ترى تركيا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكنه، إذا كان يرغب في السلام، «وقف الحرب مباشرة» وإعلان وقف إطلاق النار في أوكرانيا لدواع إنسانية، وبهذا يمكن للمفاوضات أن تستمر على المستويات التقنية والسياسية والاستراتيجية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إن تركيا تؤيد وحدة الأراضي الأوكرانية، مضيفا أن المجتمع الدولي لا يعترف بضم القرم إلى روسيا، وأن مطالبة موسكو بهذا الأمر لا يمكن قبوله، والأمر ينطبق أيضا على إقليم دونباس.
وأكد كالين، في مقابلة مع قناة «سي إن إن» الأميركية أمس (الأربعاء)، استعداد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لبذل جهود من أجل تسهيل عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني فولودمير زيلينسكي في تركيا أو أي بلد آخر. وأضاف أنه «إذا كان بوتين يرغب في السلام، يمكنه إيقاف الحرب مباشرة، ويدعو لوقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية، وبهذا يمكن للمفاوضات أن تستمر على المستويات التقنية والسياسية والاستراتيجية».
وتابع بأن بوتين يستمع لنصائح إردوغان ومقترحاته وأفكاره، مشيرا إلى أن موسكو لا تثق بمعظم دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) ولا تريد التشاور معها بعد الآن، مشددا على وجوب أن تتحدث بعض الجهات الفاعلة مع روسيا، وإلا فإن الحرب في أوكرانيا ستستمر لأشهر أو سنوات، وأن العالم لا يمكنه تحمل مثل هذه الحرب الطويلة.
وذكر كالين أن بلاده أبلغت الولايات المتحدة، وغيرها من دول الناتو، بأن ملف منظومة الدفاع الجوي «إس 400» الروسية التي اشترتها تركيا، أغلق بالنسبة لأنقرة، وأن بإمكان الناتو دعم حليفتها تركيا، من خلال بيعها منظومات دفاع متطورة وبطاريات باتريوت، إن كان الحلف يرغب في ذلك. وأضاف أن تركيا لديها ثاني أكبر جيش في الناتو، وأنه من الخطأ أن يفرض الحلفاء عقوبات على بعضهم، وأن حرب أوكرانيا أظهرت هذا الأمر بوضوح.
وعن عدم إرسال تركيا منظومة «إس 400» إلى أوكرانيا، بناء على مقترح أميركي، قال كالين: «عليك أن تسأل هذا السؤال إلى الدول الأعضاء في الناتو التي تمتلك منظومات أكثر تطورا من (إس 400)، لماذا لا ترسل تلك الدول منظوماتها إلى أوكرانيا؟».
وعن حضور الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، المدرج في قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي، إلى تركيا، قال كالين: «لم نطلب من أي شخص مدرج في قائمة العقوبات القدوم إلى تركيا.. أبراموفيتش جاء إلى تركيا ضمن فريق التفاوض الروسي، وهو أحد المفاوضين المعينين من قبل بوتين، وتركيا تتصرف وفق نظام العقوبات المفروض من الأمم المتحدة، ولم تلتزم بأي عقوبات أخرى».
وأظهرت لقطات من المفاوضات الروسية الأوكرانية التي أجريت في إسطنبول أول من أمس، تواجد رجل الأعمال الروسي، رومان أبراموفيتش، وتداولت وسائل إعلام، صورة له وهو يشارك في المفاوضات في قصر دولمه بهشة، وأخرى وهو يقف مع الرئيس التركي الذي افتتح المفاوضات.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أن أبراموفيتش شارك في المرحلة الأولى من المفاوضات الروسية الأوكرانية، وأنه يلعب دورا لإعادة الاتصالات بين الجانبين الروسي والأوكراني وأنه موجود في إسطنبول رغم انه ليس عضوا رسميا في الوفد الروسي.
ونفى بيسكوف معلومات نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» ومصادر أميركية أخرى أشارت إلى أن أبراموفيتش ومفاوضين أوكرانيين اثنين عانوا من عوارض تدفع للاعتقاد باحتمال حصول تسميم بعد جولة سابقة من المحادثات. وقال: «هذا جزء من الحرب الإعلامية» ضد روسيا، مضيفا أن «هذه المعلومات لا تتطابق بالطبع مع الواقع».
وخلال الأيام الماضية، وصل يختان يملكهما الملياردير الروسي، أبراموفيتش، إلى ميناءين في تركيا، التي لم تنضم إلى العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، والتي طالت أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي لكرة القدم، وأثرياء آخرين مقربين من الكرملين.
تركيا تعتبر أن بإمكان بوتين إنهاء الحرب {إذا رغب في السلام}
وفد التفاوض الأوكراني ناقش مع مسؤوليها التعاون العسكري
تركيا تعتبر أن بإمكان بوتين إنهاء الحرب {إذا رغب في السلام}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة