عرس مئوية جريدة أم القرى يشهد 5 مبادرات لتطوير الإعلام السعودي

خادم الحرمين: الجريدة عاصرت تأسيس الوطن وواكبت نهضته

الأمير خالد الفيصل والوزير ماجد القصبي خلال احتفالية مئوية أم القرى أمس (واس)
الأمير خالد الفيصل والوزير ماجد القصبي خلال احتفالية مئوية أم القرى أمس (واس)
TT
20

عرس مئوية جريدة أم القرى يشهد 5 مبادرات لتطوير الإعلام السعودي

الأمير خالد الفيصل والوزير ماجد القصبي خلال احتفالية مئوية أم القرى أمس (واس)
الأمير خالد الفيصل والوزير ماجد القصبي خلال احتفالية مئوية أم القرى أمس (واس)

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على ما منّ الله به على السعودية، بشرف احتضان الحرمين الشريفين، وخدمة الحجاج والمعتمرين وضيوف الرحمن، وهو نهج هذه البلاد، منذ أسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن.
جاء ذلك في كلمة خادم الحرمين الشريفين بمناسبة الاحتفاء بمئوية جريدة «أم القرى» أمام الحفل الذي أقامته وزارة الإعلام السعودية بهذه المناسبة، وقال إنه قبل نحو 100 عام من اليوم، قام الملك عبد العزيز، بتأسيس أول جريدة في السعودية، وسمّاها جريدة «أم القرى»، وهو أحد أسماء مكة المكرمة، قبلة المسلمين، «تأكيداً على نهج هذه البلاد المباركة، بالاهتمام بالحرمين الشريفين من جهة، واهتمامها بالإعلام والثقافة من جهة أخرى».
وأضاف خادم الحرمين قائلاً: «لقد بلغ عمر (أم القرى) قرناً من الزمان متميزة عن غيرها من الصحف، بأنها لم تتوقف عن الصدور خلال سنوات عمرها، فقد واجهت معظم الصحف أزمة عدم توفر الورق خلال الحرب العالمية الثانية، فاحتجبت عن الصدور لأعوام، وواجهت (أم القرى) الأزمة ذاتها، في عام 1360هـ (1941م) إلا أن الملك عبد العزيز أمر بمعالجة الموضوع على الفور، وتم توفير ورق بعد جهدٍ من البحث، ولم تتوقف الجريدة عن الصدور، لتكون صوت البلاد في خدمة الإسلام، لا سيما في مراحل صدورها الأولى».
وبيّن الملك سلمان أن «أم القرى» عاصرت تأسيس السعودية ونهضت مع نهضتها الكبيرة التي شملت قطاعات الدولة ومناطقها كافة، وحفظت في ذاكرتها اللبنات الأولى في سنّ الأنظمة والقوانين التي أقرتها الدولة، بما نشرته من قرارات وأنظمة شكّلت البنية التشريعية والتنموية والاقتصادية المتينة، وبقيت هذه الجريدة إلى وقتنا الحاضر الجريدة الرسمية للدولة، وكما نقلت «أم القرى» القرارات والأنظمة التشريعية للبلاد، منذ أن تأسست قبل نحو مائة عام، تنقل ما عملت وتعمل عليه الحكومة السعودية من قرارات وتشريعات وإصلاحات وتطويرات لأجهزة الدولة وأنظمتها وقوانينها ومعايير تقويمها، «منذ باركنا انطلاق (رؤية المملكة 2030) الطموحة، قبل خمسة أعوام، بإشراف مباشر من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، من أجل وطنٍ مزدهر، يضمن مستقبل أبنائنا وبناتنا، بتسخير منظومة متكاملة من البرامج ترتقي بمستوى الخدمات المختلفة، ما يعزز القدرات التنافسية للاقتصاد الوطني، ويحسّن جودة الخدمات ويرفع كفاءتها، ليكون التميز في الأداء وخدمة الإنسان، أساس تقويم مستوى كفاءة الأجهزة العاملة في البلاد».
وقال: «وإذ أهنئ أبنائي وبناتي المواطنين بقرنٍ من الزمان، هو عمر (أم القرى) لا يفوتني أن أشكر كل مَن أسهم بجهدٍ في هذه الصحيفة العريقة، طوال المائة عام من عمرها المديد، بحول الله، سائلين الله أن يرحم من انتقل منهم إلى رحمة الله، وأن يحفظ الأحياء، بمنه وكرمه سبحانه، كما أدعو الله أن يوفق العاملين في (أم القرى) وفي المجال الإعلامي بمختلف أشكاله، للعمل لما فيه خير الوطن والمواطن».
