مخاوف من عودة الاضطرابات العرقية إلى مقدونيا

الشرطة تلاحق «إرهابيين» تسللوا عبر الحدود ونفذوا تفجيرات

مخاوف من عودة الاضطرابات العرقية إلى مقدونيا
TT

مخاوف من عودة الاضطرابات العرقية إلى مقدونيا

مخاوف من عودة الاضطرابات العرقية إلى مقدونيا

في مؤشر على عودة الاضطرابات العرقية إلى شمال مقدونيا، شهدت بلدة كومانوفو الواقعة على بعد 40 كيلومترا شمال العاصمة سكوبيه، أمس، انفجارات وإطلاق نار كثيفا، وذلك بعدما باشرت الشرطة عملية ضد ما وصفتها بأنها «مجموعة مسلحة». ويخشى محللون عودة التوتر إلى هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة بعد أشهر من أزمة سياسية.
وقال موظفون في القطاع الطبي إن أربعة ضباط على الأقل أصيبوا بجروح خطيرة بعد أن نفذت وحدات خاصة تابعة للشرطة تدعمها عربات مدرعة عملية في ضاحية ببلدة كومانوفو الواقعة على بعد 40 كيلومترا شمال العاصمة سكوبيه والتي كانت شهدت اشتباكات أثناء تمرد مواطنين من أصل ألباني عام 2001. وبعد ساعات من العملية أغلقت قوات الأمن منافذ البلدة. وجاء هذا بعدما سمع تبادل كثيف لإطلاق النار من رشاشات وانفجاران مدويان فجر أمس. كما حلقت طائرات الهليكوبتر فوق المنطقة التي يسكنها نحو 100 ألف شخص من جماعات عرقية متنوعة. وقال إيفو كاتفسكي، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إنه لديه معلومات عن سقوط «ضحايا»، لكنه رفض الإفصاح عن العدد.
ومن المرجح أن تزيد الأحداث القلق في الغرب بشأن الاستقرار في مقدونيا، حيث تواجه الحكومة مشاكل بسبب مزاعم المعارضة عن تجسس بشكل واسع النطاق وإساءة استغلال للسلطة على نطاق واسع. وبدأت المعارضة احتجاجات صغيرة لكن يومية مطالبة باستقالة رئيس الوزراء المحافظ نيكولا غروفسكي، وهددت بحشد الآلاف يوم 17 مايو (أيار) الحالي. ويخشى مراقبون من أن يحاول القادة السياسيون من الطرفين زيادة حدة التوتر العرقي كأسلوب ضغط. وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية دون الخوض في تفاصيل أن الشرطة بدأت العملية «استنادا إلى معلومات بشأن مجموعة مسلحة». وأضاف كاتفسكي في مؤتمر صحافي أن المسلحين كانوا يخططون «لأعمال إرهابية» وأنهم «تسللوا» إلى البلاد من دولة مجاورة لم يسمها.
وتقدر نسبة الألبان في مقدونيا التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة بنحو 30 في المائة. وحمل مسلحون السلاح في 2001، واشتبكوا مع قوات الأمن، قبل أن يلعب الغرب دور الوسيط في اتفاق سلام يعرض على الأقلية الألبانية مزيدا من الحقوق والتمثيل ودخول الساحة السياسية. لكن تنفيذ الاتفاق كان بطيئا، ويستعر التوتر من حين لآخر. وبغض النظر عن العرق يشعر كثيرون في مقدونيا بالإحباط بسبب الوتيرة البطيئة للنمو والاندماج مع الغرب في ظل تعثر مساعي البلاد للانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بسبب نزاع طويل الأمد مع اليونان على اسم البلاد.



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.