.
وأشار لو دريان بالأخص إلى بلدة بوتشا الواقعة على مشارف كييف، حيث تقول السلطات الأوكرانية إن «مذبحة» متعمدة ارتكبتها روسيا.
وأضاف لو دريان في بيان أن مثل هذه الانتهاكات من شأنها أن تشكل جرائم حرب وأن فرنسا ستعمل مع السلطات الأوكرانية والمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المسؤولين عنها.
شولتس
واتهم المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم (الأحد)، الجيش الروسي بارتكاب جرائم في أوكرانيا وطالب بكشف ملابسات هذه الجرائم على نحو لا هوادة فيه.
وقال: «أطالب بإتاحة وصول منظمات دولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى هذه المناطق وتوثيق الفظائع بشكل مستقل»، مضيفاً: «يجب علينا كشف ملابسات هذه الجرائم للجيش الروسي على نحو لا هوادة فيه»، مطالباً بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ومن كلفهم بها.
وتابع: «وصلت إلينا من أوكرانيا في هذه العطلة الأسبوعية صور مروعة ومفزعة». وأوضح شولتس أنه تم اكتشاف عشرات المدنيين المقتولين رمياً بالرصاص في منطقة بوتشا التي كانت تخضع لسيطرة الجيش الروسي حتى أيام قليلة مضت.
وتحدث شولتس عن «شوارع مكتظة بالجثث وأجساد مدفونة على نحو غير مرضٍ، وقد قيل إن نساءً وأطفالاً ومسنين بين الضحايا».
كما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم، إن فرض عقوبات أشد صرامة هو الثمن الذي يجب أن تدفعه روسيا عن «جرائم الحرب» في بلدة بوتشا الأوكرانية، ونددت بما وصفته «بالعنف غير المقيد» الذي يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بلينكن
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، إن صور القتلى من المدنيين الأوكرانيين الذين عُثر عليهم في بلدة بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية «مؤلمة للغاية»، مشدداً على أنه يجب محاسبة المسؤولين عن أي جريمة حرب.
وأضاف في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «لا يسعنا إلا أن نعتبر هذه الصور مؤلمة للغاية»، وذلك قبل أن يشير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قالت إنها تعتقد أن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب وإنها تساعد في جمع الأدلة.
https://twitter.com/CNN/status/1510610029547819008?s=20&t=B7Qv7a11yMdJHqK8YVBzeg
وتجنب بلينكن الرد على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن القوات الروسية قد ارتكبت إبادة جماعية، حيث قال: «سنبحث بجدية ونوثق كل ما نراه، ونجمعه للتأكد من أن المؤسسات والمنظمات ذات الصلة تبحث في هذا الأمر، بما في ذلك وزارة الخارجية».
ستولتنبرغ
أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ عن شعوره بالفزع حيال موت عشرات الأشخاص في ضاحية بوتشا القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف.
وقال تصريحات لمحطة «سي إن إن» الأميركية: «هذه وحشية ضد المدنيين لم نشهد مثيلاً لها في أوروبا منذ عقود».
وأضاف: «مهاجمة المدنيين وقتلهم أمر مفزع وغير مقبول على الإطلاق»، مشيراً إلى أن هذا يؤكد ضرورة إنهاء الحرب ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع.
وفيما يتعلق بانسحاب القوات الروسية من محيط كييف، قال ستولتنبرغ: «ما نراه ليس انسحاباً حقيقياً، بل إن ما نراه هو أن روسيا تعيد تموضع قواتها»، وحذر الأمين العام للحلف الأطلسي من الإفراط في التفاؤل «فالهجمات ستتواصل، كما أننا قلقون أيضاً حيال تكثيف الهجمات ولا سيما في الجنوب وفي الشرق».
كان نشر صور لجثث في شوارع بوتشا الواقعة شمال غربي كييف بعد انسحاب القوات الروسية منها، قد أثار حالة من الفزع على المستوى الدولي.
«هيومان رايتس ووتش»
اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان الجيش الروسي بارتكاب جرائم حرب مثل عمليات الإعدام وحالات نهب.
وفي تقرير المنظمة، الذي تم نشره في وارسو، اليوم، تم ذكر وقوع مثل هذه الحالات في محيط العاصمة الأوكرانية كييف ومدينتي خاركيف وتشيرنيهيف.
وقال مدير المنظمة في أوروبا هيو ويليامسون: «الحالات التي وثقناها هي أعمال متعمدة من القسوة والعنف موجهة للسكان المدنيين الأوكرانيين».
وتابع: «يجب التحقيق في حالات اغتصاب وقتل وأعمال عنف أخرى (من جانب) قوات روسية ضد أشخاص باعتبارها جرائم حرب».
وتشمل الحالات المدرجة لدى المنظمة واقعة إطلاق النار على رجل في الرابع من مارس (آذار) الماضي في مدينة بوتشا.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».