واختتم كلمته بالقول: «ونحن نحتفي بالمئوية الأولى لـ(أم القرى) هذا الاسم العزيز على قلوبنا جميعاً، نستحضر بكل فخر واعتزاز ما منّ الله به علينا في السعودية، بأن شرفنا باحتضان الحرمين الشريفين، وخدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار في منهج ومنهاج مباركين، اختطتهما هذه البلاد المباركة منذ توحيدها على يدي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، حتى يومنا هذا، حفظ الله بلادنا، وأدام عليها نعمه، وحفظنا وإياكم من كل مكروه».
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رعى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، مساء أمس احتفالية جريدة أم القرى بمرور 100 عام على إصدارها، التي نظمتها وزارة الإعلام في مكة المكرمة، بحضور الأمراء والمسؤولين ونخبة من رجال الفكر والأدب والإعلام.
وضمن الحفل، شاهد أمير مكة المكرمة والحضور فيلماً بعنوان «قرن من الإعلام السعودي»، يحكي مسيرة وتطور جريدة أم القرى على مر الأزمنة، كما دشن العدد المئوي للجريدة.
وألقى الدكتور ماجد القصبي وزير الإعلام المكلف، كلمة في الحفل الذي أقيم بمركز غرفة مكة للمعارض والفعاليات بالعاصمة المقدسة، ثمن خلالها الرعاية الملكية المئوية لـ«هذا الصرح الإعلامي الكبير الذي يقف شاهداً على مسيرة العطاء والإنجاز»، وقال الوزير: «نقف اليوم أمام تاريخٍ ممتد 100 عام عاصرت خلالها جريدة أم القرى رحلة البناء والتطوير لوطننا الغالي مواصلة مسيرتها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز وحتى هذا العهد الزاهر لتؤكد عمق ارتباط هذه الدولة بصحافتها واهتمامها بإعلامها».
وعد القصبي، الاحتفاء بمرور قرن هجري على تأسيس «أم القرى» حدثاً مهماً ومناسبة للتقدير والوفاء لهذه الجريدة «التي لم تنقطع عن التغطية الصحافية منذ صدور عددها الأول يوم الجمعة 15 جمادى الأولى 1343هـ لتشكل ذاكرة الوطن، فهي تحمل تاريخه وتعد مرجعا موثوقا للمسيرة النظامية والقانونية لهذه البلاد».
وأضاف: «في احتفالنا اليوم بمئوية أم القرى نستذكر جيل الرواد الذين خدموا وطنهم من وزراء الإعلام ومسؤولين ورؤساء تحرير ومديري التحرير ومحررين وفنيين وكل من خدم هذه الصحيفة الرائدة، والذين كانت لهم بصمات واضحة في النقلات التاريخية التي شهدتها هذه الجريدة، وندعوا بالرحمة لمن توفاه الله منهم وبالصحة والعافية لمن هم بيننا اليوم ».
مؤكداً أن بلاده تعيش اليوم «حراكاً غير مسبوق» في القطاعات كافة ومنها الإعلام، وبعد مرور أكثر من خمسة أعوام على إطلاق رؤية 2030 فإن الآمال كبيرة لصناعة إعلام مؤثر قادر على إيصال رسالة السعودية إلى العالم، «وسأعمل مع زملائي في منظومة الإعلام على تحقيق هذا الهدف السامي».
وأضاف الدكتور القصبي: «وتأكيداً على اهتمام وعناية الدولة فقد صدرت الموافقة السامية بنقل جريدة أم القرى إلى وكالة الأنباء السعودية لتشهدا مرحلة جديدة ونقلة كبيرة في جميع جوانب العمل الإعلامي والتحول الرقمي».
وأعلن الوزير السعودي خمس مبادرات طموحة للرقي بصناعة الإعلام وتطويره في المملكة، تضمنت، إنشاء مركز الأرشيف الوطني للإعلام السعودي لأرشفة جميع الصور والوثائق، ومتحف إعلامي سعودي لحفظ وتخليد الإرث الصحفي الوطني، وإقامة ملتقى «أم القرى الإعلامي» يعقد كل عامين، وإطلاق «ميدياثون» بالشراكة مع STC نحو أفكار إعلامية مستقبلية مبتكرة، وإطلاق المرحلة الثانية من برنامج دعم وتمكين المؤسسات الصحفية السعودية للتحول الرقمي، وقبل اختتام الحفل، استمع الحضور قصيدة شعرية بعنوان «قصيدة أم القرى» للدكتور عبد العزيز خوجة، بعدها كرم الأمير خالد الفيصل رواد ومؤرخي جريدة أم القرى، وزراء الإعلام السابقين.
وكان الأمير خالد الفيصل قد تجول فور وصوله إلى مقر الحفل في المعرض التفاعلي المصاحب الذي يحكي مسيرة قرن لجريدة أم القرى؛ ضم «6» شاشات ديجتال تفاعلية، لعرض مئة صفحة تحكي قصة قرن من الإعلام مختارة من أرشيف «أم القرى».



كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
TT
20

كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)

في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم عام 1973، وتداعياتها، قدّمت السعودية منحة لـ«برنامج الأغذية العالمي» بين عامي 1975 - 1976 بمبلغ 50 مليون دولار لدعم مشاريعه الغذائية للمتضررين من الأزمة آنذاك، لتسجّل منذ ذلك الحين نفسها داعماً سخيّاً للبرنامج العالمي على مدى نصف قرن.

يستحضر ذلك الدعم قبل نصف قرن، امتداد الجهود السعودية لمكافحة الجوع في العالم في وقتٍ يواجه فيه 343 مليون شخص حول العالم جوعاً حاداً.

جاء الدعم السعودي على الصعيد الدولي واسعاً بشكل مباشر أو عبر التنسيق مع «برنامج الأغذية العالمي»، ليصل إلى العديد من الدول والقارات، وشكّلت الشراكة بين السعودية والبرنامج نموذجاً هاماً لمكافحة الجوع وفقاً لمراقبين.

حديثاً، جدّد الجانبان التزامهما المشترك بمكافحة الجوع، عبر توقيع برنامج تعاون مشترك لمدة 5 سنوات أخرى، بين «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، و«برنامج الأغذية العالمي»، مما يفتح صفحة أخرى من المشاريع المحتملة.

أطنان من التمور في مستودع بمحافظة عدن قبل تسليمها لبرنامج الأغذية العالمي ضمن دعم سعودي مقدم إلى اليمن (واس)
أطنان من التمور في مستودع بمحافظة عدن قبل تسليمها لبرنامج الأغذية العالمي ضمن دعم سعودي مقدم إلى اليمن (واس)

يعتمد برنامج التعاون المشترك هذا على نهج متعدد الجوانب لمعالجة التحديات الإنسانية في حالات الطوارئ، وبناء القدرات، والحد من مخاطر الكوارث، واللوجيستيات. وحول الدعم الإنساني السعودي في هذا الصدد، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين: «يلعب الدعم الإنساني للسعودية دوراً قيِّماً في جهودنا لوقف الجوع وسوء التغذية. وبينما نتطلع إلى المستقبل، يسعدنا أن نؤكد من جديد التزامنا المشترك بتعزيز وتوسيع هذه الشراكة للوصول إلى المزيد من المحتاجين».

