عمران خان يهرب مؤقتاً من حجب الثقة

المعارضة الباكستانية تجمع أصواتاً كافية لإسقاطه

قادة أحزاب المعارضة الباكستانية في مؤتمر صحافي بإسلام آباد أول من أمس الأربعاء (أ.ب)
قادة أحزاب المعارضة الباكستانية في مؤتمر صحافي بإسلام آباد أول من أمس الأربعاء (أ.ب)
TT

عمران خان يهرب مؤقتاً من حجب الثقة

قادة أحزاب المعارضة الباكستانية في مؤتمر صحافي بإسلام آباد أول من أمس الأربعاء (أ.ب)
قادة أحزاب المعارضة الباكستانية في مؤتمر صحافي بإسلام آباد أول من أمس الأربعاء (أ.ب)

عطّل أنصار رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، أمس (الخميس)، مشاورات حجب الثقة عنه في البرلمان، بتأجيلها إلى الأحد المقبل، بعدما نجحت المعارضة بتأمين أكثرية مريحة للإطاحة به.
وكان من المقرر أن تبدأ النقاشات البرلمانية، أمس (الخميس)، لكن نائب رئيس المجلس أرجأ الموعد إلى الأحد، وعلل التأجيل برفض النواب مناقشة نقاط أخرى على جدول الأعمال قبل النظر في حجب الثقة.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن نائب الرئيس قاسم خان سوري، وهو عضو في «حركة إنصاف» الحاكمة التي يرأسها خان، قوله: «يبدو أن لا أحداً مهتم بجلسة المساءلة، لذلك تم تعليق الجلسة».
وقالت القيادية المعارضة مريم أورنجزيب: «أنا والأمة كلها نطالب بالتصويت الفوري على اقتراح حجب الثقة».
كما أدان شهباز شريف، المتوقَّع أن يصبح رئيس الوزراء المقبل، في حالة سقوط خان، تعليق الجلسة. وقال للصحافيين خارج البرلمان: «نائب الرئيس انتهك مرة أخرى القواعد بعدم السماح بمناقشة هذا البند من جدول الأعمال».
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن المعارضة، بقيادة الرئيس السابق آصف علي زارداري، ورئيس الوزراء السابق نواز شريف، جمعت 196 صوتاً، بحلول مساء أول من أمس، وهو أعلى من 172 صوتاً المطلوبين للإطاحة بخان.
ويواجه عمران خان، بطل رياضة الكريكت السابق، أخطر أزمة سياسية منذ انتخابه عام 2018. ويتهمه خصومه بسوء الإدارة الاقتصادية، في ظل تسارع ارتفاع التضخم وضعف الروبية، وتهافت سياسته الخارجية. كما تواجه الحكومة تهديداً متزايداً من حركة «طالبان» باكستان.
ولم تعد «حركة إنصاف» وحلفاء عمران خان يتمتعون بأغلبية في البرلمان الذي يضم 342 نائباً، بعد انشقاق حزب وإعلان نوابه السبعة عن نيتهم التصويت لصالح حجب الثقة.
كما سيصوت أكثر من عشرة نواب من «حركة إنصاف» لصالح المقترح. وهيمن حزبا المعارضة الرئيسيان «حزب الشعب» و«الرابطة الإسلامية» على السياسة لعقود تخللتها انقلابات عسكرية، إلى أن شكّل عمران خان تحالفاً تعهّد خصوصاً اجتثاث الفساد.
ويرى بعض المحللين أن عمران خان فقد أيضاً دعم الجيش النافذ في السياسة الباكستانية.
ومنذ استقلالها عام 1947، شهدت باكستان أربعة انقلابات عسكرية ناجحة والعديد من الانقلابات الفاشلة، وعاشت البلاد تحت الحكم العسكري لأكثر من ثلاثة عقود.
إذا أُطيح عمران خان، فمن المرجح أن يقود الحكومة الجديدة شهباز شريف من «الرابطة الإسلامية»، وهو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أطيح عام 2017، بتهم فساد مزعوم وسجن، قبل إطلاق سراحه بكفالة في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 لدواعٍ طبية.
كما لا يستبعد أن يتولى المنصب بيلاوال بوتو زرداري من «حزب الشعب»، وهو نجل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو والرئيس السابق آصف زرداري.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.