المشاورات اليمنية تعيد الأمل بخروج اليمن من وضعه الراهن

المنيخر لـ«الشرق الأوسط»: كل الحلول مفتوحة ولا خيار إلا النجاح

السفير سرحان المنيخر لدى تحدثه مع «الشرق الأوسط» في المركز الإعلامي بمقر مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)
السفير سرحان المنيخر لدى تحدثه مع «الشرق الأوسط» في المركز الإعلامي بمقر مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)
TT
20

المشاورات اليمنية تعيد الأمل بخروج اليمن من وضعه الراهن

السفير سرحان المنيخر لدى تحدثه مع «الشرق الأوسط» في المركز الإعلامي بمقر مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)
السفير سرحان المنيخر لدى تحدثه مع «الشرق الأوسط» في المركز الإعلامي بمقر مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)

فيما اعتبر سرحان المنيخر سفير مجلس التعاون الخليجي لدى اليمن كل الحلول مفتوحة أمام اليمنيين ليقرروا مصير بلادهم والخروج من الوضع الراهن، أكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء سالم السقطري أن المشاورات الحالية برعاية الخليج تمثل الأمل لإحلال السلام في اليمن.
وقال المنيخر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا خيار أمام المشاورات اليمنية إلا النجاح، ولا مستحيل في تجاوز التحديات في المشهد اليمني بدعم دول مجلس التعاون الخليجي».
وكانت المشاورات اليمنية – اليمنية انطلقت الأربعاء الماضي بمشاركة أكثر من 800 شخصية يمنية، وحضور المبعوثين الأممي والأميركي والسويدي لليمن، إلى جانب سفراء غربيين وعرب.
وعن الانطباع الذي تشكل لدى مجلس التعاون، خلال اليومين الأولين منذ انطلاق المشاورات، وإمكانية تجاوز مجرد وضع الأفكار إلى خطوات عملية في مسار الحل، قال المنيخر «من يعرف اليمنيين، يدرك أنهم يتقدمون ويتفوقون على أنفسهم، ونحن معنيون بتوفير هذه المنصة، وتمكينهم من الحديث إلى بعضهم، وكل الحلول مفتوحة، وقد تُقرّ هذه المشاورات آلية محددة للخروج باليمن من وضعه الراهن، وتشكيل فرق لمتابعة ما يجري الاتفاق بشأنه من اليمنيين من خلال المشاورات، وسيكون مجلس التعاون الخليجي داعماً لهذه المخرجات، ولإنقاذ البلاد وضمان حياة كريمة وبلد مستقر لجميع اليمنيين».
وأوضح سفير دول مجلس التعاون لدى اليمن أن اليوم الثاني من المشاورات اليمنية، خصص لاستكشاف الوضع الراهن لليمن، في جميع القضايا والمحاور، من قبل أعضاء الحوار اليمنيين لا سيما في المحاور الستة «السياسي، الاقتصادي والتنموي، الإغاثي والإنساني، الاجتماعي، والمحور الإعلامي»، مشدداً على أن «هذه المحاور جاءت باختيار من اليمنيين أنفسهم، لأنهم أكثر من يدرك المشاكل التي تكمن لديهم، واقتراح أفضل الحلول إزاءها، ولذلك سميت المشاورات اليمنية - اليمنية، للخروج بخريطة طريق يمنية والدفع نحو إيجاد حل سياسي شامل للأزمة في البلاد».
وأضاف السفير المنيخر، أن «الدعوة وجهت لكل المكونات دون استثناء، والجميع استقبلها، وحضر 800 شخصية، وهذا العدد يعطي الانطباع عن رغبة اليمنيين وما يصبون إليه من أمن واستقرار لبلدهم، وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى مارس (آذار) 2013 فإن هذا العدد الضخم من المشاركين يفوق عددهم في مؤتمر الحوار الشامل الذي بلغ 565 شخصا، وهو ما يعطي إشارة واضحة عن إصرار اليمنيين على الخروج ببلدهم من الوضع الراهن، إلى وضع آخر آمن ومستقر، وبدعم من أشقائهم في مجلس التعاون الخليجي، الذي يرعى ويدعم ما يتفق بشأنه اليمنيين».
ولفت سرحان المنيخر إلى أن «الفكرة من هذه المشاورات، هي إعطاء منصة لأبناء الشعب اليمني، ليلتقوا مع بعضهم، بعد انقطاع دام سنوات، لم تجلس خلالها الأطراف اليمنية مع بعضها بشكل منفرد ومباشر، باستثناء لقاءاتهم مع المؤسسات الدولية والأممية، وأن مجلس التعاون الخليجي، حرص على تقديم الدعوة وجمع جميع الفرقاء اليمنيين تحت سقف واحد، للمشاركة لا باعتبارهم ضيوفاً على الرياض، بل أهل نزلوا في دارهم وبين إخوانهم من دول مجلس التعاون الخليجي».
من جانبه، أكد اللواء سالم السقطري القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي ووزير الزراعة والري والثروة السمكية في حكومة الكفاءات اليمنية، أن المشاورات تشكل علامة في تاريخ الصراع للإنتهاء منه والجنوح للسلام بمشاركة كل القوى السياسية.
وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «دعوة مجلس التعاون مقدرة وهي أمل كبير لتخرج البلاد من الأزمة وإحلال السلام في المرحلة القادمة، كما أن هذه المشاورات تتبنى ملفات مهمة مثل الملف الاقتصادي الذي يشكل بالنسبة لنا هاجساً خاصة الوضع المتردي في الأمن الغذائي والوضع الإنساني في البلاد».
ولفت السقطري إلى أن «وقوف دول الخليج كما عهدناه دائماً، وما يقومون به مطبوع على جباه كل أبناء اليمن ونتطلع للخروج بنتائج وتوصيات تخدم تطلعات الشعب المنهك خلال السنوات السبع من الحرب». إلى ذلك، أكدت مصادر غربية لـ«الشرق الأوسط» أن نتائج المشاورات اليمنية – اليمنية تعد مهمة جداً في رسم صورة مستقبل اليمن خلال الفترة القادمة، وأنها ستفيد جهود المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ الذي يحاول وضع تسوية شاملة للصراع الذي دخل عامه الثامن.
وأضافت المصادر التي رفضت – الإفصاح عن هويتها – أنه «يتوقع أن ينتج عن المشاورات الحالية في الرياض فرق عمل لمتابعة النتائج، والتنسيق مع مكتب المبعوث الأممي لتحقيق كل ما يخدم الشعب اليمني ويخفف من معاناته».
وكانت الأطراف والمكونات اليمنية المشاركة في مشاورات الرياض التي يرعاها مجلس التعاون الخليجي، أبدت قدراً كبيراً من التوافق والحرص على مستقبل بلادهم، وسارت هذه المشاورات خلال اليومين الماضيين بروح ودية وتوافقية وتعاونية.
وبحسب الدكتور عبد العزيز العويشق، مساعد أمين عام مجلس التعاون الخليجي للشؤون السياسية والمفاوضات، فإن حالة التوافق والتعاون التي أظهرتها الأطراف والمكونات اليمنية فاقت «التوقعات».



بتوجيه من ولي العهد... التزام سعودي بدعم جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

0 seconds of 21 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:21
00:21
 
TT
20

بتوجيه من ولي العهد... التزام سعودي بدعم جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جدة... مايو 2023 (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جدة... مايو 2023 (واس)

بتوجيه من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، استضافت السعودية، في جدة محادثات أميركية - أوكرانية ضمن مساعيها لحل الأزمة، بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف.

وعُقدت المحادثات بين وفدَي الولايات المتحدة وأوكرانيا بفندق «الريتز كارلتون» بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد العيبان.

وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديَّين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)
وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديَّين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)

في حين مثّل الجانب الأميركي في جلسة المحادثات وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز. ومثّل الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبها، ووزير الدفاع رستم عمروف.

وتأتي هذه المحادثات ضمن مساعي المملكة لحل الأزمة في أوكرانيا، بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، وضمن جهودها لتعزيز الأمن والسلام العالميَّين، وانطلاقاً من إيمانها بأهمية الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، وأن الحوار هو الوسيلة الأنجح لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار الدوليَّين.

ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية - الروسية، كثَّف ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، اتصالاته لدعم الجهود والمساعي الدولية الهادفة إلى حل الأزمة، وتحقيق السلام، والتخفيف من تداعياتها الإنسانية.

وأكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الاثنين، حرص المملكة ودعمها جميع المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة الأوكرانية، والوصول إلى السلام.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جدة... مايو 2023 (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جدة... مايو 2023 (واس)

وفي ظلِّ التزامها بسياسة الحياد والتوازن في النزاعات الدولية، وترسيخها مكانتها وسيطاً موثوقاً، تُعيد المملكة العربية السعودية رسم ملامح دورها في الدبلوماسية العالمية، لتصبح ساحةً تجمع الفرقاء ومنصةً رئيسيةً للمفاوضات الحساسة بين القوى الإقليمية والدولية.

الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بدوره قال، إن بلاده تعتمد على «الدعم السعودي النشط والمستمر للوصول إلى صيغة للسلام».

في أغسطس (آب) 2023، استضافت مدينة جدة، المطلة على البحر الأحمر، اجتماعاً لمستشاري الأمن القومي من نحو 40 دولة. وتأتي الاجتماعات الأميركية - الأوكرانية اليوم امتداداً للجهود المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار الدوليَّين، واستكمالاً للمبادرات القائمة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، من خلال التنسيق والتشاور مع الأطراف المعنية، وبحث سبل حلها.

جانب من اجتماع جدة التشاوري لمستشاري الأمن القومي بشأن الأزمة الأوكرانية بمشاركة أكثر من 40 دولة ومنظمة (واس)
جانب من اجتماع جدة التشاوري لمستشاري الأمن القومي بشأن الأزمة الأوكرانية بمشاركة أكثر من 40 دولة ومنظمة (واس)

وكانت السعودية قدَّمت لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2023، حزمتين من المساعدات بقيمة 410 ملايين دولار، حيث قام الصندوق السعودي للتنمية بدعم أوكرانيا بالغاز المسال ومشتقات النفط بمبلغ 300 مليون دولار بوصفه منحةً مقدمةً من الحكومة السعودية، كما قدَّم «مركز الملك سلمان للإغاثة» مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار.

كما وقَّع «مركز الملك سلمان للإغاثة» اتفاقيتَي تعاون مشترك لتقديم مساعدات طبية وإيوائية للاجئين من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، خصوصاً بولندا، مع منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقيمة 10 ملايين دولار أميركي؛ مناصفة بينهما، حيث بلغ إجمالي الدعم المقدم لأوكرانيا 410 ملايين دولار أميركي.

وصول إحدى الطائرة الإغاثية السعودية التي تحمل مساعدات للشعب الأوكراني (واس)
وصول إحدى الطائرة الإغاثية السعودية التي تحمل مساعدات للشعب الأوكراني (واس)

ويرى مراقبون أن اختيار السعودية لاستضافة المباحثات الحالية يعكس تقدير القيادتين الأميركية والأوكرانية لولي العهد السعودي، ومكانة المملكة السياسية والاقتصادية، وثقلها ودورها المحوري على المستويين الإقليمي والدولي.

كما يعكس تحوّل الرياض إلى وجهة لقادة الولايات المتحدة وروسيا مكانةَ المملكة وثقلها السياسي، والدور القيادي لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وقال المبعوث الأميركي السابق لمنطقة الشرق الأوسط دنيس روس، إن مشاركة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في القمة الأميركية - الروسية المرتقبة تشير إلى «علاقة ثقة مع كل من الرئيسين ترمب وبوتين».

وأضاف في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» أن «الرياض حافظت على علاقات جيدة مع جميع أطراف الصراع، مما يوفر بيئةً مريحةً، ويجعلها موقعاً منطقياً لاستضافة المحادثات».

تواصل الدبلوماسية السعودية تكثيف جهودها في الوساطة بين الدول؛ سعياً لحل النزاعات عبر السبل السلمية، وتعزيز الحوار والتفاهم لتحقيق تقارب يمهِّد لسلام مستدام، حسبما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

من اليسار: مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير الدولة السعودي مساعد العيبان ورئيس مكتب الرئاسة الأوكراني أندريه يرماك ووزير الدفاع الأوكراني روستم عمروف خلال المباحثات في جدة... الثلاثاء (أ.ف.ب)
من اليسار: مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير الدولة السعودي مساعد العيبان ورئيس مكتب الرئاسة الأوكراني أندريه يرماك ووزير الدفاع الأوكراني روستم عمروف خلال المباحثات في جدة... الثلاثاء (أ.ف.ب)

وتأتي الجهود السعودية في الوساطة، في سياق تصاعد التوترات بين القوى الكبرى، لا سيما في أوروبا منذ اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية قبل نحو 3 سنوات، إلى جانب محاولات الغرب احتواء نفوذ الصين وروسيا.

في 19 فبراير الماضي، احتضنت الرياض محادثات أميركية - روسية جمعت وزيرَي خارجية البلدين، في أول لقاء بهذا المستوى منذ اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير 2022.

وأسفرت المحادثات عن اختراق دبلوماسي مهم، إذ اتفق الطرفان على إعادة موظفي البعثتين الدبلوماسيتين، وتعزيز التعاون الاقتصادي، واصفين المناقشات بأنها «مثمرة» و«خطوة مهمة إلى الأمام».