استكمال اتفاقيات تجارية بين إسرائيل والإمارات ومصر

بنيت ولبيد يعتبرانها تاريخية

TT

استكمال اتفاقيات تجارية بين إسرائيل والإمارات ومصر

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أمس الجمعة، عن استكمال المفاوضات مع دولة الإمارات العربية المتحدة حول اتفاقية التجارة الحرة بين الدولتين، واعتبرها «اتفاقيات تاريخية بكل المقاييس».
وجاءت هذه الاتفاقيات بعد خمسة شهور من المداولات، وهي تشمل قضايا تتعلق بتجارة البضائع، بما في ذلك الإجراءات التنظيمية والمعايير، والجمارك، وتجارة الخدمات، والتعاون، والمشتريات الحكومية، والتجارة الإلكترونية والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية. وتشمل الاتفاقية 95 في المائة من المنتجات التي تتم المتاجرة بها بين الدولتين والتي ستكون معفاة من الجمارك بشكل فوري أو تدريجي بمعنى المنتجات الغذائية والزراعية، ومستحضرات التجميل، والمعدات الطبية، والأدوية وغير ذلك. وقد تم تحويل نصوص الاتفاقيات إلى المستشارين القضائيين لمنحها طابعا قانونيا رسميا، ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ عندما تنجز النصوص. وسيوقع عليها كل من وزير الدولة الإمارتي لشؤون التجارة الخارجية، د. ثاني بن أحمد الزويدي، ووزيرة الاقتصاد والصناعة الاسرائيلية، اللواء (المتقاعد) أورنا باربيباي.
وقال بنيت إنه «تمت مناقشة هذا الموضوع خلال اللقاء الذي جمعني وولي عهد أبو ظبي، سمو الشيخ محمد بن زايد، في أبو ظبي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث تم الاتفاق خلاله على إسراع المباحثات بهدف إبرام الاتفاقية، وكذلك خلال لقائنا في مصر في الأسبوع الماضي والذي اتفقنا فيه على إنجاز الاتفاقية في غضون أيام معدودة». وأضاف بنيت: «إنها لحظة مهمة في العلاقات التي تربط دولة إسرائيل بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم تعزيز العلاقات المتينة التي حيكت بالفعل بين الدولتين اليوم من خلال اتفاقية التجارة الحرة، التي ستوطد التعاون الاقتصادي إلى حد ملموس بما يصب في مصلحة ورفاهية مواطني كلتا الدولتين ويعني المزيد من الحركة التجارية، والمزيد من فرص العمل، والمنتجات عالية الجودة بأسعار أرخص».
كما أشاد وزير الخارجية، يائير لبيد، بهذه الاتفاقيات «لكونها تتماشى مع روح قمة النقب التي نصت على إقامة التعاون المتواصل، واستمرار العلاقات وتحقيق الإنجازات الملحوظة التي ستحسّن حياة مواطني دولة إسرائيل وشعوب المنطقة». وقالت الوزيرة باربيباي: «منذ إبرام اتفاقيات أبراهام، تعمل وزارة الاقتصاد والصناعة على توسيع رقعة العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وعلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الإمكانات الاقتصادية. ويشكل استكمال المفاوضات معلمًا رئيسيًا وتاريخيًا في العلاقات القائمة بين الدولتين».
يذكر أن العلاقات بين إسرائيل والامارات بدأت في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2020، إذ تم إبرام اتفاقيات أبراهام التي أسست للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ولكن الاتفاقيات الجديدة، تعتبر أول اتفاقية للتجارة الحرة الكاملة بين إسرائيل ودولة عربية.
وكانت مصر وإسرائيل قد أنجزتا مفاوضات، أول من أمس الخميس، لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، فى إطار البروتوكول المشترك الخاص بالمناطق الصناعية المؤهلة «كويز»، بهدف زيادة القدرات التصديرية خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ضوء السعي للتغلب على تداعيات الظروف العالمية الحالية. وذكرت وزارة التجارة والصناعة المصرية في بيان أن الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة التقتا أورنا باربيباى وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية بمقر وحدة الكويز في وزارة التجارة والصناعة.
وكانت مصر قد وقعت في ديسمبر (كانون الأول) عام 2004 بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة «كويز» مع إسرائيل والولايات المتحدة، لتصدير المنتجات المصرية للسوق الأمريكية دون جمارك أو حصص محددة شرط استخدام نسبة متفق عليها من المدخلات الإسرائيلية في هذه المنتجات. وتشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسرائيل تطورا كبيرا في الفترة الأخيرة حيث اتفق البلدان خلال الشهر الحالي على تدشين خط طيران مباشر بين تل أبيب وشرم الشيخ لتوسيع الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، ومن المتوقع بدء تسيير الرحلات الجوية عبر هذا الخط في الشهر الحالي. وبالتزامن مع الإعلان عن تدشين خط الطيران، وافقت إسرائيل على تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر عبر الأردن. ويعد هذا ثاني خط لتصدير الغاز من إسرائيل إلى مصر تمت الموافقة عليه بسبب الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي الإسرائيلي في مصر. ووفق تقديرات وزارة الطاقة الإسرائيلية، من المتوقع أن يصل تصدير الغاز الإسرائيلي عبر الخط الجديد من 2.5 إلى 3 مليارات متر مكعب خلال عام 2022، وقد يرتفع إلى 4 مليارات متر مكعب في السنوات القادمة، علما بأن تصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر بدأ في عام 2020، وبلغ في ذلك العام حوالي 2.17 مليار متر مكعب.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).