توسيع نطاق التأثير

الشراكة امتدت لـ5 عقود، كان من أبرز محطّاتها حينما انفجرت الأزمة المالية العالمية عام 2008، وأعلنت السعودية تقديم منحة تاريخية سخية بمبلغ 500 مليون دولار للبرنامج لتمكينه من استكمال مشاريعه الإغاثية وتوفير الغذاء للملايين من الأشخاص المتضررين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفي عام 2014 ساهمت السعودية أيضاً بأكثر من 200 مليون دولار لتوفير الغذاء للأسر النازحة في العراق، واللاجئين السوريين في البلدان المجاورة لسوريا، واللاجئين من جنوب السودان والصومال كذلك.

جانب من تجديد الشراكة بين «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» و«برنامج الأغذية العالمي» (الأمم المتحدة)
جانب من تجديد الشراكة بين «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» و«برنامج الأغذية العالمي» (الأمم المتحدة)

وفقاً للبرنامج الأممي، ساهمت السعودية بمبلغ 2.2 مليار دولار لدعم «برنامج الأغذية العالمي» في مكافحة الجوع، على مدى العقدين الماضيين فقط، حيث تم الوصول إلى المحتاجين في 31 دولة، وبناءً على هذا الأساس المتين، تواصل الشراكة توسيع نطاق تأثيرها مع محفظة مشاريع حالية تجاوزت 68 مليون دولار في المشاريع الإنسانية والتنموية الجارية.

الأرقام الرسمية السعودية، كشفت أن حجم المساعدات المقدمة من السعودية للبرنامج بين عامي 2005 – 2021 فقط، تجاوزت 1.95 مليار دولار، تم تخصيصها لدعم 124 مشروعاً في قطاعات الغذاء والأمن الغذائي، هذا بالإضافة إلى منحة المملكة من التمور التي تبلغ 4500 طن والتي تقدم للبرنامج كل عام منذ أكثر من عقدين من الزمن وحتى اليوم.

أما إجمالي ما تم تقديمه للبرنامج من خلال «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» حتى عام 2021، بيّن المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبد الله الربيعة، خلال اجتماع للمجلس التنفيذي السنوي لبرنامج الأغذية العالمي، أنه تجاوز 1.942 مليار دولار، ساعدت البرنامج على تقديم المساعدات الغذائية لـ24 دولة حول العالم في مقدمتها اليمن التي حظيت بقدر كبير من تلك المشاريع؛ حيث نفذ فيها 27 برنامجاً إغاثياً بمبلغ 1.164 مليار دولار بالشراكة مع البرنامج شملت المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.

إسهامات نقدية وعينية

المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، كشف من جانبه خلال اجتماع للمجلس التنفيذي السنوي لبرنامج الأغذية العالمي، أن السعودية واصلت دورها في مساندة البرنامج، حيث يقدّر حجم المساعدات المقدمة من السعودية للبرنامج بين عامي 2005 – 2021 فقط بمبلغ مليار و958 مليوناً و555 ألف دولار.

إلى جانب المساهمات النقدية، تُقدم السعودية مساهمة سنوية تبلغ 4 آلاف طن متري من التمور، ليصل إجماليها إلى أكثر من 100.000 طن متري على مر السنين، مما عزز البرامج المشتركة في الميدان، حيث تُعد التمور طبقاً للمراجع الطبية مصدراً حيوياً للتغذية وتحمل أهمية ثقافية للعديد من المجتمعات التي تعاني من حاجة ماسة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، انضمام بلاده إلى «التحالف الدولي لمكافحة الجوع والفقر»، قائلاً خلال رئاسته وفد بلاده في قمة «مجموعة العشرين» في البرازيل، إن السعودية يسرّها أن تكون جزءاً من هذا التحالف الذي يتماشى مع أهدافها التنموية، ودورها العالمي في هذا الصدد، والذي تعبّر عنه برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والصندوق السعودي للتنمية، بالإضافة إلى مساهماتها العالمية في برامج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لدعم الدول النامية.