عضو في مجلس الأنبار: تنظيم داعش يحشد مقاتليه الأجانب في القائم

أكثر من ألف من أبناء العشائر ينضمون إلى «الحشد الشعبي»

أبناء العشائر الذين انضموا إلى الحشد الشعبي يشاركون في أول تمرين لهم في معسكر بعامرية الفلوجة أول من أمس (أ.ف.ب)
أبناء العشائر الذين انضموا إلى الحشد الشعبي يشاركون في أول تمرين لهم في معسكر بعامرية الفلوجة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

عضو في مجلس الأنبار: تنظيم داعش يحشد مقاتليه الأجانب في القائم

أبناء العشائر الذين انضموا إلى الحشد الشعبي يشاركون في أول تمرين لهم في معسكر بعامرية الفلوجة أول من أمس (أ.ف.ب)
أبناء العشائر الذين انضموا إلى الحشد الشعبي يشاركون في أول تمرين لهم في معسكر بعامرية الفلوجة أول من أمس (أ.ف.ب)

كشف عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان محمد، عن قيام تنظيم داعش باستقدام العشرات من المسلحين الأجانب التابعين له من سوريا إلى مدينة القائم، 450 كم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.
وقال محمد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «أرتالا من العجلات تحمل مسلحين من جنسيات أجنبية تابعين لتنظيم داعش قدمت إلى مدينة القائم الحدودية مع سوريا، وقد جاء التنظيم بهؤلاء لتعزيز قواته بعد أن تخرجت أول دفعة من مقاتلي العشائر العراقية التي ستقاتل التنظيم الإرهابي من أجل طرده من الأنبار». وأضاف محمد أن «أهالي القائم يشاهدون المسلحين الأجانب ينتشرون في شوارع مدينتهم».
وطالب محمد طيران التحالف الدولي والعراقي بـ«قصف هؤلاء العناصر الذي يوجدون في السيطرات ومكان تجمعاتهم وإيقاع أكبر خسائر ممكنة بهم». وكان محمد أبلغ «الشرق الأوسط» قبل أيام بأن تنظيم داعش يحشد عناصره في مدينة القائم للهجوم على مدينتي حديثة والبغدادي غرب الرمادي، داعيا القيادات الأمنية إلى أخذ الأمر على محمل الجد.
من جهة أخرى، حذر عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي من سقوط ناحية البغدادي (90 كم غرب مدينة الرمادي)، تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش، بسبب ما اعتبره إهمالا أمنيا من قبل الحكومة. وقال الفهداوي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «مسلحي تنظيم داعش الإرهابي يقومون بشن سلسلة من الهجمات بين الحين والآخر تستهدف ناحية البغدادي، مما أدى إلى استنزاف قدراتها القتالية مع استمرار الإهمال الحكومي بعدم تجهيز أو تسليح القوات الأمنية وأبناء العشائر في المنطقة».
على صعيد آخر ذي صلة، انضم أكثر من ألف من أبناء عشائر الأنبار إلى قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية ضد تنظيم داعش، في مسعى لجعل «الحشد» المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية، ذات قاعدة تمثيلية مذهبية أوسع. وشارك مسؤولون سياسيون وأمنيون وزعماء عشائريون، أول من أمس، في عرض كبير في قاعدة عسكرية في بلدة عامرية الفلوجة، لتعزيز دور عشائر الأنبار، كبرى محافظات العراق، في القتال ضد التنظيم.
وقال محافظ الأنبار صهيب الراوي خلال العرض «لا حياة بعد اليوم مع القتلة والمجرمين.. لا حياة بعد اليوم مع من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين.. مع المتطرفين والجهلة وتجار الدماء». وأضاف الراوي متوجها إلى عشائر الأنبار «ليكن يومنا هذا إعلان ثورة عارمة ضد (داعش)».
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تسعى حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى استمالة عشائر الأنبار للوقوف إلى جانب القوات الأمنية ضد التنظيم ونزع الصبغة المذهبية عن الحشد.
ويحمل مئات من أبناء العشائر السنية في الأنبار السلاح ضد «داعش» منذ أشهر للدفاع عن مناطقهم، إلا أنهم يشكون ضعف التسليح والدعم الحكومي. كما قاتل بعضهم خلال الفترة الأخيرة تحت مظلة الحشد، إلا أن احتفال أول من أمس هو الإعلان الرسمي لبدء عملية الانتساب إليه. وأشار الراوي إلى أن توجيهات العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، تقتضي بانضمام ما يصل إلى ستة آلاف من عشائر الأنبار إلى الحشد.
وتأتي هيكلية الانتساب الجديدة في محاولة لتفادي المشاكل السابقة التي واجهت محاولات تسليح أبناء عشائر الأنبار، ومنها الفساد والفوضى وفقدان الأسلحة. ولهذا الغرض، شكلت لجنة تضم ممثلين لمكتب المحافظ والجيش العراقي و«هيئة الحشد الشعبي». وقال الراوي للصحافيين «لن تكون ثمة عشوائية وفوضى كما في الماضي». وأوضح مسؤولون أن عدد الذين انضموا الجمعة بلغ 1100 مقاتل، وسيتلقون أسلحة في قاعدة الحبانية العسكرية في الأنبار. ومن المقرر أن ينال هؤلاء أجرا شهريا يوازي 650 دولارا أميركيا.
وقال عمر ممدوح (24 عاما)، وهو أحد المنتسبين الجدد «نحن قادرون على الانتصار على داعش (...) لكننا نحتاج إلى الأسلحة».
ومن المشاركين في العرض فتية لا يتجاوز سنهم 15 أو 16 عاما. وأدت مشاركة مقاتلي الفصائل الشيعية في القتال إلى جانب القوات الأمنية دورا حاسما في استعادة السيطرة على بعض المناطق، لا سيما منها مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، مطلع أبريل (نيسان) الماضي. وبعد أيام من ذلك، أعلن العبادي أن «المعركة القادمة» ستكون استعادة السيطرة على كامل محافظة الأنبار. إلا أن مشاركة الفصائل الشيعية، التي تتهم بارتكاب إساءات في بعض المناطق التي تستعيد السيطرة عليها، قد تثير حفيظة السكان السنة في الأنبار. وسرعت الولايات المتحدة، التي تقود تحالفا دوليا ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا المجاورة، من وتيرة تسليم بعض الأسلحة للحكومة العراقية، على أن تقوم الأخيرة بتخصيصها للأنبار. كما يوجد مئات المستشارين الأميركيين في قواعد عسكرية عراقية في المحافظة، للمشاركة في التدريب وتقديم المشورة حول قتال تنظيم داعش. وشهدت العلاقات بين سكان الأنبار والحكومة العراقية توترا شديدا في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي يتهمه خصومه باتباع سياسة إقصاء وتهميش بحق السنة، وهو ما يرى محللون أنه أسهم في تسهيل سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة من البلاد.
ووجه محافظ الأنبار أول من أمس تحية إلى العبادي، الذي خلف المالكي في رئاسة الحكومة الصيف الماضي، وحاول اتباع سياسة أكثر تصالحية. وقال الراوي «لقد وجدنا فيك (العبادي) أخا عزيزا كريما أبيا يحمل همّ العراق.. كل العراق». وأطلق على المقاتلين الذين انتسبوا اليوم تسمية «كتيبة النهروان»، نسبة إلى المعركة الشهيرة التي جرت في القرن السابع الميلادي قرب بغداد، والتي ينظر إليها كونها ذات رمزية توحيدية.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.