السيسي وزيلينسكي يتباحثان هاتفياً للمرة الثانية خلال أسبوع

الرئيس الأوكراني استعرض تطورات المفاوضات مع روسيا

TT
20

السيسي وزيلينسكي يتباحثان هاتفياً للمرة الثانية خلال أسبوع

في اتصال هو الثاني من نوعه خلال أسبوع واحد، تباحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، بشأن تطورات النزاع العسكري بين موسكو وكييف، مع تركيز خاص على تطورات المفاوضات بين طرفي الحرب.
وحسب بيان رئاسي مصري، فإن السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من زيلينسكي، مساء أول من أمس، وتناولا «مستجدات الأزمة، حيث استعرض الرئيس الأوكراني آخر التطورات في هذا الإطار خصوصاً ما يتعلق بمسار المفاوضات. وأكد السيسي «أهمية تناول جميع السبل المؤدية إلى التهدئة والتوصل إلى حل سلمي للنزاع، فضلاً عن اهتمام مصر ببذل كل الجهود من أجل تحقيق ذلك، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي أو الدولي».
كانت مصر قد صوّتت مع 140 دولة أخرى في «الجمعية العامة للأمم المتحدة» لصالح قرار يشجب «العدوان الروسي على أوكرانيا»، فيما رفضته 5 دول، وامتنعت 35 دولة أخرى. وفنّدت مصر أسباب تصويتها بأنها تأتي «انطلاقاً من إيمانها الراسخ بقواعد القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة». لكنها ورغم تصويتها لصالح قرار إدانة روسيا، فإنها ضمّنت قرارها بنداً يدعو إلى «عدم غضّ الطرف عن بحث جذور ومسببات الأزمة الراهنة والتعامل معها بما يضمن نزع فتيلها وتحقيق الأمن والاستقرار»، مؤكدةً رفضها في الوقت نفسه «منهج توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولي متعدد الأطراف من منطلق التجارب السابقة، التي كانت لها آثارها الإنسانية السلبية البالغة، وما أفضت إليه من تفاقم معاناة المدنيين طوال العقود الماضية.
وعلى مسار التوازن المصري في الأزمة، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اتصالاً بنظيره الروسي، مؤكداً «دعم القاهرة للمساعي الدبلوماسية التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً من أجل الحد من تدهور الموقف».
وقبل أسبوع تقريباً، أجرى زيلينسكي أيضاً اتصالاً بنظيره المصري، تناول «مستجدات مسار المفاوضات»، فيما شدّد الرئيس المصري على «ضرورة تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية» مؤكداً «دعم مصر لكل المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً من خلال المباحثات ومسار المفاوضات». وأوضح المتحدث الرئاسي المصري، أن السيسي أكد «متابعة مصر بقلق واهتمام بالغيْن للتطورات الميدانية المُتلاحقة وما ينجم عنها من تفاقم الأوضاع الإنسانية، معرباً عن التقدير للإجراءات التي اتخذها الجانب الأوكراني لتيسير خروج المواطنين المصريين من المنافذ الأوكرانية، وضمان سلامتهم وأمنهم». كما أعرب زيلينسكي، حسب البيان المصري، عن «خالص التقدير والامتنان لما قامت به مصر من جهود لمواصلة استضافة السائحين الأوكرانيين في المنتجعات السياحية بمصر، وتقديم كل سبل العون لهم منذ اندلاع الأزمة، وكذلك تيسير إجراءات عودتهم إلى الدول المجاورة لأوكرانيا».
- القاهرة تحذّر من تداعيات أسوأ من «الحرب البادرة»
> حذّرت الحكومة المصرية، على لسان وزيرها للتموين علي المصيلحي، من تداعيات للحرب الروسية - الأوكرانية على الاقتصاد والتجارة العالميين «أسوأ من الحرب الباردة وأقل حدة من الحرب العالمية»، وفق تقديره. وخلال لقاء مع نواب البرلمان، استعرض الوزير المصري، أول من أمس، أسباب زيادة أسعار بعض السلع الغذائية الأساسية وغير الأساسية، وكان ذلك رداً على عدد من طلبات الإحاطة البرلمانية بشأن إجراءات الحكومة لمواجهة الغلاء. وربط المصيلحي بين أزمة فيروس «كورونا»، وما أعقبها من اندلاع الحرب، ورأى أن تعاقب الأزمتين دفع «أسعار القمح» إلى معدلات غير مسبوقة، فضلاً عن الحد من حركة التجارة جراء التضخم. لكنّ الوزير المصري، ومع إشارته إلى أن العالم سيحتاج لعام ونصف العام تقريباً لاستيعاب تأثيرات الحرب، حال انتهت الآن؛ فإنه وعد وطمأن بأن بلاده تعتمد «تنويع مصادر القمح لتلافي الضرر، فضلاً عن الإجراءات التي اتخذتها لتعظيم الاستفادة من القمح المنتج محلياً وإلزام المزارعين نسبياً بتوريد نسبة من محصولهم للشركات المملوكة للدولة لتحقيق احتياطي من المنتج يؤمّن احتياجات البلاد.


مقالات ذات صلة

زخم سياسي في جدة... زيارة رابعة لزيلينسكي ومحادثات أميركية - أوكرانية

الخليج ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأوكراني في زيارة سابقة للسعودية (رويترز) play-circle 02:32

زخم سياسي في جدة... زيارة رابعة لزيلينسكي ومحادثات أميركية - أوكرانية

قبل أن تحط طائرته في جدة بأربع وعشرين ساعة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف «مهتمة أكثر بالسلام».

غازي الحارثي (الرياض)
الولايات المتحدة​ مقاتلة أميركية من طراز «إف 35» في عرض جوي (أ.ف.ب)

أميركا تتصدر مبيعات الأسلحة عالمياً بسبب حرب أوكرانيا

زادت الولايات المتحدة حصتها من مجمل الصادرات العالمية للأسلحة لتصل إلى 43 في المائة بين عامي 2020 و2024. وكانت أوكرانيا المستورد الأكبر في خضم الحرب مع روسيا.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط يتحدث للصحافيين في حديقة البيت الأبيض (أ.ب) play-circle

ويتكوف يتوقع إنجاز صفقة المعادن مع أوكرانيا هذا الأسبوع

قال ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط، الاثنين، إنه يتوقع إحراز تقدم كبير بشأن أوكرانيا هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا تعتزم بولندا تخصيص 5 % من الناتج المحلي الإجمالي السنوي للإنفاق الدفاعي (رويترز) play-circle

كيف تسعى بولندا لبناء الجيش البري الأقوى في أوروبا؟

تسعى بولندا لإنفاق 5 في المائة من ناتجها المحلي على الدفاع، وتعتزم بناء جيش من 300 ألف جندي مجهّز بأحدث المعدات العسكرية ومبني وفق نموذج «الناتو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا صورة لجندي من القوات الخاصة الروسية يرتدي قناعاً ويسير داخل أنبوب لنقل الغاز (تلغرام) play-circle

قوات خاصة روسية تتسلل إلى كورسك عبر أنابيب لنقل الغاز

تسللت قوات خاصة روسية عبر خط أنابيب غاز لمهاجمة الوحدات الأوكرانية التي تقاتل في منطقة كورسك، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو لاستعادة أجزاء من مقاطعتها الحدودية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

العليمي يدعو إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن اقتصادياً وأمنياً

العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
TT
20

العليمي يدعو إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن اقتصادياً وأمنياً

العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)

أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، عن تطلعه إلى شراكة أوسع مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات التي تواجهها بلاده، داعياً إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن على الصعد الإنسانية والاقتصادية والأمنية.

تصريحات العليمي جاءت خلال استقباله في الرياض سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وذلك بعد أيام من دخول تصنيف الجماعة الحوثية «منظمة إرهابية أجنبية» حيز التنفيذ وفرض عقوبات أميركية جديدة على 7 من كبار قادتها، في مقدمهم المتحدث باسمها وزير خارجيتها الفعلي محمد عبد السلام.

وذكر الإعلام الرسمي أن اللقاء، الذي حضره عضو المجلس القيادي الرئاسي عثمان مجلي، بحث العلاقات اليمنية - الأميركية وآفاقها المستقبلية، وسبل تعزيزها على مختلف المستويات.

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية أن العليمي أكد الحاجة الملحة إلى نهج عالمي جماعي لدعم الحكومة في بلاده لمواجهة التحديات الاقتصادية، والخدمية، والإنسانية، وتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، وتأمين مياهها الإقليمية، بصفتها شريكاً وثيقاً لحماية الأمن والسلم الدوليين.

العليمي التزم بعدم تأثير تصنيف الحوثيين «إرهابيين» على العمل الإنساني (سبأ)
العليمي التزم بعدم تأثير تصنيف الحوثيين «إرهابيين» على العمل الإنساني (سبأ)

وتطرق اللقاء، وفق الوكالة، إلى مستجدات الوضع اليمني، ووجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي المقدمة «خطر ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان».

وأشاد رئيس مجلس الحكم اليمني، خلال اللقاء، بـ«العلاقات الثنائية المتميزة بالولايات المتحدة، وتدخلات واشنطن الإنسانية والإنمائية، ودورها المشهود في اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة للحوثيين».

شراكة أوسع

وطبقاً للمصادر الرسمية اليمنية، فقد أعرب العليمي عن تطلعه إلى شراكة ثنائية أوسع مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات، وردع التهديدات المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة.

ومع التنويه بقرار الإدارة الأميركية إعادة تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»، جدد العليمي الالتزام اليمني بالتعاون الوثيق مع المجتمع الدولي لتنفيذ القرار، والحد من تداعياته الإنسانية المحتملة على الفئات الاجتماعية الضعيفة.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أعاد منذ الأيام الأولى من رئاسته الثانية في يناير (كانون الثاني) الماضي تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»، قبل أن يدخل القرار حيز التنفيذ قبل أيام بالتوازي مع فرض عقوبات على 7 من قادة الجماعة.

ومن غير المعروف حتى الآن حجم الضرر الذي يمكن أن يتعرض له الحوثيون جراء هذا التصنيف، خصوصاً في ظل الدعوات الأممية إلى عدم تعريض المدنيين والقطاع الخاص في مناطق سيطرة الجماعة لأي أضرار، فضلاً عن عدم التأثير على العمل الإنساني الذي تقوده الوكالات الأممية.

ودائماً ما يقول مجلس القيادة الرئاسي اليمني إن الوسيلة المثلى لمواجهة الحوثيين وتأمين المياه اليمنية، هي دعم القوات الحكومية الشرعية لفرض سيطرتها على الأرض واستعادة الحديدة وموانئها.

مخاوف أممية

في ظل عدم وجود يقين بشأن مسار السلام المتعثر الذي يقوده المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، لم يُخفِ الأخير، في أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن، مخاوفه من انهيار التهدئة والعودة إلى مسار الحرب، خصوصاً مع أحداث التصعيد الميداني للجماعة الحوثية في جبهات مأرب والجوف وتعز.

وطبقاً لتقارير يمنية، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً حوثياً متسارعاً في جبهات مأرب، ومواجهات مع القوات الحكومية، بالتزامن مع دفع الجماعة المدعومة من إيران بحشود إضافية من مجنديها إلى جبهات المحافظة الغنية بالنفط.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

وحذر المبعوث من الإجراءات التصعيدية، وقال: «شهدنا تصاعداً في الخطاب من أطراف الصراع، وهيّأوا أنفسهم علناً للمواجهة العسكرية. ويجب ألا نسمح بحدوث ذلك. الكلمات مهمة. النية مهمة. الإشارات مهمة. يمكن أن تكون للرسائل المختلطة والخطاب التصعيدي عواقب حقيقية؛ مما يعمق انعدام الثقة ويغذي التوترات في وقت يكون فيه خفض التصعيد أمراً بالغ الأهمية».

وعبر غروندبرغ عن قلقه إزاء القصف، والهجمات بالطائرات من دون طيار، ومحاولات التسلل، وحملات التعبئة، التي حدثت مؤخراً في مأرب، وكذلك في مناطق أخرى مثل الجوف وشبوة وتعز. في إشارة إلى تصعيد الحوثيين.

وقال المبعوث: «أكرر دعوتي الطرفين إلى الامتناع عن المواقف العسكرية والتدابير الانتقامية التي قد تخاطر بإغراق اليمن مرة أخرى في صراع واسع النطاق حيث سيدفع المدنيون الثمن مرة أخرى».